الملابس والنفسية

الملابس و النفسية(Ramzys blog
01/07/2011 Ramzy Shrayyef أضف تعليقاً Go to comments
الملابس و النفسية – حديث في العلاقة بين الملابس و النفسية

يقول الكاتب ( سلامة موسى ) : “ نحن نحس بالهوان و الضعة إذا كانت ملابسنا بالية ، و نحس بالكرامة و الكبرياء إذا كنا في ملابس لائقة “
وقد أظهرت الدراسات التي قامت بها ( د.استيل راي ) أستاذ الغدد الصماء في جامعة ( جورج تاون ) بواشنطن : أن النساء اللاتي يهتممن بمظهرهن تعبرن لا شعورياً من مدى إدراكهن لقيمة ذواتهن .
فنفسية الإنسان تتأثر بما حوله من مؤثرات خارجية منوعة و تعتبر الملابس أحد هذه المؤثرات سواء على الشخص نفسه أو نفسية و معنويات من حوله ، فمعنويات الأشخاص تتأثر بملابسهم و بملابس رفاقهم في العمل أو شركائهم في الحياة
حيث تظهر الدراسات الاجتماعية أن ثياب الرجل الأنيقة و ثياب النساء الجذابة ترفع معنويات زملاء العمل و تزيد من إنتاجيتهم بشكل ملحوظ و من هنا نجد إصرار بعض أرباب العمل على ارتداء موظفيهم لثياب أنيقة ، فالشخص الذي لا يهتم بلباسه يتولد له شعور بالإحباط يعبر عنه باللامبالاة .
فمثلاً عند ارتداءك للألبسة الرياضية يولد ذلك شعوراً بالحيوية و النشاط في نفسك ، أما إن بقيت بلباس النوم ( البيجاما ) فسيغلب عليك الخمول و التعب
وانظر أيضاً للباس الرسمي ( الطقم الرسمي ) فارتداؤه يولد لديك الجدية و الالتزام عكس اللباس اليومي ( جينز و بلوزة – تي شيرت – ) الذي يكون عملياً أكثر الأحيان .
فتأثير الملابس على نفسية المرء تتولد منذ الصغر مثلها مثل بقية المؤثرات الخارجية فيقول في ذلك السيد ( مهدي طاهر ) في حديثه لـ ( شبكة التوافق الأخبارية ) – وهو أستاذ علم النفس بكلية التربية بجامعة الملك فيصل – : “ في بداية حياة الطفل تكون الملابس ليست ذات معنى بالنسبة له وإن كانت عبارة عن مثيرات يلتفت لها الرضيع، ومع تقدم سنه يلتفت للأشكال والرسومات فتثير نظره ومع تقدم عمره يعتبر ملابسه وحذائه وملعقته وألعابه جزء منه يهتم بها ويحافظ عليها، لذا يعتبرها البعض من المجالات المناسبة لتدريبه على مسؤولية المحافظة عليها، والاعتماد على النفس عند لبسها والتعامل معها، بالإضافة لذلك يعتبرها مصدرا للافتخار والاعتزاز فيعرضها على الضيوف وأصدقائه الأطفال ليدققوا في رسوماتها وألوانها “ .
وفي تأثير ملابس من حولنا على نفسياتنا و معنوياتنا منذ كنا صغاراً فيتابع السيد ( مهدي طاهر ) قوله : “ بينت أحدى الدراسات في إحدى مدارس رياض الأطفال أن الأطفال كانوا ينفرون من إحدى المعلمات التي كانت ترتدي ثوباً بنياً ولا يميلون إلى الالتصاق بها أي أنها تؤدي إلى عدم الراحة وبالتالي عدم الفاعلية مع من يرتدي ذلك اللون حيث أظهرت الدراسات أن لكل لون مدلوله النفسي فاللون الأصفر براق ويتسم بالمرح ، والأحمر أكثر الألوان جاذبية وقدرة في الإثارة والاندفاع والأزرق هادئ وصافي ، والبنفسجي فيه وقار ، أما الأخضر فيبعث الشعور العاطفي والهدوء والراحة ، والأبيض هو أكثر الألوان تأثيرا وإيجابية ونورانية وبراءة لذا تتأثر شخصية الطفل بشكل وآخر بنوع الملابس بما لها من أثر مباشر وغير مباشر “.
وتابع : ” ونلاحظ أهمية تأثير اللون على الإنسان بين اهتمامات علم النفس فله مجال يسمى علم نفس اللون، فاعتبر علم النفس القديم أن للون لغة فطرية تؤثر على الإنسان، وأكد ذلك علم النفس المعاصر على غريزية تأثير اللون، فعندما يصل ضوء اللون للعين بأطواله المختلفة، تمر منها إلى ( الهايبوثلاموس ) جزء الدماغ المتحكم بالغدد والهرمونات، لذا تتلون الاستجابات بما يناسب دلالة ذلك اللون في غريزة الإنسان مثل؛ الأحمر يستخدم كتحفيز وإثارة، والأخضر يحمل التفاؤل والراحة. فقد ارتبطت العديد من الخصائص الشخصية بمجموعة الألوان الدافئة الحساسة هي؛ القرمزي، المرجاني ، خوخي، الأخضر الزمردي، والأزرق والسماوي الفضي، على أنها شخصية متفائلة ودودة فرحة نظيفة اجتماعية محبة للآخرين”
وهنا كان من المهم الحديث عن أثر الألوان في النفسية ولو بشكل موجز ..
ففي اقتباس لـ (هاورد صن Howard Sun ) و ( دوروثي صن Dorothy Sun ) من كتابه ( أسرار العلاج بالألوان Color your life ) نجد شرحاً مبسطاً لسمات كل لون و أثره في النفس :
- الأحـــــــمر: يضاعف هذا اللون إحساسك بالحيوية والانطلاق , وهو يميل إلى لفت أنظار العالم وجذب انتباههم.
فإذا ارتديت اللون الأحمر فقد ترغب بأن يراك الجميع متقداً بالحماسة والانفعال والشدة والقوة.
- البرتقـــالي: وهو لون حيوي ومحفز , ولكن ليس بمقدار ما يتميز به اللون الأحمر.
إذا كنت مولعاً بارتداء هذا اللون فأنت تميل إلى الجرأة والمغامرة , وتُظهر حماسةً وغَيرة في كل ما تقوم به.
- الأصفـــــر : إن ارتداء اللون الأصفر ( يجلب النور ) فهو اللون المرتبط بالشمس , ويولد تأثيرات ايجابية وتفاؤلية في نفوس الذين يرتدونه .
- الأخضــــر: يساعد هذا اللون على جلب الهدوء والسكينة والتناغم مع المحيط.
يقدر محبو هذا اللون الطبيعة والشعور بالأمـــان الذي تمنحهم إياه.
- الفــيروزي: يحمل هذا اللون الناس على الاهتمام بك , يكشف عن شخصية مرحة يسهل التعامل معها.
إذا كنت من محبي هذا اللون فقد ترغب في إظهار فتوتك و اشراقتك.
- الأزرق: يوحي هذا اللون بالروحانية والنظام , يعبر مرتدو هذا اللون عن رغبتهم في عيش السلام والهدوء والطمأنينة وحتى الوحدة.
من يرتدي هذا اللون يقدر على الأرجح الوفاء والصدق.
- البنفسجـــي : يولد ارتداء البنفسجي شعوراً بالثقة بالنفس والكرامة وتقدير الذات.
- الأرجـــواني : يضفي ارتداء هذا اللون شعوراً بالنعومة والرقة و اللطافة ,
إذا كنت ترغب بارتداء هذا اللون فقد يكون ذلك بسبب رغبتك في التعبير عن رهافة إحساسك.
- الأســــــود : ويرتدي هذا اللون عادةً رجال الأعمال ليعكسوا القوة والسلطة .
- الأبيـــــــض : يرمز هذا اللون في الملابس إلى النظافة والنقاوة والطهارة
يعكس اللون الأبيض كافة الألوان ومن يرتديه يتقي حر أشعة الشمس.
- البنـــــــي: من يحب ارتداء هذا اللون يظهر نسبة عالية من الالتزام بعمله وعائلته وأصدقائه ومحبو هذا اللون قادرون على بلوغ (عمق) الأشياء وحل العقد بمنتهى البساطة وهم ليسوا بأشخاص تافهين.
وفي العودة إلى الحديث عن الملابس فنجد وليم شكسبير يقول : “ إن الملابس تصنع الإنسان “
أن لا أؤيد كلامه هذا ككل و إنما أقول ( إن الملابس تؤثر في الإنسان ) فعليه أن يحرص على اختيار الأفضل و الأنسب لذلك ، فحاول أن تكون ملابسك التي تشتريها متعددة الاستخدامات و يمكنك أن توفق بين المفردات أو تضيف بعض اللمسات إلى الملابس و فهذا يجعلها تبدو متعددة .
في النهاية .. بعض الدراسات أظهرت أن معظم الناس يرتدون نسبة تتراوح بين 10 إلى 20% فقط مما تحويه خزانه ملابسهم وذلك لمدة تبلغ 80% من وقتهم
فاتخذ قراراً بالألبسة التي تريد إضافتها إلى خزانة ملابسك في حدود ميزانيتك و رتب أولوياتك في ذلك .
قد لا تكون المظاهر هي سر النجاح لكنها يمكن أن تكون عنواناً له.
.