علاءمحمدحسين خلف الله عضو ملكي
عدد المساهمات : 1622 تاريخ التسجيل : 16/05/2010 العمر : 43
| موضوع: تجاوزت في حقِّ الشرع.. فهل أفسخ الخطبة؟! الثلاثاء 9 أغسطس 2011 - 13:46 | |
| هشام- مصر: السلام عليكم، أنا شاب في التاسعة والعشرين من عمري، وأخيرًا خطبتُ فتاةً ملتزمةً لكن أسرتها ليستْ كذلك، وعندما خرجنا معًا لم ألتزم الشرع؛ حيث تشابكت الأيادي، وبعد أن عُدنا عاتبتُها وعاتبتُ نفسي على ما حدث، ولكنها قالت إنها تنسى نفسها وهي معي، وأنا أصبحتُ في حيرةٍ شديدةٍ من أمري ولا أدري هل أُكمل خطبتي أم لا؟! أرجو أن تفيدوني، وجزاكم الله خيرًا. تجيب عنها: نادية عادلي- الاستشارية في (إخوان أون لاين): وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد.. فإن الزواج علاقة شرعية بين رجل وامرأة بينهما قبول مبدئي؛ بهدف عفة النفس والاستقرار والتعاون على إقامة الشرع في أنفسهم وفي غيرهم، وتربية جيل صالح إن رُزقوا بذرية؛ هذا الاستقرار النفسي المبني على القبول والتفاهُم بين الزوجين هو سرُّ انطلاق الزوجين في الحياة للانجاز والتعمير والعمل، وهو سرُّ السعادة الأسرية والاجتماعية.
فإذا وُجد ذلك القبول، وكان الطرفانُ على دينٍ وخُلق، كانت الحياةُ طيبةً، فإذا كنتَ وجدتَ ذلك القبول في هذه الفتاة، وأحبتك هي حبًّا صادقًا مع تمسكها بشرع ربها، فنعمت الزوجة، وستجد الجمالَ كله في ذلك الحب والحرص عليك وفي عطائها المتواصل وتحملها ظروف الحياةِ معك.
أما ما حدث من زللٍ فينبغي التوبة عنه منكَ ومنها، وأنت المسئول عنه بالدرجة الأولى، لسبقك إياها في الالتزام ولعلمك القوي بالحرمة، ولأنك رجلٌ والرجال أكثر عقلانيةً من النساء، في حين تكون النساء أكثر عاطفةً ورومانسيةً، فأنت القائد لتلك العلاقة وأنت قدوتها الأولى؛ حيث لم تجد قدوةً في بيتها وربما لم تجد رفيقةً تُحادثها في خصوصياتها؛ وليكن محركك في علاقتك معها هو تقوى الله وخشيته، ولتتعاونا معًا على تنفيذ أوامر الله كما يريد الله.
أما أن يكون ما حدث هو سبب فسخ الخطبة فلا أرى ذلك، بل أرى أن ما حدث سيكون مدخلاً لإرساء قواعد العلاقة الشرعية وتأسيسها على التقوى وما يُرضي الله والبعد بها عما يغضب الله، ولو كنت صادقًا حقًّا في كونك فضَّلت الدين على الجمال فلن تُفكِّر في الفسخ لأجل الجمال مطلقًا، أما إذا كان الجمال فوق الدين عندك فستفكر في الفسخ عند حدوث أي شيء تنتقده فيها.
لذا، أنصحك أن تحدد ما تحتاجه فعليًّا من شريكةِ حياتك، واعلم أن رونق الجمال يزول وتبقى السمات والأخلاق والدين، وحب المرأة وعطاؤها ومشاركتها زوجها أفراحه وأحزانه، بسطة رزقه وضيقها، هو دينامو الحياة الزوجية الحقيقي؛ في ضوء ذلك خذ قرارك ولتتذكر أننا جميعًا كنا ضُلالاً فهدانا الله، والعبرة بمَن صدق وأخلص واتقى وليست العبرة بمَن سبق.
ولتستخِر ربك مرارًا في زواجك منها حتى يطمئن قلبك، وييسر الله لك أمرك، ويبارك لك فيه إن كان خيرًا، ولتتوكل على الله في كل شأنك، فهو حسبك وهو نعم المولى ونعم النصير. تحياتى لكم،،،،،،،،،،، | |
|