* كان أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف مع قوم، فرأوا قطيعاً من غنم فقال أبو سلمة : اللهم إن كان في سابق علمك أن أكون خليفة فاسقنا من لبنها، فانتهوا إليها فإذا هي تيوس كلها.
*
رأى رجل في منامه أن أمامه غنماً، وكأنه يعطى بها ثمانية ثمانية. ففتح
عينية، فلم ير شيئاً، فغمض عينيه ومد يده، وقال: هاتوا أربعة أربعة.
* دُعي بعض المغفلين إلى وليمة، فجعل الناس يأكلون، وهو مشغول بالنظر إلى الستور المعلقة على الحيطان، فقيل له: مالك لا تأكل؟
فقال: والله لقد طال تعجبي من هذه الستور الطوال، كيف دخلت من هذا الباب الصغير؟
* جاء أعرابي إلى المسجد، والإمام يخطب، فقال لرجل من القوم: ما هذا؟
قال له: دعوة إلى الطعام. قال: فما يقول الذي على المنبر؟
قال يقول: إن الأعراب لا يرضون أن يأكلوا حتى يحملوا معهم بعض الطعام.
فتخطى الأعرابي الناس حتى دنا من الخطيب، فقال له: يا هذا، إن الذين يفعلون
ما تقول سفهاؤنا.
* خرج أبو الغصن
من منزله يوماً في الليل، فعثر في دهليز منزله بقتيل، فضجر به، وجره إلى
بئر منزله، فألقاه فيها، وعلم أبوه، فأخرج القتيل وغيبه، وخنق كبشاً حتى
قتله، وألقاه في البئر بعده. ثم إن أهل القتيل طافوا في سكك الكوفة يبحثون عنه، فتلقاهم أبو الغصن ، فقال: في دارنا رجل مقتول، فتعالوا انظروا، أهو صاحبكم؟
فعدلوا إلى منزله، وأنزلوه في البئر، فلما رأى الكبش ناداهم، وقال: يا هؤلاء، هل كان لصاحبكم قرن؟
فضحكوا ومروا.
* قيل لأعرابي ما يمنعك أن تغزو؟
قال: والله إني لأبغض الموت على فراشي فكيف أمضي إليه ركضاً.
* دخل الخليل بن أحمد الفراهيدي على مريض نحوي وعنده أخ له فقال للمريض:
افتح عيناك، وحرك شفتاك، إن أبو محمد جالساً، فقال الخليل: إن أكثر علة أخيك من كلامك!
* قال رجل لـسعيد بن عبد الملك الكاتب :
تأمر بشيئاً؟
قال: نعم، بتقوى الله، وبإسقاط ألف شيء!.
* دخل الشعبي على الحجاج ، فقال له: كم عطاءك؟
قال: ألفين.
قال: ويحك! كم عطاؤك؟
قال: ألفان.
فقال: فلم لحنت فيما لا يلحن فيه مثلك؟
قال:
لحن الأمير فلحنت، وأعرب الأمير فأعربت، ولم أكن ليلحن الأمير فأعرب أنا
عليه، فأكون كالقرع له بلحنه، والمستطيل عليه بفضلى القول قبله.
فأعجبه ذلك منه، ووهبه مالاً.
* نظر أعرابي إلى رجل سمين فقال: أرى عليك قطيفة من نسج أضراسك.
* قال أعرابي: اللهم إني أسألك ميتة كميتة أبي خارجة؛ أكل بذجاً وشرب مشعلاً ونام في الشمس فمات دفآن شبعان ريان.
* يروى أن رجلاً عاد مريضاً فقال له: ما علتك؟
قال: وجع الركبة، فقال الرجل: إن جريراً يقول بيتاً ذهب عني صدره، وآخره هو: وليس لداء الركبتين دواء. فقال له: ليتما ذهب عنك صدره مع نفسك.
* يروى أن مغفلاً خرج من منزله يحمل على عاتقه صبياً عليه قميص أحمر ومشى
به، ثم نسيه، فجعل يقول لكل من يراه: أرأيت صبياً عليه قميص أحمر؟
فقال له أحدهم: لعله هذا الذي تحمله على عاتقك. فرفع رأسه، ولطم الصبي، وقال له: يا خبيث، ألم أقل لك إذا كنت معي فلا تفارقني.
* قال رجل لـزياد بن أبي سفيان : أيها الأمير، إن (أبينا) هلك، وإن (أخينا) غصبنا على ميراثنا من (أبانا) فقال زياد : ما ضيعت من نفسك أكثر مما ضاع من ميراث أبيك.
* دخل أبو دلامة على أم سلمة المخزومية زوجة السفاح ليعزيها في وفاته، وهو يبكي، وأنشدها قصيدته في رثائه فلما أتم إنشادها قالت له: ما أصيب أحد بـالسفاح غيري وغيرك، فقال لها: لم يصب به أحد سواي، أنت لك ولد منه تتسلين به، وأنا لا ولد لي منه، فضحكت أم سلمة ، ولم تكن ضحكت منذ مات زوجها، وقالت له: يا زند -هذا هو اسمه- أنت لا تدع أحداً إلا أضحكته.
م-ن