إن أهم ما يمكن به المحافظة على الصوت هو حسن الاستخدام وعدم إرهاق الأحبال الصوتية.
فالصوت هو من المميزات الأساسية التي تميز كل شخص عن الآخر، وهو وسيلة من وسائل
الاتصال، حيث يتم عن طريقه إيصال الكلام واللغة وإضافة المشاعر والمعاني للكلام المتبادل
بين الناس.
ويعتبر أي تغيير في الصوت علامة أو عرض من أعراض المشاكل الصحية أو الوظيفية
للشخص المعني، ونعني بالصحية التي تعود إلى سبب عضوي مرضي، أما الوظيفية فتعني غالبًا الاستخدام السيئ للصوت.
ومن هذه الأسباب:
• التدخين
• تعاطي المخدرات والكحول
• كثرة الكلام لفترات طويلة
• رفع الصوت أثناء الكلام والصراخ بشدة
• الاستخدام الخاطئ للصوت، مثل تقليد صوت شخص آخر والحديث بصوت نسائي للرجال أو العكس.
• الجو الملوث.
• التعرض للحرارة الشديدة أو البرودة الشديدة (في الجو أو المأكولات أو المشروبات).
• الانتقال من جو لآخر بشكل مفاجئ وبدون أخذ الاستعدادات المناسبة.
• بعض أنواع التكييف التي تساعد على زيادة الجفاف في الجو.
• الحديث في بيئة غير مناسبة، مثلاً بيئة ملوثة بالأدخنة والأبخرة وغيرها، أو بها ضجيج مثل الموسيقى العالية أو أصوات آلات المصانع أو مواقف السيارات أو المطارات أو الأماكن المزدحمة، حيث يضطر الإنسان لرفع صوته أثناء الكلام.
• المأكولات التي تسبب الحموضة بالمعدة (حيث تؤثر على الأحبال الصوتية).
• الإفراط في تناول المنبهات والدهون والبهارات والدسم والحلويات وخصوصًا الشيكولاتة
• الأكل بكثرة وخصوصًا قبل النوم.
وهناك بعض الاحتياطات التي يمكن اتخاذها كتدابير وقائية لمنع حدوث مشاكل صوتية،
وخصوصًا لأولئك المعرضين لها أكثر من غيرهم بسبب تعرضهم لسبب أو أكثر مما سبق
ذكره، فكما ذكرت تتعرض لتأثير نظام التدفئة.
وهذه النصائح هي:
• التوقف المباشر عن التدخين أو التعرض السلبي لدخان السجائر والشيشة أو التواجد في بيئة ملوثة بالدخان.
• التقليل من الكلام قدر المستطاع خارج نطاق العمل، وخصوصًا للأشخاص الذين يعتمدون
كثيرًا على أصواتهم في أعمالهم مثل المعلمين والمؤذنين والمقرئين.
• الاعتدال في علو وشدة الصوت أثناء الكلام.
• عدم "التنحنح" أو "الكح" وخصوصًا الكحة الجافة واستعمال البلع والكحة الخفيفة كبديل.
• استخدام طبقة الصوت الطبيعية وعدم التصنع.
• الإكثار من تناول السوائل وخصوصًا الماء النقي بمعدل لا يقل عن لترين يوميًّا وخصوصًا في الجو الجاف.
• استخدام مرطب جو في الغرف التي يوجد بها تكييف.
• استخدام وسائل وقائية خصوصًا للذين يعملون في أجواء ملوثة ويفضل استخدام الكمامات.
• الاستعانة بوسائل مساعدة للشرح والإيضاح ولفت انتباه الطلاب، وفرض النظام في الصف
بدل الاعتماد الكلي على الصوت، وخصوصًا لأولئك الذين يعملون معتمدين على أصواتهم مثل
المعلمين والمحاضرين.
• تجنب الكلام في حال الإجهاد أو التعب أو المرض.
• تجنب الكلام خلال الانفعال والغضب والعصبية والشجار.
• أخذ فترات راحة صوتية يومية كتلك التي نأخذها لأجسادنا -القيلولة- أو للعيون أو الأقدام.
• عدم الصراخ أو المناداة على الآخرين أو الحديث معهم عن بُعد أو في مكان به ضجيج أو البكاء أو الضحك بصوت مرتفع أو الهمس بشكل مبالغ فيه أو متكرر.
• تجنب كل الأمور المسببة للحساسية؛ لأنها تؤثر على الأحبال الصوتية.
• وأخيرًا عدم تجاهل أي مشكلة صوتية مثل الإجهاد الصوتي - سرعة التعب - أو البحة أو
خشونة الصوت أو أي تغيير في الصوت أو مشاكل بالبلع إذا استمر أكثر من أسبوعين
ومراجعة الطبيب.
ولا بد من التعرف على بعض التدريبات التنفسية وتمارين الاسترخاء والقيام بها من وقت لآخر
وخصوصًا لأولئك الذين يستعملون أصواتهم بشكل كبير أو يعتمدون عليه في مهنهم. ولا مانع
من استشارة اختصاصي نطق ولغة للتدريب على بعض هذه الوسائل والتمرينات.
دور اختصاصي النطق واللغة:
قد يستغرب البعض من وجود دور لاختصاصي النطق واللغة في مشاكل الصوت، وهذا ناتج
غالبًا من عدم الربط بين الصوت كوظيفة أساسية للاتصال وكوسيلة لتوصيل الكلام واللغة كما سبق ذكره.
ويأتي دور اختصاصي النطق في المساعدة للوقاية من أي مشاكل متوقعة، وذلك بالتدريب على
طريقة الاستخدام المثالية والصحيحة للصوت وخصوصًا للأشخاص المؤهلين للعمل بوظائف
تعتمد على استخدام الصوت بشكل أساسي مثل مدربي الكشافة والمعلمين والمحاضرين وقارئي
القرآن الكريم أو الذين يتعاملون مع الجمهور بشكل دائم مثل موظفي الاستقبال والرد على الهواتف وغيرهم.
حيث يمكن لاختصاصي النطق أن يقدم العديد من الإرشادات والطرق البديلة وتمرينات
الاسترخاء والتنفس والتآزر بين الكلام والتنفس؛ وذلك للعمل على أن يكون استخدامنا لأصواتنا صحيحًا وليس عشوائيًّا أو خاطئًا.
أما عند حدوث مشكلة وظيفية ناتجة أساسًا عن سوء استخدام للصوت فيقوم الاختصاصي بتقديم
العديد من التدريبات والطرق التي تساعد في معالجة العرض والتخفيف منه وتحاشي تكراره
مستقبلاً. وتدريب الشخص المعني على كيفية الاستخدام الأمثل لطاقته الصوتية والحفاظ عليها،
كما يكون ذلك ضروريًّا في تدريب الأشخاص الذين حدثت لهم مشاكل في الصوت لأسباب
صحية مثل وجود حبيبات على الأحبال الصوتية أو تم عمل عمليات لهم في منطقة الأحبال
الصوتية أو وجود تشوهات في منطقة الحنجرة لأي سبب.