بقلم: نبيل جلهوم
إنه من كرم الله تعالى على أمة المصطفى حبيبه وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه يفتح دائمًا وباستمرار وعلى مدار الأيام والشهور والأزمان بفواتح كلها خير، ومعها الخير وفي جملتها السعادة والقرب من ربٍّ كريم، لا يرضى لعباده إلا أن يتفضل عليهم دائمًا بكرمٍ منه وزيادة.. فالحمد لله الذي جعل لنا نفحات نتعرَّض لها من الجود والمكرمات من رب العطاء والخيرات.
فصلواتٌ خمس على مدار اليوم كفارة لما بينهن.. ونوافل ثنتا عشرة نبني بها في الجنة قصرًا.. وصيام نوافل من الأسبوع تقي حرارة جهنم وظمأها.. وحج ليس له جزاء إلا الجنة.. وصيام رمضان شهر به تكون الرحمة في أوله ثم المغفرة في أوسطه ثم جائزة كبرى لا يمنحها إلا الكريم الجواد جائزة العتق من النيران بخلاف ما يكون من عتق كل يوم من أيام رمضان.. ولم لا ؟؟؟ وهو الذي خلق فسوَّى، وقدَّر فهدى وأعطى ورزق وشرَفنا بأن جعلنا له عِبادًا ولجلاله عُبَادًا.. فالحمد لله الذي به وبنعمته تتم الصالحات، والذي تفضَل علينا بكثير النفحات، اللهم بلغَنا رمضان اللهم، بلغَنا رمضان، اللهم بلغَنا رمضان.
استعداد يليق بالمقام
ولعل شهرًا كرمضان بعظمته وخيراته لفرصة كبيرة تتطلب من العاقل أن يستعد له قبل هلاله وتشريفه فنعم الضيف هو.
فهو يستحق من الآن شحذًا للهمم فهو الذي خصَصه المولى بقوله: الصوم لي وأنا أجزي به.
استعداد للتعرَف على الله:
ومن مظاهر الاستعداد للشهر الكريم حسن التعرف على الله ومعرفته حق المعرفة، وعقد النية وتجديدها باستمرار لله وحده لا شريك له في كل الأعمال صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها.
فالقلب الذي يعرف صاحبه اللهَ هو قلبٌ يحمل نورًا يشع به عليه، ويدفعه لكل خير وفائدة.. فصلاح قلب العبد يجعل الصلاح العام ثمرة حتمية لسائر جسده، فتتجمل الأخلاق وتنهض السلوكيات فيكون المرء مميزًا متميزًا.
فتجد بطنه لا يدخلها إلا الحلال الطيب، ويده لا تمتد إلى الرشوة ولا الاختلاس ولا السرقة ولا النهب، لإيمانه بأنه من نبت لحمه من حرام فالنار أولى به.
كما أن لرِجله خاصيَة الصالحين فلا يمشي بها لمنكر، ولا يسعى بها لشر، ولا يحركها إلا لإرضاء خالقه ومولاه.. فمعرفته لله معرفة حقة جعلته ربانيًّا، لله ينتسب، ولله يعمل، ولمرضاته يسعى ولوجهته وحده يُولي.
استعداد باتباع الرسول ومحبته:
واتباع الرسول ومحبته أيضًا هي من وسائل الاستعداد لرمضان الخير؛ وذلك بمذاكرة ما كان يفعله في رمضان وقبل رمضان.
فنتخلق بخلقه
ونتأدب بأدبه
ونتعلم بعلمه
وننتهج بنهجه
ونعمل لدينه ودعوته
ونبذل الخير للناس كما كان يبذله بنفسه
ونحب الأوطان كما كان يُحب ويحن لوطنه
ونكثر من الصلاة عليه طمعًا في شفاعته
صلَّى عليه ربي.. محمد وآله وصحبه
استعداد بالمحاسبة:
فرمضان الخير يتطلب من الآن جلسات للمحاسبة قبل أن يأتي ويرحل، فالمسلم إذا أراد أن يحيا حياة الصالحين الربانيين، وجب عليه دائمًا محاسبة نفسه حسابًا شديدًا، ليجعل من المحاسبة الدواء من كل داء، والشفاء من كل سقم وبلاء، ويطهر بها بدنه، ويرفع بها قدره وشأنه ويسعد بها نفسه وغيره.
فليكن كل واحدٍ منا محاسبًا لنفسه نهايةَ يومه، ولتكن لنا ساعة نحاسب أنفسنا فيها على ما أحسنت فيه طوال يومها وعلى ما فرَّطت فيه؛ فإن وجدناها أحسنت سجدنا لربنا شاكرين، حسنًا وإحسانًا زائدًا منه طالبين، وإن وجدناها قصَرت أنبنا لربنا بِذُلٍّ وسؤال، راجين منه عفوًا وسماحًا، وله مستغفرين منيبين وراجعين.
روى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أنه قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتجهزوا للعرض الأكبر (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)) (الحاقة)، ونقل ابن القيم عن الحسن أنه قال: "المؤمن قوَّام على نفسه يحاسب نفسه لله، وإنما خفَّ الحساب يوم القيامة على قومٍ حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقَّ الحسابُ يوم القيامة على قومٍ أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة"، وقال وهب فيما ذكره الإمام أحمد رحمه الله: "مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يتخلى فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجمل، فإن في هذه الساعة عونًا على تلك الساعات وإجمامًا للقلوب".
وهناك بعض الثمار العظيمة التي يقطفها المحاسب نفسه منها:
1- التعرف على عيوب النفس مما يساعد في تلافيها.
2- المساعدة على الخوف والمراقبة لله بصدق.
3- الوصول الحي إلى الله بذل وانكسار.
4- الفوز بجنات الله.
استعداد بلزوم الاستقامة:
فاستقامة النفس تثمر سمو الروح.. (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ) (هود: من الآية 112)، وقال صلى الله عليه وسلم: "قل آمنت بالله ثم استقم" (رواه مسلم).
استعداد بطهارة القلب:
فلا ينام أحدنا وفي قلبه شيء من بغض أو حقد أو حسد لأحد من إخوانه المسلمين، فذلك كفيل بدخول الجنة.. وكلنا يعلم قصة عبد الله بن عمرو بن العاص مع سعد بن أبي وقاص وسبب تبشير النبي محمد صلى الله عليه وسلم له بالجنة".. من أنه كان لا ينام وفي قلبه ضغينة على أحد من المسلمين.
استعداد بكتابة الوصيَة:
فلتكن وصيتنا دائمًا مدونةً ومُسجَّلةً بتفاصيل وأخبار دقيقة، ولنحرص على تسجيل حقوق العباد فيها من التزامات مالية أو غيرها، وكذلك تسجيل حقوقنا لدى العباد، ولا ننسَ أن ندون في وصيتنا أن نُدفن مع الصالحين، وألا يقام حال وفاتنا ما يغضب الله رب العالمين.
كما يجب أن ندرب زوجاتنا وأبنائنا على مثل ذلك السلوك، ولتكن الوصية في مكان بالدار معروف لأهلنا من الزوجة والأولاد، أو الأم والوالد والأشقاء، ولنحرص على عدم نسيان شيء في الوصية.
استعداد بتذكر الموت:
فنتذكر باستمرار لحظات الاحتضار وخروج الروح إلى بارئها العزيز الغفار، وأنه قد لا يأتي علينا رمضان القادم، فكثير ممن كنا نحبهم فقدناهم في رمضان وقبل رمضان.
فلحظات الرحيل عن الدنيا هي لحظات من وقتها يتحدد للمرء المصير إما إلى جنة- لا حرمنا الله والمسلمين منها - أو إلى نار- أعاذنا الله والمسلمين منها-.
استعداد بأخذ العهد:
بأن نتعاهد مع أنفسنا وربنا بأن نبذل في رمضان- إذا بلَّغنا ربنا إياه- كل جهد في الذكر وقراءة القرآن والإحسان وتغيير النفس إلى الأحسن مما هي عليه الآن، وتنمية وتطوير العلاقة بيننا وبين ربنا وبيننا وبين رسولنا وحبيبنا وبيننا وبين زوجاتنا وأبنائنا وبيننا وبين الدنيا كلها.
وأن نجتهد في الدعاء بكل قوة ومن قلوبنا رافعين له أكف الضراعة مستغيثين بقولنا: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك.
استعداد بكثرة الذكر:
فرمضان الخير يتطلب أن نتدرب من الآن على كثرة الذكر، وأن نتذكر دائمًا أن مَثَل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر كمثل الحي والميت، وأن الذكر يزيل الوحشة بين العبد وربه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد، يتعاطفن حول العرش لهن دويٌ كدوي النحل، يذكِّرن بصاحبهن، أفلا يحب أحدكم أن يكون له مما يذكَّر به؟".
وإن الجميل في الذكر أن الإكثار منه والدوام عليه ينوب عن التطوعات الكثيرة التي تستغرق الجهد والوقت، وفيها عوضٌ لمن لا يستطيع أن يفعل الطاعات بدليل ما جاء في الحديث الصحيح: "إن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه فقالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم، يصلون كما نُصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون.. قال: ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم مَن سبقكم ولم يدرككم أحدٌ بعدكم وكنتم خير مَن أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة".
كما أن الذكر يعطي قوةً في القلب وقوةً في البدن، ومن أجمل الأمور في الذكر والإكثار منه هو أن شواهد الله في أرضه تشهد له، فالذي يذكر الله في قمة الجبل أو في الطريق أو في السيارة أو في البيت أو على الكرسي أو على الأرض قائمًا كان أو قاعدًا أو مضطجعًا على جنبه.. كل هذه البقاع والأماكن تشهد له عند الله.
جاء في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)) (الزلزلة). قال: أتدرون ما أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم؟ قال: فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها، أن تقول: عملت عليّ كذا يوم كذا وكذا".
وجديرٌ بالذكر أن ننبه هنا أن ذكر الله ليس مجرد أقوال تقال باللسان وفقط إنما هي تفاعلات وأحاسيس وإيقاظ للنفس لتتحرك من حالها الذي هي عليه إلى حال أجمل ما يكون من الروحانية والشفافية والربانية والفراسة والإيمان، بل إن الأمر قد يصل بالذاكرين الله كثيرًا إلى مرحلة الكرامات من الرب العظيم يعطيها لهم كرمًا وفضلاً منه وتفضلاً.
استعداد بالتدرب على التقوى:
بأن نسلك كل السبل والوسائل لتنمية وتقوية التقوى في نفوسنا وأعمالنا وذواتنا، فهي دعوة الله للأنبياء جميعًا.
تزود من التـــقوى فإنك لا تدري إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من فتى أضحى وأمسى ضاحكًا وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من صغار يرتجى طول عمرهم وقد أُدخلت أجسادهم ظلمة القبر
وكم من عروس زينــوها لزوجها وقد نسجــت أكفانها ليلة القدر
وقد قال فيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سُئل عن التقوى: ما التقوى يا إمام. فقال: "هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل".
استعداد بالتوبة:
بأن نسارع إلى التوبة وطلب المغفرة من الله، ونسأله أن يتوب علينا توبةً نصوحًا، وأن يلحقنا بركب أصحاب الهمم المخلصين المعتدلين العاملين لدينه المحبين لأوليائه المتعاونين على البرِّ والتقوى ونشر الخير للناس كافةً، الشرفاء المخلصين لدينهم والمحبين لأوطانهم حبًّا هو في حقيقته أحب إليهم من أنفسهم.
وأسوتنا في ذلك نبينا وقدوتنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يستغفر ويتوب إلى ربه وخالقه سبعين أو مائة مرة في يومه.. وهو من هو؟؟
هو النبي لا كذب هو ابن عبد المطلب.. هو مَن غفر الله له من ذنبه ما تقدم وما تأخَّر.. (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)) (آل عمران)، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
خاتمة:
يَا اللَّهُ الَّذِي لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ ولا فِي السَّمَاءِ، وَ كَيْفَ يَخْفَى عَلَيْكَ يَا إِلَهِي مَا أَنْتَ خَلَقْتَهُ، وَكَيْفَ لا تُحْصِي مَا أَنْتَ صَنَعْتَهُ، أَوْ كَيْفَ يَغِيبُ عَنْكَ مَا أَنْتَ تُدَبِّرُهُ، أَوْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْرُبَ مِنْكَ مَنْ لا حَيَاةَ لَهُ إِلا بِرِزْقِكَ، أَوْ كَيْفَ يَنْجُو مِنْكَ مَنْ لا مَذْهَبَ لَهُ فِي غيْرِ مُلْكِكَ. سُبْحَانَكَ أخْشَى خَلْقِكَ لَكَ أَعْلَمُهُمْ بِكَ، وَأَخْضَعُهُمْ لَكَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِكَ، وَأَهْوَنُهُمْ عَلَيْكَ مَنْ أَنْتَ تَرْزُقُهُ وَهُوَ يَعْبُدُ غَيْرَكَ سُبْحَانَكَ لا يَنْقُصُ سُلْطَانَكَ مَنْ أَشْرَكَ بِكَ، وَ كَذَّبَ رُسُلَكَ، وَ لَيْسَ يَسْتَطِيعُ مَنْ كَرِهَ قَضَاءَكَ أَنْ يَرُدَّ أَمْرَكَ، ولا يَمْتَنِعُ مِنْكَ مَنْ كَذَّبَ بِقُدْرَتِكَ، ولا يَفُوتُكَ مَنْ عَبَدَ غَيْرَكَ، وَلا يُعَمَّرُ فِي الدُّنْيَا مَنْ كَرِهَ لِقَاءَكَ.
سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ، وَ أَقْهَرَ سُلْطَانَكَ، وَ أَشَدَّ قُوَّتَكَ، وَ أَنْفَذَ أَمْرَكَ سُبْحَانَكَ قَضَيْتَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ الْمَوْتَ مَنْ وَحَّدَكَ وَمَنْ كَفَرَ بِكَ، وَكُلٌّ ذَائِقُ الْمَوْتِ، وَ كُلٌّ صَائِرٌ إِلَيْكَ، فَتَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ. آمَنْاُ بِكَ، وَصَدَّقْناُ رُسُلَكَ، وَ قَبِلْناُ كِتَابَكَ، وَكَفَرْناُ بِكُلِّ مَعْبُودٍ غَيْرِكَ، وَ بَرِئْناُ مِمَّنْ عَبَدَ سِوَاكَ اللَّهُمَّ إِنِّا أُصْبِحُنا وَ أُمْسِينا مُسْتَقِلًّين لِعَمَلِنا، مُعْتَرِفين بِذَنْوبنا، مُقِرّين ً بِخَطَايَاناَ، نجن َبِإِسْرَافِنا عَلَى أنَفْسِنا أذلاءٌ، عَمَلِنا أَهْلَكَنِا، وَ هَوَاناَ أَرْدَانِا، وَ شَهَوَاتِنا حَرَمَتْنِا. فَنَسْأَلُكَ يَا مَوْلاناَ سُؤَالَ مَنْ نَفْسُهُ لاهِيَةٌ لِطُولِ أَمَلِهِ، وَ بَدَنُهُ غَافِلٌ لِسُكُونِ عُرُوقِهِ، وَ قَلْبُهُ مَفْتُونٌ بِكَثْرَةِ النِّعَمِ عَلَيْهِ، وَ فِكْرُهُ قَلِيلٌ لِمَا هُوَ صَائِرٌ إِلَيْهِ. سُؤَالَ مَنْ قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْأَمَلُ، وَفَتَنَهُ الْهَوَى، وَاسْتَمْكَنَتْ مِنْهُ الدُّنْيَا، وَ َظَلَّهُ الْأَجَلُ، سُؤَالَ مَنِ اسْتَكْثَرَ ذُنُوبَهُ، وَ اعْتَرَفَ بِخَطِيئَتِهِ، سُؤَالَ مَنْ لا رَبَّ لَهُ غَيْرُكَ، وَلا وَلِيَّ لَهُ دُونَكَ، وَلا مُنْقِذَ لَهُمِنْكَ، وَلا مَلْجَأَ لَهُ مِنْكَ، إِلا إِلَيْكَ.
إِلَهِنا نَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ الْوَاجِبِ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ، وبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي أَمَرْتَ رَسُولَكَ أَنْ يُسَبِّحَكَ بِهِ، وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، الَّذِي لا يَبْلَى ولا يَتَغَيَّرُ، و لا يَحُولُ ولا يَفْنَى، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آله وصحبه ٍ، وأن تبلغنا وأهلينا وذوينا والمسلمين رمضان بصحة وعافية وإيمان وإسلام وخير وأمن وأمان يفيض علينا وعلى الأوطان وكل البلدان يارب ياكريم يا رحمن.
وأَنْ تُغْنِيَنِا عَنْ كُلِّ شَيْءٍ بِعِبَادَتِكَ، وَأَنْ تُسَلِّيَ نَفْوسنا عَنِ الدُّنْيَا بِمَخَافَتِكَ، وَأَنْ تُثْنِيَنِا بِالْكَثِيرِ مِنْ كَرَامَتِكَ بِرَحْمَتِكَ. فَإِلَيْكَ نفِرُّ، ومِنْكَ نَخَافُ، وَبِكَ نَسْتَغِيثُ، وَ إِيَّاكَ نَرْجُو، وَلَكَ نَدْعُو، وَِلَيْكَ نَلْجَأُ، وَبِكَ نَثِقُ، وَإِيَّاكَ نسْتَعِينُ، وَبِكَ نُومِنُ، وَعَلَيْكَ نَتَوَكَّلُ، وَعَلَى جُودِكَ وَ كَرَمِكَ نَتَّكِلُ.
(وكل رمضان والمسلمون وكل البلدان والأوطان بخير وأمن وأمان)
سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.