منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الترغيب في الإنفاق في سبيل الله والترهيب من الإمساك

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
آمنة معلاوي محمود
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 3
تاريخ التسجيل : 12/05/2011

الترغيب في الإنفاق في سبيل الله والترهيب من الإمساك Empty
مُساهمةموضوع: الترغيب في الإنفاق في سبيل الله والترهيب من الإمساك   الترغيب في الإنفاق في سبيل الله والترهيب من الإمساك Icon_minitimeالأربعاء 18 مايو 2011 - 11:45

الترغيب في الإنفاق في سبيل الله والترهيب من الإمساك

طوبى لمن وقاه الله شح نفسه وآتاه الجود والسخاء والكرم والصبر علي ذلك ، طوبى لمن آتاه مالاً فوفقه لإنفاقه في مراضيه سبحانه بالشرع لا بالهوى والعواطف. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَسُلِّطَ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَةَ فَهُوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا " رواه البخاري ومسلم والترمذي وابن ماجه وأحمد . فهذا الرجل الغني الذي لا يتوقف عن الصدقة التي تقع موقعها الحق ، كما في الحديث الآخر :" فَهُوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ " فعينه دائماً علي ماله ، يريد أن يهلكه في أبوابه الحق. فعلي كل مسلم أن يغبط هذا الرجل ويتمني أن يكون مثله موُفقاً ، صاحب قلب قوي ثابت عند إخراج الصدقة لا يرتجف ولا تتردد يداه ، ولا يتبعها بصره ولا يتبعها بمّن ولا أذى ولا يرائي الناس ولا يريد منهم جزاء ولا شكورا ، قال تعالي :" مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "عليم بحال المنفق وإخلاصه وصدقه ، وعليم بحال النفقة هل هي طيبة أم خبيثة ، وعليم بموقعها فيما يرضي الله أو يغضبه ، لأن الصدقه لا تجوز علي من يستعملها أو يستعين بها علي المعصية .
الله تعالي واسع في عطائه ومثوبته واسع في رحمته وعفوه ومغفرته ، واسع في كرمه وإحسانه ، واسع في عزته وكمالاته ، يعطي بالدرهم سبعمائة ثم يضاعف العطاء أكثر من ذلك إلي ملايين الأضعاف حيث يقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" سَبَقَ دِرْهَمٌ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ "حسن برقم (3606) في صحيح الجامع. والمعني كما بينه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أن الفقير التقي الذي ليس عنده إلا درهمين فعمد إلي نصف ما معه وهو درهم واحد فأنفقه لله فكان هذا الدرهم عند الله أكثر من صدقة رجل غني عنده مليون درهم فعمد إلي عشر ما معه وهو مائة ألف درهم فأنفقها لله ، فالذي سبق هو صاحب الدرهم لأن الله عليم يعلم أن هذا الفقير قد آتي ما معه مع حبه له وحاجته إلي درهمه ، هذا كما في الحديث الصحيح " أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا قَالَ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ " رواه البخاري ومسلم . أي مع رغبته الشديدة في المال وحاجته الملحة إليه وقلة ما في يده فقد أنفقه ثقة بالله تعالي وحباً له وتقرباً إليه ، فالله تعالي واسع عليم ، في الحديث الصحيح :" مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ وَلَا يَقْبَلُ اللَّهُ إِلَّا الطَّيِّبَ وَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ " رواه البخاري وأحمد ، يعني ملايين الأضعاف .
قال تعالي :" وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ " والشكر هو الاعتراف بالنعمة والثناء علي الله بها والإنفاق منها في سبيله .أما الزيادة من الله تعالي فهي واسعة : زيادة في النعمة ، وزيادة التوفيق في شكرها ، وزيادة الحياة الطيبة بها "من صلاح البال ، وسكينة النفس وطمأنينة القلب ، والرضى والقناعة مع الأيمان بالقدر وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن " .

أما كفر النعمة فعذاب الله شديد في الدنيا والآخرة ، ومن أمثلة عذاب الدنيا ما يلي :
1- الحرمان من الحياة الطيبة ، وإحلال المعيشة الضنك محلها .
2- ذهاب النعمة أو حشوها بالأنكاد والمنغصات .
3- محق البركة فيها فلا تستعمل في شيء إلا كان وبالاً عليه ، فتتسلط عليه امرأته ويصير ولده عدو له ، أو يضيع بالمخدرات والعلاقات النسائية وغير ذلك ، أو يقع في خلطة محترفي الإجرام والنصب ثم يتسلطون عليه ويذيقونه من القهر والذل ألواناً تنتهي به إلي حياة السجون وآلاف الأنواع من العذاب التي نراها في دنيا البخلاء الذين يكنزون الذهب والفضة والأموال ، ولا ينفقونها في سبيل الله .
قال تعالي :" وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ " وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :" مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا وَيَقُولُ الْآخَرُ اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا " رواه البخاري ومسلم ، فإن كنا نؤمن برسول الله حق الأيمان ونصدقه فماذا ننتظر ؟ قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ " رواه البخاري ومسلم .
وفي الحديث :" ثَلَاثَةٌ أُقْسِمُ عَلَيْهِنَّ مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ " رواه أحمد الترمذي ، صحيح(3024) في صحيح الجامع . الرسول يقسم فهل نصدقه ؟
وقال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلم لأَسْمَاءَ بنت أبي بكر الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا" لاَ تُوكِي فَيُوكَى عَلَيْكِ" وفي رواية " لاَ تُوعِي فَيُوعِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ"رواه البخاري ومسلم .
الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينصح ذات النطاقين بنت الصديق وأم عبد الله بن الزبير وهو مثل أبيه من أعظم المقاتلين في سبيل الله في التاريخ ، ويعظها أن لا تُغلق كيسها عن الصدقة خشية أن يُغلق الله عليها - إذ الجزاء من جنس العمل- كما ينصحها أن لا تحصي الصدقات حتى تقول كفي خشية أن يُحصي الله عليها ويقول كفي ما أعطيناها .
فإذا كان هذا الوعيد " بالإيكاء والإيعاء " لأسماء صاحبة الدرجات العلي والتي كانت تحمل الطعام للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولأبيها في الغار ، فهل لا نعتبر نحن بهذا ، إذا كنا نطمع أن يزيدنا الله من عطاياه وإكرامه مع قلة أعمالنا الصالحة !!!
قال تعالي :" وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ… " يعني إن أمسكتم عن الإنفاق فقد ألقيتم أنفسكم بأيدكم إلي التهلكة . فماذا تنتظر بعد ذلك يا صاحب المال ؟ هل تفرح بتخزينه للورثه لتضمن سعادتهم بعدك ؟ فأعلم أن سعادتهم بيد الله وحده ولا تكون إلا بالحياة الطيبة المشروطة بالعمل الصالح ، وبغير ذلك ليس إلا المعيشة الضنك . والرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول :" أَيُّكُمْ مَالُ وَارِثِهِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ مَالِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا مَالُهُ أَحَبُّ إِلَيْهِ قَالَ فَإِنَّ مَالَهُ مَا قَدَّمَ وَمَالُ وَارِثِهِ مَا أَخَّرَ " وأعلم أن ما عند الله أضمن للورثه مما عندك ، قال تعالي :" وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيدًا " وفي الأثر أن أبا حازم الصحابي الجليل لما حضرته المنية قال له أصحابه ماذا أبقيت لأبنائك – وقد أنفق ماله لله – قال : ادخرت مالي لنفسي عند ربي وادخرت ربي لأبنائي ، وقال مالك بن أنس لما حضرت المنية عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه حصروا تركته فوجدوها سبعة عشر درهما فقالوا ماذا أبقيت لأبنائك يا أمير المؤمنين ، فقال : أبنائي أحد أثنين إما صالحون فالله يتولي الصالحون ، وإما عصاه فلا أعطي مال الله لعاصي فيستعين به علي معصية الله . قال مالك : لقد رأيت أحد أبناء عمر بن عبد العزيز بعد موت عمر يجهز جيشاً للمسلمين من ماله الحلال وقد سخر الله تعالي نبيين أحدهما من أولي العزم من الرسل وهو نبي الله موسى عليه السلام ومعه الخضر لبناء جدار كاد يقع وتحته كنز ليتيمين أبوهما صالحاً في قرية عُرف أهلها بالبخل والظلم إنقاذاً للكنز حتى يكبر اليتيمان ويستخرجا كنزهما – قال الله تعالي : " وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ " .
فضمان مستقبل الأبناء بطاعة الله وتقواه والإنفاق في سبيله وليس بكنز المال وحجبه ظناً من البخيل أن مستقبل الأبناء بالمال وحده . ومن الشواهد علي ذلك قصة البقرة الواردة في أطول سورة من سور القرآن ومفادها أن عبداً صالحاً من عباد الله حضرته المنية وله ولد صغير وليس له من المال إلا بقرة ففوض لله أمره وقال اللهم إني استودعتك بقرتي لولدي فلما مات تكفل الله تعالي بالبقرة والغلام ، ولما عنت بنو إسرائيل شدد الله عليهم وحصر أوصاف البقرة في بقرة الغلام حتى ساوموه علي شرائها وقبلوا صاغرين شرائها بوزنها ذهباً .
ولقد ضرب الله ورسوله الأمثال في الكتاب والسنة بالمتصدق والبخيل ، منها مثلٌ عجيب ضربه الرسول صلي الله عليه وسلم بالبهيمة آكلة العشب والنباتات الحريفة "كالحندقوق" ولها مذاق تغتر به البهيمة فتأكل كثيراً بلا توقف ولا إخراج ، وتنتفخ البطن ، ويتورم الجسد ، ويحدث التسمم وتموت ؛ فذلك مثل الممسك الذي لا يُقاوم شهوة المال فيظل يجمعه بلا توقف ولا إخراج شيء من حق الله فيه ، فيتسمم قلبه شيء فشيء حتى يموت . ويبقي بدنه حياً كحياة البهائم ويعيش المعيشة الضنك كما سبق بيانه .
ومثل المنفق كالبهيمة آكلة النباتات الخضراء النافعة ، فهي تأكل حتى إذا امتلأت خاصرتها :"أي شبعت شبعاً بسيطاً طبيعياً" توقفت عن الأكل واستراحت وأستقبلت عين الشمس "تستمتع بها" وجعلت تجتر وتهضم ما أكلت ثم ثلطت و بالت "أي أخرجت فضلات الطعام والشراب" ثم عادت فرتعت "أكلت" وهكذا المنفق يجمع المال ثم يتوقف ليستقبل ما جاء به الرسول صلي الله عليه وسلم من الوحي ليخرج حق الفقير والمسكين وغير ذلك ثم يعود فيجمع المال وهكذا يستمتع بالمال الحلال ويأخذ نصيبه ويخرج الحقوق قبل أن تسمم قلبه فتقتله ، وبذلك يحيا الحياة الطيبة التي وعد الله بها .

أنواع من التعذيب يوم القيامة علي الإمساك والبخل :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ يَعْنِي بِشِدْقَيْهِ ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ" وفي لفظ " إِلَّا جُعِلَ لَهُ شُجَاعٌ أَقْرَعُ يَتْبَعُهُ يَفِرُّ مِنْهُ وَهُوَ يَتْبَعُهُ فَيَقُولُ أَنَا كَنْزُكَ ثُمَّ قَرَأَ مِصْدَاقَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " رواه البخاري وأحمد .

وفي حديث آخر :" إِلَّا تَحَوَّلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ يَتْبَعُ صَاحِبَهُ حَيْثُمَا ذَهَبَ وَهُوَ يَفِرُّ مِنْهُ وَيُقَالُ هَذَا مَالُكَ الَّذِي كُنْتَ تَبْخَلُ بِهِ فَإِذَا رَأَى أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْهُ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي فِيهِ فَجَعَلَ يَقْضَمُهَا كَمَا يَقْضَمُ الْفَحْلُ " وفي رواية " فَيُلْقِمُهُ يَدَهُ فَيَقْضَمُهَا ثُمَّ يُتْبِعُهُ بِسَائِرِ جَسَدِهِ " وقال تعالي وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ" ، وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " رواه مسلم وأحمد .

وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" بَشِّرْ الْكَانِزِينَ بِرَضْفٍ يُحْمَى عَلَيْهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَيُوضَعُ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِ أَحَدِهِمْ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ نُغْضِ كَتِفَيْهِ وَيُوضَعُ عَلَى نُغْضِ كَتِفَيْهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَلَمَةِ ثَدْيَيْهِ يَتَزَلْزَلُ " رواه مسلم وأحمد ، ويكون ذلك بعد دخول النار ، بعد ما سبق ذكره من العذاب والرعب الشديد في يوم (خمسين ألف سنة) قبل دخول الجنة .

وعلي من كان مؤمناً برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُصدقاً بأخباره ، عليه أن يًُدرك نفسه قبل فوات الأوان ، وأن لا يلتفت إلي أصحاب الكنوز من المنافقين الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ، والذين غضب الله عليهم وقال فيهم :" فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ " وقال :" وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ " فهؤلاء ما أعطاهم الله الأموال إلا ليُهينهم ويُعذبهم بها ، لا لكرامتهم عليه فهم محرومون من الحياة الطيبة ، غارقون في المعيشة الضنك ، فهم يشقّون في تحصيلها بدنياً ونفسياً ، ويخافون زوالها أو نقصها والغم والهم عندهم كثير ،وآلامهم أضعاف أضعاف لذاتهم فلا تجد أتعب ممن الدنيا أكبر همه ، وهو حريص بجهده كله علي تحصيلها.

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ " رواه الترمذي ،صحيح (6516) في صحيح الجامع . فتشتيت الشمل ، وتفريق القلب ، وكون الفقر نصب عيني العبد لهو من أبلغ العذاب في الدنيا حيث لا يشم شيئاً من الرضي أو السكينة والطمأنينة . أضف إلي ذلك تحمل أنكاد الدنيا ومحاربة أهلها ، ومقاساة معاداتهم ، ثم نجد أن محب الدنيا لا ينال منها شيئاً إلا طمحت نفسه إلي ما فوقه كما قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :" لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا " رواه البخاري ومسلم ، فلا يزال فقيراً بائساً هلوعاً جزوعاً ، ثم قد يأتيه من الجوائح التي تجتاح ماله بسطوٍ أو بحرقٍ أو غرقٍ أو هدمٍ وغير ذلك كثير . وذلك عذابٌ شديد ، وكما ذكر الله تعالي في قصة أصحاب الجنة الأرضية إذ أقسموا ليحصُدنها مبّكرين ، ولا يُخرجون منها شيئاً للمساكين فقدّر الله تعالي لها التحريق والدمار ثم قال تعالي :" كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ " ونختم هذا الترهيب بقاصمة الظهر لغير المنفقين ، حيث الرسول فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ يَقُولُ هُمْ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ هُمْ الْأَخْسَرُونَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ قُلْتُ مَا شَأْنِي أَيُرَى فِيَّ شَيْءٌ مَا شَأْنِي فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَسْكُتَ وَتَغَشَّانِي مَا شَاءَ اللَّهُ فَقُلْتُ مَنْ هُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْأَكْثَرُونَ أَمْوَالًا إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَقَلِيلٌ مَا هُمْ " رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي والنسائي ، يعني إلا من أنفق بيديه في وجوه الخير متي حضرت ، دون حصر الإنفاق في باب واحد من أبواب البر كما جاء في رواية أخري :" إِنَّ الْمُكْثِرِينَ هُمْ الْمُقِلُّونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا " يعني بوضوح صاحب المال ليس خاسراً فحسب ؛ بل الأخسر في الدنيا والآخرة إلا من أنتبه واستعد لمواجهة الفتنة بإتباع الرسل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِم وَسَلَّمَ .

أما بعد فيا أخي الكريم :
إنه لا يكون عاقلاً إلا من عرف الخير فطلبه ، والشر فتركه . فالتاجر علي سبيل المثال إذا عرف معرفة جازمة أن السلعة الفلانية ستدر عليه ربحاً سريعاً مُضاعفاً بلا مخاطرة ، وهو يقدر عليها ، فإنه لا يتأخر ولا يتردد عن المتاجرة بها إلا بنقصان في العقل أو بسهو أو بغفلة .
وكذلك إذا عرف أن الضرر الأكيد سيصيبه إذا ألقي بماله في البحر ، أو سقط من مكان عال ، أو في نهر يُغرقه أو دخل ناراً متأججة ، فإنه لن يُقبل علي هذه المخاطرة اليقينية أبداً إلا أن يكون مجنوناً أو ساهياً أو غافلاً .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الترغيب في الإنفاق في سبيل الله والترهيب من الإمساك
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإنفاق فى سبيل الله
» الإنفاق في سبيل الله
» فضل الإنفاق في سبيل الله
» كيف تكون إيجابى
» الإنفاق في سبيل الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: العلوم التربوية :: أرشيف وسلة الدبلومة للأعوام السابقة-
انتقل الى: