قصة أبي حنيفة مع الملحدين :
حدث أيام تلمذة ابي حنيفة ..اذ كان يأخذ عن شيخه الأستاذ حماد ..وبينما التلميذ ابو حنيفة نائم اذ رأى في منامه رؤيا مبهمة ..رأى خنزيرا يريد أن ينحت من ساق شجرة ..فمال غصن صغير ضرب الخنزير ضربة موجعة , فابتعد صارخا , ثم انقلب في الرؤيا انسانا جلس في ظل هذه الشجرة يعبد الله .
ذهب الى شيخه ليفسرها له , فوجده مغتما .. فساله عن سبب غمه ..فقال : جاء أشخاص ملحدون (يعتقدون أن الكون مخلوق بالطبيعة وليس له رب) الى ملك هذه البلاد وقالوا له : ارسل أحد علماء الإسلام ليوضح لنا أن للكون إلها : فاحضرني الملك اليهم , واتفقنا على مكان وزمن نجتمع فيه لذلك ..ونحن يا بني سنجادل في اثبات ذات لا تراها العيون , ولا تلمسها الأيدي .. لهذا اخشى الفتنة على الناس ..فقال ابو حنيفة :
الان عرفت تفسير رؤاي .. فالخنزير رأس الملحدين يريد أن ينحت ساق شجرة العلم .. وهو أنت .. فمال غصن صغير (تلميذك) ..وضرب الخنزير بحجته فأسلم وتتلمذ عليك .. فدعني أنا أجادلهم ..فان غلبتهم .. فما بالك بالأستاذ .. وان غلبوني فأنا التلميذ الصغير .. ولو جادلهم الشيخ لغلبهم ..فقال : على بركة الله .. فذهب التلميذ ابو حنبفة وقال للناس : إن الشيخ أكبر من يأتي لمثل هذه المسائل الواضحة . ولهذا اختار أصغر تلامذته _ وهو أنا _ لمجادلتكم .. وستجدون بعون الله اجابة أسالتكم واضحة ..فوجهوا اليه عديدا من الأسئلة منها الاتي:
1- س: في أي سنة ولد ربك ؟
ج: الله لم يولد والا كان له أبوان .. وكاب الله يقول "لم يلد ولم يولد".
2- س : في أي سنة وجد ربك ؟
ج: الله موجود قبل الازمنة والدهور 'لا أول لوجوده'
س: نريد ضرب أمثلة من الواقع المحس لتوضح لنا الاجابة ..
ج: ماذا قبل الأربعة في الأرقام الحسابية؟
قالوا: ثلاثة.
قال: وماذا قبل الثلاثة؟
قالوا: اثنان.
قال : وماذا قبل الاثنين .
قالوا : واحد.
قال: وماذا قبل الواحد ؟
قالوا لا شيء قبله .
فقال لهم :اذا كان الواحد الحسابي لا شيء قبله فما بالكم بالواحد الحقيقي وهو الله تعالى ..' انه قديم لا اول لوجوده '.
3- س: في أي جهة يتجه وجه ربك؟
ج: لو أحضرنا مصباحا في مكان ما في أي جهة يتجه نوره؟
قالوا : في جميع الجهات .
قال : اذا كان حال النور الصناعي .. فما بالكم بنور السموات والارض؟
4- س: عرفنا شيئا عن ذات ربك أهي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء أم غازية كالدخان و البخار؟
ج: هلا جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الاخير(الموت)؟
قالوا : جلسنا .
قال: كان يكلمكم فصار بعد الموت ساكتا . وكان يتحرك فصار ساكنا فما الذي غير حاله ؟
قالوا : خروج روحه .
قال: أخرجت وأنتم موجودون معه؟
قالوا : نعم .
قال : صفوا لي هذه الروح .. أهي صلبة كالحديد ؟ أم سائلة كالماء ؟ ام غازية كالدخان و البخار؟
قالوا: لا نعرف شيئا عنها..
قال :الروح وهي مخلوقة لات يمكنكم الوصول الى كنهها .. افتريدون مني ان اصف لكم الذات الإلهية ؟..
ان ذاك لعجيب .. وأنا بدوري أقول : اذا كانت النملة (مثلا) لا تعرف سر الفوارق التي تركها المهندسون في قضبان القطر الحديدية لتمدد الاجسام بالحرارة وانكماشها بالبرودة , فكيف تحملون عقولكم كل هذه المتاعب؟؟...
5-س: في أي مكان ربك موجود؟
ج : لو احضرنا كوبا مملوءا بلبن محلوب الان ...فهل في اللبن سمن ؟00
قالوا : نعم .
قال: واين يوجد السمن في اللبن؟
قالوا : ليس له مكان خاص 00 افتطلبون ان يكون للذات الإلهية مكان دون مكان ؟؟ ان ذاك لعجيب؟؟
6- س: اذا كانت كل الأمور مقدرة من قبل ان يخلق الكون ..فما صناعة ربك الان؟..
ج : امور يبديها –يظهرها – ولا يبتديها ..يرفع أقواما ويخفض اخرين.
7-س: اذا كان لدخول الجنة اول : فكيف لا يكون لها اخر ونهاية ؟ (بل ان اهلها خالدون ).
ج : الأرقام الحسابية لها أول وليس لها نهاية .
8- س: كيف ناكل في الجنة ولا نتبول فيها ولا نتغوط ؟
ج: انا وانت ..وكل مخلوق مكث في بطن امه تسعة اشهر يتغذى من دماء امه ولا يتبول ولا يتغوط ...
9- س: كيف يتاتى ان تزداد خيرات الجنة بالانفاق منها ولا يمكن ان تنفد؟
ج : خلق الله شيئا في الدنيا يزداد بالنفقة منه وهو العلم .. فكلما انفقت منه زاد ولم ينقص.
10و11و12 – س : ارني ربك ما دام موجودا .. و الشيطان مخلوق من النار و سيعذب بالنار..فكيف تعذب النار بالنار ؟..والشر و الخير مقدران على الانسان ..فلم الثواب ولم العقاب ؟..
ج : ان الاجابة على اسئلتكم الثلاثة تحتاج الى وسائل ايضاح.
فقالوا : هات ما شئت .. فمال واحضر طوبة من الارض وهوى على راس زعيمهم بضربة مؤلمة .. فحضر الوزير مسرعا مستنكرا ما حدث : فقال ان ضربه وسيلة لتوضيح الاجابة على اسئلته .. فقالوا : وكيف ؟ فقال : هل احدثت الضربة الما؟ فقال الملحد : نعم .. فقال : واين يوجد الالم ؟ قال في الجرح .. فقال ابو حنيفة : اظهر لي الالم الموجود في الجرح أظهر لك الرب الموجود في الكون .. والطوبة من طين وانت مخلوق من طين .. فكيف عذب الطين بالطين ؟؟ وضربك مقدر فلم استغثت ليلحقوا بي العقاب ...
عند ذلك اسلم رئيس الملحدين أحجم زملاؤه فقال التلميذ ابو حنيفة شعرا :
فيالك من ايات حق لو اهتدى
بهن مريد الحق كن هواديا
ولكن على تلك القلوب اكنة
فليست وان اصغت تجيب المنديا