#
لصفة السابعة ______ زوجة مقتصدة غير مسرفة، لا تتباهى بمال زوجها إن كان غنيًا، ولا تشكو من قلته إن كان فقيرًا، تعرف متى تنفق، كريمة غير بخيلة، مدبرة غير مسرفة، راضية بقسمة الله لها في كل شيء، قنوعة بما رزقها الله تعالى. المرأة في بيت زوجها أمينة على ماله، ...وراعية وحافظة لكل ما يودعه في البيت من متاع أو مال أو غير ذلك، ولا يجوز لها التصرف في ذلك إلا بإذنه، ففي الحديث الصحيح: "... والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسئولة عن رعيتها"( ). وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله : أيُّ النساء خير؟ قال: "التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكره"( ). وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول في خطبته عام حجة الوداع: "لا تنفق امرأة شيئًا من بيت زوجها إلا بإذن زوجها" قيل: يا رسول الله، ولا الطعام؟ قال: "ذاك أفضل أموالنا"( ). والزوجة الصالحة تكون مدبرة في غير بخل، منفقة في غير إسراف، قنوعة وراضية برزق الله تعالى لها ولزوجها ولأسرتها، وهذا ناشئ عندها من عدة منطلقات: أولها: ذم الله المسرفين، كما في قوله تعالى: إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ [الإسراء: 27]. ثانيها: مدح الله وثناؤه للمقتصدين، كما في قوله: وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً [الفرقان:67]. ثالثها: معرفتها بآثار السرف الذميمة، كالغفلة عن الله والدار الآخرة، والتكبر، وطول الأمل، وحب الدنيا، والعجب، والغرور. رابعها: زهدها في الدنيا، ونفسها القنوعة التي لا تحملها على البذخ والسرف. لذلك فإن هذه الأسباب تحملها على ألا تتباهى بمال زوجها إن كان غنيًا، أو أن تسرف في الإنفاق لاسيما أمام الناس، وأمام النساء خاصة، فهي تعلم أن المال عارية زائلة، وقد جعلها الله تعالى خليفة عليه ومسئولة عنه لقوله : "وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟"( )، فضلاً عن علمها أنها عمَّا قريب راحلة عن هذه الدنيا الزائلة، مُخلفة وراءها المال والمتاع. كذلك قناعتها تحملها على ألا تشكو زوجها إن كان فقيرًا، ولا أعني بهذه القناعة البخل وقبض اليد عن الإنفاق، بل أعني الاقتصاد والتدبير والإنفاق في غير سرف ولا مخيلة. ومن مظاهر قناعة الزوجة الصالحة، ورضاها بما قسمه الله تعالى لها ولزوجها من الرزق أنها تُقدر طاقته المالية (وتقتصد في ماله، فلا تهدره بطرًا وبغير حق، ولا ترهقه بطلباتها غير الضرورية من متاع الدنيا خصوصًا إذا فاقت إمكاناته، فذلك يزعجه ويؤلمه؛ لأنه لا يستطيع تحقيق هذه المطالب، ويعز عليه أن يظهر أمام زوجته بمظهر العاجز الذي لا يملك تنفيذ ما تطلب. وعليها أن تصحب زوجها بالقناعة، فلا تتطلع إلى ما عند الغير، ولا تحاكي أترابها من نساء الأقارب والجيران والمعارف في اقتناء الكماليات، بل عليها أن توجه مال الله للبذل في سبيل الله عز وجل ليكون لهما رصيدًا يوم القيامة)( ). ألا فلتتق الله تعالى النساء في أزواجهن، ولا ترهقهم من أمرهم عسرًا، ويعشن مع أزواجهن بالقناعة والرضا، فإن القناعة سبب السعادة. قال بعض الصالحين: يا ابن آدم إذا سلكت سبيل القناعة، فأقل شيء يكفيك، وإلا فإن الدنيا وما فيها لا تكفيك. إن الزوجة العاقلة هي التي تنظر إلى من هي أقل منها عيشًا، وأضيق رزقًا، فيحملها ذلك على شكر الله تعالى، والرضا بما قسمه لها، والقناعة بكل شيء انطلاقًا من قوله : "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم"( ). فصل: قصقصي طيرك: يقول الشيخ عبد المتعال الجابري رحمه الله: (في المثل المصري: "قصقصي طيرك لا يلوف بغيرك"، أي قصي أجنحة طائرك حتى يظل عاجزًا عن الطيران بعيدًا عنك، وهو كناية عن تعجيز المرأة رجلها عن الزواج بأخرى، وذلك بجعله لا يملك المال الذي يتزوج به، إما عن طريق إرهاقه بالمطلوب للبيت من الكماليات، وإما ببذل أمواله وتبديدها على أهلها وأصدقائها. وهي سياسة خاطئة؛ إذ إنها تجعل الرجل يشقى كثيرًا، ويعمل ليل نهار حتى يجهده العمل فيكره الحياة ويعيش في نكد، يظهر أثره في حديثه مع زوجته، وفي شجاره المستمر الذي ينتهي إلى ما خشيت منه الزوجة، وهو طلاقها وزواجه بغيرها. وكان من الخير أن تحتبس طيرها بالطريق الطبيعي، الحب وإظهار حسن تدبيرها لاقتصاديات منزلها، فإنما يسقط الطير حيث يرى الحَبَّ. فَبَالحُبِّ تحسن المعاشرة، وتطيب الإقامة مع المحبوب. وبحسن التدبير يسترح الرجل من العناء، ويتوفر له الوقت الذي يجلس فيه مع أولاده، يسهم في تربيتهم بتجاربه وأقاصيصه)( ). وأخيرًا أيتها الزوجة المسلمة (تعتبر القناعة والرضا من أجمل صفات المرأة الصالحة؛ لأنها بقناعتها تكون قد توجت إيمانها برضاها ـ بقضاء الله وقدره فيها ـ فعاشت راضية مرضية، مما يجعلها هانئة البال، سعيدة النفس، لا عقد تعاني منها، ولا حسد يأكل صدرها، غير ناقمة على ذوات الحظوظ من حولها، وهي تتمتع بكامل صحتها النفسية السوية، التي تشع سعادة ورضا على من حولها، بذلك تقنع بالحلال ولو كان قليلاً، ولا تكلف زوجها فوق طاقته، ولا تجرح مشاعره، بل على النقيض من ذلك تحترمه وتصون كرامته، وتشاركه مشاعره، وتنسيه متاعب الدنيا)( ). ------ ( ) رواه البخاري ومسلم وغيرهما. ( ) رواه النسائي وغيره، وقال الألباني: إسناده حسن. تحقيق المشكاة (2/276). ( ) أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، وحسنه الألباني. صحيح ابن ماجه (2/31). ( ) رواه الترمذي عن أبي برزة. قال الألباني: حديث صحيح. الصحيحة 946. ( ) عودة الحجاب (2/491). ( ) رواه مسلم بلفظ آخر في الزهد رقم (2963)، والبخاري في الرقاق. ( ) المرأة في التصور الإسلامي ص101. ( ) وصايا ونصائح للنساء لماجد سليمان دودين ص65
#
#
أشير إلى المشتاقة للجنة في الألبوم .
صور الحائط
اللهم إني اسألك في هذه الجمعة المباركة أن..: تمتعها بنعمتين.. "نعمة الصحة ونعمة الدين" وتجملها بحليتين.. "قلب رحيم وعقل حكيم" ولا تحرمها لذتين.. "لذة صحبة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم و لذة مناجاتك ورؤية وجهك الكريم " وأختم لنـا باللقاء في فردوسك الأعلى جمعة مباركة
الخميس، الساعة 10:31 مساءً
#
أتدرى يا مسكين من سيشهد عليك يوم القيامة ؟أتطيق يا مسكين مواجهة هؤلاء يوم القيامة 1 - الملائكةُ : :سيشهدون وكفى باللهِ شهيدا، قال اللهُ عز وجل: (وإن عليكم لحافظينَ، كراما كاتبين، يعلمون ما تفعلون). ويقول جل وعلا : (إذ يتلقى المتلق...يان عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). 2 - الكتابُ : والسجلات ستفتح بين يدي الله فترى الصغيرَ والكبيرَ والنقيرَ والقطميرَ، تنظرُ في صفحةِ اليومِ الثامنُ من هذا الشهر فإذا هي لا تغادرُ صغيرةً ولا كبيرة،: (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا). (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا، اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ). 3 - الأرضُ التي ذللها الله عز وجل لنا ستشهدُ بما عمل على ظهرها من خيرِ أو شر: (إذا زلزلت الأرضُ زلزالها، وأخرجت الأرض أثقالها، وقال الإنسان مالها، يوم إذا تحدث أخبارها، بأن ربك أوحى لها). ستحدث بما عمل على ظهرها من خير أو شر، بل إن هذه الأرض تحمل عاطفة، إذا مات المؤمن بكاه موضع سجوده، وبكاه ممشاه إلى الصلاة، وبكاه مصعد عمله إلى السماء. وأما الذين أجرموا وكفروا ونافقوا: (فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين).مشاهدة المزيد