- د. أشرف عبد العزيز: السنة النبوية في الإفطار إعجاز طبي
- د. أحمد الراعي: 5 خطوات ستغنيك عن تناول أي أدوية
- د. زكريا عبد الحكيم: عملية تدريب على قوة الإرادة والتغيير
- عبد الخالق الشريف: رمضان وقاية من الأمراض النفسية والبدنية
تحقيق: إيمان إسماعيل
وقت واحد ومهام أكثر وأكثر.. شكوى واحدة لمعظم الزوجات وربات البيوت في رمضان، عدا
قلائل نجحن في أداء جميع المهام المنزلية، والتمتع بالعبادات الرمضانية، والاحتفاظ بل وتنمية
طاقتهن النفسية قبل البدنية.
وهذه الصورة ليست بعيدة، ولكنها ستكون- بفضل الله- نتيجة طبيعية لتطبيق "روشتة" "إخوان
أون لاين" التي وضع فيها الخبراء والمتخصصون نصائحهم الواجب اتباعها، لتقضي رمضان
مختلفًا صحيًا وإيمانيًّا، فإلى التحقيق:
صحتك في غذائك!
بدايةً يلفت الدكتور أشرف عبد العزيز استشاري التغذية ووكيل كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة
حلوان إلى بعض القواعد الهامة ومنها التعجيل بالفطر بمجرد رفع الأذان، ويقول: تأخير الفطر
يحمل خطورة بالغة؛ حيث يؤدي إلى انخفاض سكر الدم، والشعور بالهبوط العام، موصيًا
بضرورة الإفطار على قليل من التمر أو شربة ماء كما فعل الرسول- صلى الله عليه وسلم-؛
حيث أثبت العلم الحديث أن الصائم يكون في حاجة إلى طعام يحتوي على مصدر سكري سريع
الهضم، يقلل من شعوره بالهبوط أو الدوران أو الجوع، والذي لا يتوافر إلا في التمر.
ويشدد على ضرورة تناول لتر ونصف من الماء منذ وقت الإفطار إلى السحور، مع تناول طبق
كبير من السلطة التي تحتوي على العديد من الفيتامينات، فضلاً عن ضرورة تناول الإفطار على
مرتين، على أن تكون الفترة الأولى وجبة تمهيدية تحتوي على الأطعمة الخفيفة فقط حتى تنشط
المعدة، من الشوربة، والسلطة، وأي عصائر طبيعية، والفترة الثانية تكون بعد الإفطار بساعة
ويتم فيها تناول الوجبة الرئيسية.
ويحذِّر د. عبد العزيز من تناول المخللات، والمقبلات، والمقالي، والمعجنات، والحلويات بشكلٍ
مبالغ فيه، لما تحدثه من اضطرابات في الجهاز الهضمي، ومن ثَمَّ في عمليات الهضم
واضطرابات في المعدة.
أما عن السحور فينبه إلى ضرورة تجنب الأملاح والسكريات وأي منبهات من الشاي والنسكافيه
والقهوة، حتى لا يزيد إحساس الإنسان بالعطش، لافتًا النظر إلى ضرورة تناول الفول والبيض
والخبز والزبادي، وتناول السوائل بكثرة للحدِّ من الإحساس بالعطش.
شرب الماء
ويؤكد الدكتور أحمد الراعي أستاذ أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمعهد "تيودور بلهارس
للأبحاث" أن الأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أن الصيام على وجهه الصحيح يخلص الجسم من
السموم والدهون الزائدة، ويخفض نسبة الأملاح في الدم، وكذلك نسبة الكوليسترول.
وينبه على ضرورة تناول كميات كافية من المياه في وجبتي الإفطار والسحور؛ حتى لا يحدث
جفاف للفرد أو اضطراب للجهاز الهضمي، لافتًا النظر إلى ضرورة عدم ملء المعدة أيضًا
بالماء إنما تناول كوب من المياه صغير واحد تلو الآخر، وكذلك بالطعام الذي يثقل الجسم فلا
يقوى على الطاعة وخاصة صلاة التراويح.
ويحذِّر من يخرج للعمل في نهار رمضان من التعرض لأشعة الشمس، خاصةً أن رمضان ذلك
العام يصاحبه موجة حر غير عادية؛ ما يزيد من تبخر المياه بجسم الإنسان بمعدلات كبيرة،
ومن ثم احتياجه لشرب السوائل بشكل أكبر، ويشعر بمزيد من الضعف والإرهاق.
ويوضح د. الراعي أن الفترة الحرجة للإنسان تحدث مع الأيام الأولى للصيام؛ نظرًا لعدم اعتياد
الجسم، ومن ثَمَّ الجهاز الهضمي على النظام الغذائي الجديد.
ويستفيض قائلاً: إن جميع أنواع المأكولات لا خطر منها على جسم الإنسان، ولكن المهم
الاعتدال في تناول الكميات منها ومجرد التذوق، ومراعاة تقسيم الوجبة الواحدة على فترات
حتى لا يحدث تلبك معوي يخل باتزان الجسم نتيجة للإفراط في الكميات المختلفه
ويوصي بضرورة ممارسة رياضة المشي في رمضان لمدة نصف ساعة أو ساعة 3 مرات
أسبوعيًّا على أقل تقدير، حتى يشعر الإنسان بالخفة والانطلاق، فضلاً عن مساعدة الجهاز
الهضمي على هضم الطعام.
نفسية قوية!
وعلى الصعيد النفسي يحلِّل الدكتور زكريا عبد الحكيم استشاري الطب النفسي بجامعة الأزهر
قائلاً: إن الصوم يحقق هدوءًا نفسيًّا غير عادي للفرد، ويجعله يتخلص من العديد من
الاضطرابات وعدم الاتزان والتوتر الذي يعاني منه طوال العام.
ويضيف قائلاً: إن الأبحاث والدراسات النفسية أثبتت أن الصوم يعمل على الصفاء الذهني للفرد،
مع إكساب الفرد قوة نفسية غير عادية نتيجة لصبره طوال الـ30 يومًا متتابعة؛ ما يولد لديه
قوة خارقة للتحكم في الذات يسعى الأطباء النفسيون لتحقيقها في مرضاهم طوال أشهر العام،
وقد لا تكون بدرجة عالية، ويحققها الصوم بشكل عالٍ جدًا في شهر رمضان.
ويؤكد أن نفسية الفرد تختلف تمامًا قبل شهر رمضان وأثنائه وبعد انقضائه؛ حيث إن الصوم
يولد ارتياحًا على الرغم من المشقة التي يجدها الصائم طوال فترة الصوم، مشيرًا إلى أن الصوم
عبارة عن عملية تدريبية للفرد على كظم الغيظ والصبر على أذى الناس؛ ما يشكل شخصية
مغايرة تمامًا لما كانت عليه قبل رمضان.
وينصح د. عبد الحكيم بضرورة استغلال جميع أوقات رمضان في الذكر واستحضار ثوابه،
مؤكدًا على أن الذِّكْر يخلق حقيقةً اطمئنان غير عادي في القلب يسري في الروح؛ فيصبح الفرد
دائمًا مطمئنًا هادئًا ذا نفسية سوية، وكما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا
بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)﴾ (الرعد).
ويلفت النظر إلى ضرورة تقسيم وقت الصيام منذ الاستيقاظ من النوم حتى السحور بحيث يتخلله
أوقات إيمانية عديدة، من ذكر الله عزَّ وجلَّ والصلاة؛ لما في ذلك من تجديد الطمأنينة في القلب،
وتذكير دائم للعقل والقلب بأننا في طاعة لله؛ ما يولد راحة نفسية وهدوءًا واطمئنانًا نفسيًّا.
وينصح بالنوم 7 ساعات في المتوسط حتى يحصل الجسم على قسط وافر من الراحة البدنية
والنفسية.
وقاية لكلِّ الأمراض!
الداعية الإسلامي الشيخ عبد الخالق الشريف
ويوضح الداعية الإسلامي الشيخ عبد الخالق الشريف عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن
إدراك الفرد عند قيامه بأي عمل أنه عبودية لله، يوّلد لديه شعورًا بالطمأنينة ويبعد عنه أي
شعور بالتعب والإرهاق، بل تتفجر لديه طاقات مكنونة لم يعلم أنه يمتلكها؛ نظرًا لسعيه لإرضاء
الله بأي شكل كان.
ويستطرد قائلاً: إن الإنسان لا يملك من نفسه شيء فهو مملوك لله عزَّ وجلَّ، مستنكرًا طاعة
الناس العمياء لأصحاب العمل رغم أنهم لا يملكونهم، وعصيانهم لله عزَّ وجلَّ مالك أنفاسهم
ومدبر أمورهم، مشيرًا إلى أن تملك ذلك الشعور من الإنسان يهوّن عليه أي مشقة، ويساعد
على رفع إيمانيات الفرد.
ويضيف قائلا:ً إن التدبر في آية" ﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾ (التوبة: من
الآية81)، وتدبر حال المرضى في المستشفيات المختلفة؛ يجعل الإنسان يحمد الله عزَّ وجلَّ
على نعمة الصحة التي أعطاها له وسُلبت من آخرين، ويدرك مدى النعمة التي هو فيها، وأن
لديه طاقه لا بد أن يستغلها على الوجه الصحيح، وخاصة في شهر رمضان الكريم مزاد
الحسنات والطريق إلى الجنات.
ويشير إلى أن كل وصايا القرآن الكريم والسنة النبوية في صالح صحة الإنسان؛ مستشهدًا
بأصحاب رسول الله الذين كانوا إذا اشتد عليهم الحر في الصيام نزلوا إلى البئر وأخرجوا
رءوسهم منها حتى لا يدخل إلى أفواههم، لافتًا النظر إلى جواز تبريد الإنسان لجسده حتى يُطفئ
ظمأه.
ويضيف قائلاً: إن سنن الصيام مثل تأخير السحور وتعجيل الإفطار لها أبلغ الأثر في صحة
الإنسان، من تقليل الإحساس بالظمأ.
ويوضح أن الصيام جنة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو وقاية من كل الأمراض
النفسية والبدنية.