الحوار بين الزوجين
تبادل الحوار بين الزوجين أهم أسس العلاقات الزوجية إن الحوار الصامت بين الزوجين له تأثير سلبي على العلاقة بينهما.. فتبادل الحوار بينهما يعد من أقصر الطرق إلى قلبيهما، فالحوار بين الزوجين هو المقياس الأهم في تحديد مستوى العلاقة بينهما، فالحوار يساعد على وجود إحساس بالدفء والترابط والحنان في الحياة الزوجية. فكيف يكون الحوار بين الزوجين؟ وكيف ينجح ويستمر؟ الحوار بين الزوجين عمق كثيراً مما يبدو عليه، حتى لو كان حواراً سطحياً بسيطاً، لأن النظر هنا ليس لماهية الحوار وإنما لما يتركه في القلوب، فكل كلمة ينطق بها أحد الزوجين تترك أثراً لدى الطرف الآخر، لذا وجب أخذ الحوار بين الزوجين بعين الاعتبار، ووضعه في مكانه الطبيعي. كما أن الصمت بين الزوجين له تأثير سلبي على العلاقة بينهما، وتبادل الحوار بين الزوجين يعد من أقصر الطرق إلى قلبيهما، فالكلمات البسيطة تشعر الطرف الآخر بأنه موضع اهتمام، وتمنع تسرب الملل، كما قد تكشف كلمة عابرة من أحد الطرفين أن مشكلة ما تؤرقه ويحتاج إلى من يعينه على حلها، إنه باختصار المقياس الأهم في تحديد مستوى العلاقة بين الزوجين، فوجود الحوار، مهما كان بسيطاً، يساعد على وجود إحساس بالدفء والترابط والحنان في الحياة الزوجية. ما الذي يمكن الحوار فيه بينهما؟ يمكن الحوار في أي شيء، بداية من الأحداث اليومية البسيطة، في شؤون الأبناء، في أسعار السلع، وصولاً إلى الحوار حول قضايا الأمة. فكرة الحوار تكمن في الأنس والدفء والحنان، في المودة والسكن، كما هو مفيد في تخفيف التوتر لدى الزوجين الناجم عن إحدى المشكلات الأسرية. ولكي تنجح عملية الحوار بين الزوجين على الزوجين أن يلاحظا أمرين مهمين هما: أولاً: على الزوج أن يتفهم حاجة الزوجة للكلام، ويستوعب حاجتها لأذن صاغية. ثانياً: على الزوجة أن لا تضغط على زوجها ليتكلم حين تجده غير مستعد للحديث، وأن لا تسيء تفسير موقفه هذا. تقنيات الحوار بين الزوجين حيث إنه ينبغي على الزوجين مراعاة أمور عدة كالتالي: • تذكر النية الصالحة في الحوار وعدم تحويله إلى جدال، فلا ندخل الحوارات على أنها معارك يجب أن ننتصر فيها ونفحم من أمامنا، ولكننا ندخلها دعوة إلى دين الله، وما دام الأمر كذلك فالجدال لا مكان له في حواراتنا، بل يجب أن نفيد ونستفيد، وإلا فعلى الحوار السلام. • التأكيد على نفسية الكسب للطرفين. • عدم تواجد طرف ثالث أياً كان، وعلى الزوجين أن يبقيا دواخل حياتهما سراً لا يطلع عليه أحد حتى أقرب المقربين. • اعتماد قاعدة: "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية"، قد نختلف نعم، لكننا نختلف لأننا نريد مصلحة الأسرة، وما دام في الأمر مصلحة فالود واجب على رغم الاختلاف، ولو استطعنا تأصيل قاعدة: " اختلاف الرأي يزيد الود". • الصراحة التامة شرط أساسي في العلاقة بين الزوجين في كل حياتهما وفي الحوار بينهما بشكل خاص. • احترام رغبات وخصوصيات الطرف الآخر. • الإصغاء.. الإصغاء.. الإصغاء، إن المتحدث المقنع هو المصغي الجيد. • الهدوء وخفض الصوت ضروريان. • الحفاظ على الابتسامة تملأ المحيّا. • استخدام طريقة النقاش والحوار والإقناع لا طريقة إلقاء الأوامر. • بدء الحوار بالحديث حول النقاط المتفق عليها وليس النقاط المختلف فيها، فهذا أدعى لهدوء النفس وسكينتها. • حسن العرض: إذا عرضت فأحسن العرض، وإذا طلبت فأحسن الطلب، وابتعد عن التركيز على العيوب والنقائص، أو الانتقاد المباشر الحاد. • إياك والمقاطعة أو السخرية أو الاستهزاء أو استخدام عبارات الشتم واللوم أثناء الحديث. • من الأفضل إذا أخطأت أن تُسلم بخطئك حتى لا تستمر في الدفاع عن الخطأ، والتسليم بالخطأ يجعلك لا تفقد مصداقيتك أمام مستمعيك ويجعلك تستعيد قيمتك وبشكل أكبر. • عندما يتحول الحوار إلى شجار فمن الأفضل إنهاؤه والاتفاق على موعد لاحق للمناقشة، وإذا لم يفلح إنهاء الحوار على أحد الطرفين أو كليهما أن يبتعد عن مكان النقاش حتى تهدأ الأمور. • عند معاودة الحوار حبذا لو بدأ الطرفان بحديث هادئ ينم عن الرغبة في الاتفاق وعدم تكرار ما حدث، ولا مانع أبداً من أن يقوم كل طرف بتقبيل رأس الآخر. كيف يمكن استمرار الحوار بين الزوجين؟ لزواج ارتباط ينبغي أن يدوم مدى الحياة ويستمر، ويزدهر مع الأيام، واستخدام آداب الحوار بين الزوجين من الدعائم الأساسية التي تبقى هذه الاستمرارية، لذا فإهمال هذه الآداب كارثة. كما لا تتوقف فائدة معرفة آداب الحوار على الزوجين، وإنما تشمل الأبناء الذين نشأوا وهم يرون آباءهم يتعاملون بهذه الطريقة اللائقة والراقية، فيتربون على ذلك، ويمكنهم حين يكبرون أن يتجنبوا العديد من الأخطاء التي وقع فيها آباؤهم وما كانت لتقع لو تعلم هؤلاء الآباء آداب الحوار منذ الصغر. إن الالتزام بآداب الحوار هو طريق لوجود الأسرة السعيدة الهانئة التي تتحقق فيها المودة والرحمة، وتكون سكنّا لكل أفراد الأسرة بلا استثناء آداب الاختلاف بين الزوجين أن الاختلاف أمر طبيعي، وهو مما جبلت عليه الفطرة البشرية، لذلك فالخلاف بين الزوجين الذي يصل أحياناً إلى حد التغاضب أمر شائع قلما يخلو منه بيت، حتى أكثر البيوت استقرار.