ذهبت الدولة الإسلامية: إذ استطاع الكافر المستعمر أن يقضي عليها –في غفلة من الأمة- بوسائله الاستعمارية الماكرة، وخيانة أبناء من أمتنا، الذين انطبعوا بثقافته الاستعمارية الكافرة، واستجابوا لإغرائه، وصدقوا وعوده البراقة: "وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً "
بعد أن كانت هذه الدولة: الدولة الأولى في العالم، قرابة ألف سنة أو تزيد، حيث انتزعت زمام القيادة من دولتي الفرس والرومان ومن شايعهما ودار في فلكهما. حتى وصلت إلى درجة أنها إن أشارت إلى الشرق يطأطئ وإن أشارت إلى الغرب يومئ، وأضحت زهرة الدنيا حضارة ومدنية ورقياً، فاتجهت إليها الأنظار، وارتحل إليها أبناء الأقطار، يرتشفون من معينها الذي لا ينضب، ويستظلون بلوائها، إلى أن ترك المسلمون –حكاماً ومحكومين- حمل رسالتهم الخالدة، وتقاعس العلماء عن أداء مهمتهم، وتباطأوا عن حمل لواء شريعتهم بعد أن وقع اللواء... فانتقلوا من مركز القيادة إلى درك التبعية وصار المسلمون –حكاماً ومحكومين- يرددون ما يقوله أعداؤهم الحاقدون الكافرون المستعمرون الملحدون من شرق وغرب، عن إسلامهم، دون أن يقف علماؤهم الموقف المطلوب شرعاً من ذلك.