رأى الشيخ الحويني رجلا يبكي على زوجته ماذا قال له وماذا كان رده العجيب
>>>
بسم الله الرحمن الرحيم
..........................
:يقول الشيخ أبو إسحاق الحويني في احد دروسه قصة أعجب من العجب
يقول الشيخ أنه زار أحد أصدقائه فوجده كئيبا حزينا فلما سأله عن سبب حزنه
بكى الرجل بكاءا عظيما ثم قال ياشيخ زوجتي مريضة و أنا ألازمها منذ أيام
يقول الشيخ أبو أسحاق الحويني أستغربت منه هذا البكاء العظيم
و كاد أن يسقط من عيني و هو كما أعرفه من الرجال الصالحين أحسبه و الله حسيبه
هذا غير انه مرض عارض ليس بالخطير
فلما أنتبه الرجل قال ياشيخ هل تستغرب أنني ابكي على زوجتي هذا البكاء
فلو عرفت عنها ما أعرف لعذرتني و لم تلمني فاسمع مني ياشيخ
يقول الرجل أنه رجل فقير الحال في وظيفة متواضعة بالكاد يسد حاجته
و قد شاء الله ان يفاتحه أحد الأشخاص لما رأى امانته و صلاحه بان يزوجه إبنته
لما رأى من صلاحه و تقواه و كان أبو الزوجة غني من الأغنياء
فتم الزواج وكانت نعم الزوجة الصالحة جعلت حياته جنة
في الأرض بكل ما تعني الكلمة
الى ان جائني والدها يوما و قال لي اتق الله يا فلان
و أشتر لزوجتك بعض الخبز و الجبن و الفلافل و الفول
و لا تكثر عليها اللحم فقد ملت من اكل الدهن و اللحم و الفاكهة
يقول الرجل فتحت فمي و لم أدري ما أجاوب فلم افهم ماذا قال و ماذا يقصد
حتى قابلت زوجتي و سالتها فكانت المفآجأة التي حركت الأرض من تحت اقدامي
لقد كانت زوجته كلما تذهب الى أهلها ويقدمون لها اللحم و الطبخ الدسم و الفاكهة
كانت تقول لا أريده فقد مللته و لا تأكل شيئا منه
و تقول ان زوجها لا يحرمها من شي منه بل انه أكثر عليها منه حتى ملت من اللحم والفاكهة
لكنها تشتهي الجبنة الحامضة و الفلافل و ما شابهها فهو لا يحضره لها
بينما الحقيقة أنها في بيت زوجها لم تكن ترى اللحم الا في الشهر و الشهرين مره
و كان أغلب أكلها من الجبنة الحامضة و الفلافل و الفول
فلم يكن الرجل يملك ما يسد جوعه و لا جوع زوجته
لكن الزوجة الصالحة أرادت أن ترفع زوجها عند اهلها و تجعله كبيرا في اعينهم
كانت تتحمل الجوع و الحرمان و لا ترضى ان يعيره احد بفقره و حاجته
بل كانت تصبره و تشد من أزره و تذكره بموعود الله له أن صبر
و لم يمنعها أنها كانت الغنية الثرية التي حرمت متعة الدنيا
بل كانت نعم الزوجة الصالحة الصابرة
فقال الرجل للشيخ ابو أسحاق الحويني
هل علمت الآن ما سبب بكائي و خوفي عليها يا شيخ
و هذا الموقف أحد مواقفها فقط
فلو حدثتك عنها و عن صلاحها و صيامها و قيامها و تقواها و حسن خلقها معي و مع الناس ما اوفيتها حقها
فاطرق الشيخ أبو اسحاق راسه
و أنصرف و هو يدعوا لها من كل قلبه فوالله انها لنعم الزوجة
فلا إله الا الله
فهنيئا لها رضى ربها ثم رضى زوجها