الإيجابية لغةً: هي مصدر صناعي من "وجب الشيء يجب وجوبًا: لزم وثبت، وأوجب الشيء: جعله لازمًا" .
و"قال اللحياني: وجب البيع جِبَةً ووجوبًا، وقد أوجب لك البيع وأوجبه هو إيجابًا.
يقال: وجب البيع يجب وجوبًا، وأوجبه إيجابًا، أي: لزم".
الإيجابية اصطلاحًا: وهي- فيما نرى- حالةٌ في النفس تجعل صاحبها مهمومًا بأمر ما شرعي، ويرى أنه مسئول عنه تجاه الآخرين مسئوليةً أدبيةً نابعةً من ذاته، ولا يألو جهدًا في العمل له والسعي من أجله .
ومن هنا ندرك قيمة الإيجابية وأهميتها فيما يلى :
أن الإيجابية هي الروح التي تدبُّ في الأفراد فتجعل لهم قيمةً في الحياة ، وتدب في المجتمع فتجعله مجتمعًا نابضًا بالحياة، وهي الدليل الهادي الذي لا يضل الطريق، والأمل الذي لا يتبدد، والمطية التي لا تكبو، وهي صمام أمان للجميع، وهي جماع عدة أمور من أمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر، وبرٍّ ووفاءٍ وصدقِ عهد مع الله... إلخ.
وتكمن أهمية الإيجابية- فيما نرى- في أنها:
1- تمنع من الانحراف في الدين:
لو أن هذا الدين الذي ختم الله به الرسالات، وأكمل به الشرائع، تُرك لكل واحد أن يدلوَ فيه بدلوه بالزيادة أو النقصان.. ماذا سيكون حال هذا الدين؟!.
2- تعمل على تصحيح المفاهيم:
المجتمع الإنساني تتفاوت فيه مستويات الفهم؛ فهناك مَن يسير على الجادة وهناك من ينحرف به الطريق، والمجتمع الإسلامي ليس بدعًا في هذا الأمر، ولكن ما العاصم إذا ما حدث انحراف في الفهم؟.
3- تمنع من عذاب الله عز وجل:
المسلم الفطن هو الذي يعرف كيف يقي نفسه من السوء، بل ويقي غيره منه، وأعظم السوء أن يحلَّ بقوم غضب الله وعقابه وانتقامه لذنوبٍ اقترفوها ولم يرجعوا عنها.
4- تمنع من جور الحكام والسلاطين:
الحاكم ما هو إلا فرد من أفراد المجتمع، وقد خوَّله هذا المجتمع أن يباشر حكمهم، فإذا قام بينهم بالعدل فهذا غاية المُنى، وإن لم يعدل وجب على مجتمعه أن يبيِّن له مغبة ظلمه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2- الإنفاق :
لقد أكدت النصوص الإسلامية -القرآن الكريم والسنة الشريفة - على أهمية الإنفاق في سبيل الله وضرورته، وذلك لما له من أثر إيجابي فعال في بناء المجتمع ، وإشاعة أجواء العزة والكرامة، والقضاء على حالات الفقر والعوز..
نعم ؛ الإنفاق إنما هو منطلق كل خير وبركة، وقد أضحى قيمة حضارية لا يمكن نكرانها.ومن أهمية الإنفاق ما يلى
* مساعدة المحتاجين وذوى الحاجة لعدم قدرتهم على ايجاد نفقة كافية تعينهم على معيشتهم .
* القيام ببعض الأعمال الخيرية وبناء بعض المؤسسات والمساجد التى يجب توافرها لخدمة العامة وإقامة العبادات.
* الانفاق يعود على صاحبه بالخير الوفير من قبل الله سبحانه وتعالى وخاصة اذا كان هذا الانفاق المقصود به وجهه الكريم .
* ( من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم(
* وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه وعن علمه فيم فعل وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه وعن جسمه فيم أبلاه ) .
* الانفاق يزيد البركة فى الرزق والعمر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فاطمة حجاجى عبدالعظيم
لغة عربية