كتبت- هبة عبد الحفيظ:
لا أستطيع إغلاق الباب في وجه أقاربي ومعارفي لأقول لهم أريد أن أتعبد!، ولن أجرؤ أن أقول لزوجي وأولادي فلتنطلقوا في أرض الله الواسعة بحثاً عن الطعام فلن أطبخ في رمضان!
ولن أمتلك القوة التي تمكنني من أن ألقي بأولادي في أي مكان لأنهم يشتتونني ويشغلونني كثيرًا وأنا أريد الاستمتاع بالصلاة والقرآن؛ فكيف يمكن إذًا ألا أضيع رمضان من بين يدي وأكون قد وفيت فيه بكل مهامي؟!
استغاثات تطلقها كل أم وكل زوجة مع قدوم رمضان، متمنيةً أن تجيد تنظيم وقتها في رمضان؛ حتى تستطيع الشعور بهذا الشهر الكريم، والاستمتاع بالعبادة فيه، دون أن تهمل في مهامها الأساسية.
(إخوان أون لاين) يقدم لك 10 خطوات لتجيدي التحكم في وقتك على الوجه الأمثل في رمضان، دون أن تضيع منك أية دقيقة كأي عام سبق.
بدايةً رصدنا أبرز الأسباب التي تشكو منها الأمهات والزوجات والتي تسبب في ضياع أوقاتهن، فداليا محمد (زوجة وأم لأربعة أطفال ومدرسة) تقول: إن أكثر الأشياء التي أعاني منها وتضيع وقتي؛ هي المطبخ وشغل البيت؛ حيث إن شهر رمضان دون بقية الشهور أقوم فيه بعمل أصناف عديدة من الطعام، بالإضافة إلى طعام السحور وشغل البيت بشكل عام.
وتقول غادة عرفة (أم لطفلين): "إن الأطفال يعطلونني كثيرًا عن قراءة القرآن، وعن صلاة التراويح وخاصة طفلي الرضيع".
وتضيف ثناء محمد (أم لثلاثة شباب): "إن العزومات هي أكثر ما يعطلني عن عباداتي، وخاصةً أن أسرتي عددها كبير، ولا أستطيع أن أجمعهم جميعًا في يوم واحد، كما أن شغل البيت في العشر الأواخر من رمضان والتجهيز للعيد يأخذ كثيرًا من وقتي".
وبالنسبة لمريم محمود (أم لطفلة واحدة) فالأمر مختلف بالنسبة لها، فأكثر ما يضيع وقتها هو مشاهدة البرامج الدينية، والتي تأخذ كثيرًا من الوقت، وبالرغم من أنها تعلم أنها ستعاد بعد رمضان مرةً أخرى فإنها تقول لا أتمالك نفسي إلا بعد أن ينتهي الشهر لأجد نفسي لم أختم القرآن إلا مرة واحدة فقط!!.
وأما ما تخاف منه آلاء فوزي (زوجة حديثة) فهو الحمل، خاصةً أنه أول حمل بالنسبة لها ويأتي متزامنًا مع رمضان، وتضيف أن الاتصالات التليفونية أيضًا تؤرقها بشدة ولا تستطيع أن تمنع الجيران والأهل من الاتصال.
وتشكو إحسان رضا (مربية) من أن أكثر ما يضيع وقتها هو الشغل؛ فهي تعمل في البيوت من الساعة التاسعة وتعود قبل أذان المغرب بساعة واحدة، فتقوم بطهي طعام الإفطار سريعًا، وبعد الإفطار تخلد إلى النوم لأنها تكون مرهقة جدًّا.
وتضيف سعاد عبد الرحمن (ربة منزل) أن التعب والإرهاق الصحي هما عدواها اللدودان؛ لذا فهي لا تتمكن من العبادة بالشكل الذي تريده؛ نظرًا لأنها سريعًا ما تتعب من أقل مجهود.
وتقول شيماء عماد (أم لخمسة أطفال) إن أكثر ما يعطلني عن العبادات في شهر رمضان هو مشاكل الأطفال ومعاركهم؛ فدائمًا أكون بينهم لأفضَّ الاشتباكات والاستماع للشكاوى وحلها.
نصائح ذهبية
ولكي تتغلب الأمهات على هذه المشكلات التي تحول بينهن وبين الاستمتاع والتعبد في شهر رمضان تطرح ابتسام ربيع، أستاذ التنمية البشرية، الحلول في عشر نصائح ذهبية وهي:
1- عليكنَّ بوسائل جلب البركة للوقت، والتي تتلخَّص في حسن التقرب إلى الله عز وجل، والمحافظة على العبادات والطاعات، وتجنُّب المعاصي قدر الإمكان، والإسراع بالتوبة يوميًّا، والاستعانة به والدعاء في أول اليوم أن يبارك الله في اليوم.
2- تغلبي على مشكلات المطبخ بالتجهيز المسبق من شهر شعبان لوجبات شهر رمضان وتخزينها في الثلاجة، فقومي بتتبيل البانيه وتجهيز صلصة الطماطم وتقشير كميات من البطاطس وتصبيع الكفتة وتجهيز اللحوم والفراخ وغسلها وتقطيعها، كل هذا سيجعل وقوفك في المطبخ ساعة واحدة فقط، وهذه النصيحة عن تجربة شخصية.
3- أما مشكلة مشاهدة البرامج الدينية بكثرة فحلها يكمن في تحديدك لأولويتك في هذا الشهر العظيم، اكتبي أهدافك من هذا الشهر على الورق، واكتبي الوسائل التي ستحققينها بها، وتابعي السير في هذه الخطة يوميًّا فستجدين أن برنامجًا واحدًا يكفي، كما تستطيعين أن تطلبي من أحد أبنائك أو صديقاتك أن يسجل لك هذه الحلقات لتشاهديها بعد رمضان، أو أن تحمِّليها من النت بعد رمضان، كما يمكن لك أيضًا تكثيف مشاهدة البرامج الإيمانية بكثرة في شهر شعبان حتى تجهزي نفسك لرمضان فيقل احتياجك لهذه البرامج في الشهر الكريم.
4- أما عن مشاكل الأطفال فتنصح بعقد "جلسة تعاقد" قبل رمضان تتفق فيها على قواعد وخطوات التعامل وإدارة الأزمات والعبادات والأوقات في شهر رمضان، ومن الجميل أيضًا أن يضع الأطفال معها هذا العقد ويضعوا معًا أيضًا وسائل تعزير وعقاب لمن لا ينفذ هذه اللوائح، وجائزة لمن يلتزم بها، ولتكن الوسيلة هي "العيدية"؛ فإما أن تزيد لمن التزم بالقواعد، وإما تقل أو يمنع منها من قصر أو لم يلتزم بها، وأيضًا ملابس العيد كذلك.
كما يمكن توعية الأطفال وتهيئتهم لشهر رمضان وذلك بالحديث معهم عن ثواب الشهر هذا وما هي الأعمال التي تستحب في رمضان حتى يساعدوك في المحافظة على الأوقات وتضيف أن الأطفال يستجيبون بالفعل إذا اعتبرناهم كبارًا وعلى قدر كبير من المسئولية.
5- أما مشكلات العمل الوظيفي فتقول: إن عليك أن تجددي نيتك أنك في عبادة وفي جهاد؛ حتى لا تضيع عليك هذه الأوقات، كما يمكن استغلال الأوقات البينية مثل المواصلات وأوقات الراحة في قراءة القرآن والأذكار، وأيضًا يمكن أن تقومي بعمل دعوى داخل عملك مثل توزيع البلح والمطويات الدعوية على الصائمين.
6- ولكي تتغلبي على مشكلات العزومات في رمضان من الممكن أن تقومي بها في فترة حيضك، فسيكون ذلك أفضل من أيام صيامك، وتدعو لتغيير فكرة أن العزومات مضيعة للوقت، فإذا وضعت المرأة نية فستجد أن العزومات تمثل أجرًا؛ فإفطار صائم به من الأجر ما يجعلك تحرصين عليه دائمًا، كما ننصح بالتجهيز المسبق للوجبات قبل شهر رمضان.
7- أما مشكلات التعب والإرهاق فتغلبي عليها بالاستعانة بالله والصدقات، فقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم: "داووا مرضاكم بالصدقات"، وأيضًا قومي بعمل ما تطيقين فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وهناك عبادات لا تتطلب منك تعبًا أو جهدًا كالذكر والصلاة وأنت جالسة كصلة الرحم بالتليفون وقراءة القرآن جالسةً أيضا.
8- أما مشكلات الحمل والرضاعة فمن الممكن أن تتابعي مع طبيبة مختصة حتى تساعدك على اجتياز هذه الفترة بدون مشاكل، هذا بجانب تجديد النية واستحضار نية الجهاد وإطعام مسكين ليس له غيرك بعد الله.
9- ومشكلات التليفون من الممكن التغلب عليها بإرسال الرسائل فقط حتى لا تقعي فريسة سهلة للأحاديث التليفونية، وأيضًا تعلمي أن تقولي "لا" لكل وسائل التعطيل، ومنها أن تستأذني بلطف عندما يطيل المتحدث عليك.
10- أما شغل البيت في العشر الأواخر والتجهيز للعيد فالحل يكمن في الامتناع تمامًا عن هذه الترتيبات؛ فمن الأفضل أن تتم هذه التجهيزات قبل شهر رمضان فلديك شهر شعبان كله لتقومي بهذه الأعمال المنزلية.
موضوع: 10 وسائل للحفاظ على الوقت في رمضان 
الثلاثاء 9 أغسطس 2011 - 13:11
