يعد العمل التطوعي من الامور التي تشعر الانسان بالسعادة لان ذلك من محاسن الاخلاق التيصر تشكل اداة مؤثرة في البلاغ مقنعة للأفكار سواء عن طريق الكلمة المكتوبة أو الشريط أو الإذاعة المسموعة او الصورة المرئية ، أو الإعلان المنشور ، فتأثيره على المجتمعات في اطراد مستمر ، بسبب تطور اساليبه العلمية وابتكاراته الجديدة ومؤثراته المتنوعة ، هذا بالإضافة إلى طول ملازمته لهم في حلهم وترحالهم ، لأنه يخاطبهم في أوقات فراغهم الذي يملكونه ، وهو يوازي ضعف وقت عملهم على الأقل ، فيصل إليهم باساليب تشدهم وتأسرهم ، ولاسيما الصورة المعبّرة ، فيخضعون لتأثيرها ، وما دام الإعلام إسلامياً يقوم بالدعوة إلى الخير والبر ، فهو لايخرج عن إطار مفهوم العبادة في الاسلام ، وهذا مايجب أن يعتقده المسلم الحق ويسير عليه كما دل على ذلك قول الله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) الذاريات (56) وقوله : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له ) الأنعام (162) وهذا ماعناه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في تعريف العبادة : ( أنها اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة ) ( ) .
فالنتيجة أن الإعلام عن العمل الخيري ، هو جزء من هذه الغاية ، لايخرج شيء من حياة المسلم عن هذا الهدف ، فمن اخرج شيئاً من حياته وسلوكه وتصرفاته إلى غير هذه السبيل ، فقد خالف مادلت عليه هاتان الآيتان الكريمتا