يقول ابن الفارض في قصيدته الرائعة" قلبي يحدثني بأنك مُتْـــلِــفي "
.....................................
قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي، /// روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ
لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي/// لم أقضِ فيهِ أسى ً، ومِثلي مَن يَفي
ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ،/// في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ
فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني؛/// يا خيبة َ المسعى إذا لمْ تسعفِ
يا مانِعي طيبَ المَنامِ، ومانحي /// ثوبَ السِّقامِ بهِ ووجدي المتلفِ
عَطفاً على رمَقي، وما أبْقَيْتَ لي /// منْ جِسميَ المُضْنى ، وقلبي المُدنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلي، /// والصّبرُ فانٍ، واللّقاءُ مُسَوّفي
لم أخلُ من حَسدٍ عليكَ، فلاتُضعْ /// سَهَري بتَشنيعِ الخَيالِ المُرْجِفِ
واسألْ نُجومَ اللّيلِ:هل زارَ الكَرَى /// جَفني، وكيفَ يزورُ مَن لم يَعرِفِ؟
ويقول ابن الفارض في نفس القصيدة ....
....................
فالعينُ تهوى صورة َ الحسنِ الَّتي /// روحي بها تصبو إلى معنى ً خفي
أسْعِدْ أُخَيَّ، وغنِّ لي بِحَديثِهِ،//// وانثُرْ على سَمْعي حِلاهُ، وشَنِّفِ
لأرى بعينِ السّمعِ شاهِدَ حسْنِهِ//// معنى ً فأتحفني بذاكَ وشرِّفِ
يا أختَ سعدٍ منْ حبيبي جئتني//// بِرسالَة ٍ أدّيْتِها بتَلَطّفِ
فسمعتُ مالمْ تسمعي ونظرتُ ما ///// لمْ تنظري وعرفتُ مالمْ تعرفي
إنْ زارَ، يوماً ياحَشايَ تَقَطَّعي، ///// كَلَفاً بهِ، أو سارَ، يا عينُ اذرِفي
ما للنّوى ذّنْبٌ، ومَنْ أهوى مَعي،///// إنْ غابَ عنْ إنسانِ عيني فهوَ في
ويقول أيضا ...
...........
ياراحِلاً، وجَميلُ الصَّبرِ يَتبَعُهُ،/// هلْ منْ سبيلٍ إلى لقياكَ يتَّفقُ
ما أنصفتكَ جفوني وهيَ دامية ٌ/// ولا وَفَى لكَ قَلبي وهوَ يَحتَرقُ
ويقول
...........
حديثُهُ، أوحَديثٌ عَنهُ يُطرِبُني /// هذا إذا غابَ أوْ هذا إذا حضرا
كلاهُما حَسَنٌ عندي أُسَرّ بهِ/// لكنَّ أحلاهما ما وافق النَّظرا
ويقول
.......
وقد رَماني هَواكُم في الغَرامِ/// إلى مقامِ حبٍّ شريفٍ شامخٍ سامِ
جهلتُ أهليَ فيهِ أهلَ نسبتهِ /// وهمْ أعزُّ أخلاَّئي وألزامي
قضيتُ فيهِ إلى حين انقضا أجلي/// شهري ودهري وساعاتي وأعوامي
ظنَّ العذولُ بأنًّ العذلَ يوقفني///نامَ العذولُ وشوقي زائدُ نامِ
إن عامَ إنسانُ عَيني في مَدامِعِهِ،/// فقدْ أُمِدّ بإحْسانٍ وإنعامِ
...............................................................