سم الله الرحمن الرحيم
إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
صدق الله العظيم
يعتبر العمل الخيري في ذاته واحدا من أهم ثمار الإيمان، فضلا عن أن العمل الخيري يضمن للمسلم ما يوثق به العرى بين سبل النجاح في الدنيا والآخرة أيضا.
وإذا كان العمل الخيري قد لازم الإنسان منذ أن دب على الأرض وسعى وشقي واستغنى، فإن صوره وأهدافه وأشكاله ومقاصده وغاياته قد تطورت تطورا بارزا يواكب متطلبات المحتاجين، وعوز البائسين، وافتقار الضعفاء والمساكين.
ولئن كان العمل الخيري يمثل في ذاته صورة للتكافل الاجتماعي بين شرائح المجتمع، وعطاء إنسانيا يبذله القادرون عليه، فإن العمل الخيري قد صار في عالم اليوم رافدا من روافد التنمية البشرية، وطاقة خلاقة يبذلها الفضلاء والاكارم في إنكار للذات وحرص على أن يكون البذل خالصا لوجه الله واحتسابا لثوابه ، ورجاء لمثوبته ورضوانه ومن ثم أصبح العمل الخير ى في مجتمعنا المعاصر سمة حضارية بارزة للمجتمعات التي تحرص على التكافل الاجتماعي بين أفرادها وعلى دعم العطاء الإنساني للمحتاجين إليه.
إن تنظيم المؤتمر الثالث للعمل الخليجي الخيري يعتبر في حد ذاته، منعطفا حضاريا يعبر عن مضمون إنساني ورؤية موضوعية لمقتضيات العمل الخيري في عصر العولمة وما يثيره من تحديات لأمتنا الإسلامية، في التوفيق بين الضوابط الشرعية للعمل الخيري باعتباره انعكاسا للإيمان الراسخ في قلوب المؤمنين وبين متطلبات الواقع الميداني في ساحة العمل الخيري.
إن التطلع إلى آفاق رحبة من التعاون بين العناصر الفاعلة في مجالات العمل الخيري على مستوى الأمة بأسرها هو تعاون يستهدف تكريس الطاقات وتوكيد الرؤى وتوفير الإمكانات وتحقيق المقاصد الإنسانية النبيلة، والتغلب على المعوقات وإثراء التجارب الميدانية وتحصينها، وشد أزرها والتطلع بثقة واقتدار لاستشراف آفاق مترامية لدور العمل الخيري في مجتمع أمتنا الإسلامية المعاصرة .
يامنة صابر علي
الدبلومة العامة نظام العام الواحد
شعبة لغة عربية