أمر الزواج عظيمٌ عِظَمَ المسئولية الملقاة على عاتقنا كمسلمين؛ حيث إن البيت المسلم إن استقرَّ كان نتاجه مباركًا، وذلك إن اشتمل على الصلاح والتقوى والتفاهم ووحدة الهدف بين الزوجين، والاتفاق على وسائل تحقيقه؛ لذا فإن عليك أن تختار ذات الدين والخلق، وتسأل عن طباعها وجوهرها وليس مظهرها فقط، وتُحكِّم استخارة ربك وتنظر إليها وتحادثها بشأن ما تحب وتكره، وعن آمالها وطموحاتها، وعن الصفات التي تودُّ توافرَها في زوجها، وعن نظرتها لحقوق الزوج والزوجة وأولوياتها، وتصارحها بكل ظروفك وطباعك وما تريده في شريكة حياتك، بعدها.. وبعد الاستخارة يكون الزواج بإذن الله، هذا في العموم.
وفي الخصوص يجب أن تكون لديك قناعة بأهمية الزواج كسبيل للاستقرار، كما أن إخلاص النية له عامل كبير ومؤثر في الدخول في هذا الطريق الذي تقوم عليه دعائم الحياة، واعلم يا أخ حسين أن الأرقام التي تسجلها مراكز الأبحاث والدراسات عن معدلات الطلاق والخلافات الزوجية بين حديثي الزواج هي نتيجة سوء الاختيار وعدم تحديد الهدف؛ فليس بالجمال وحده مثلاً تحيا الأسرة، وليس بالعراقة والعائلة تستقيم أمور الحياة الزوجية، ولكنها أمور مكمِّلة لبعضها البعض لخَّصها الرسول الكريم في قوله: "تنكح المرأة لأربع: لدينها وجمالها ونسبها ومالها؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك".
فهذا هو المعيار الأساسي للاختيار الذي حدَّده الرسول الكريم، وغالبًا يا أخي لو التزمنا بهذه المعايير التي يمكن أن نطلِق عليها في أيامنا هذه "معايير الجودة" فإن الأوضاع سوف تختلف كثيرًا.