الحمد لله الذى ألف بالاسلام بين قلوب المؤمنين وأوجب الاتحاد وحرم التفرق فى كتابه المبين قال تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وأشهد أن لا اله الا الله هدى من شاء الى صراطه المستقيم وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله خير داع الى الصراط القويم اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه الذين اتحدت قلوبهم فكانوا سادة العالمين المنصورين أما بعد :-
لاريب ان اقوى عامل على رفع منار الامم وافضل معين على نهوضها ونيلها منتهى المجد والشرف واجتماع القلوب واتحاد الكلمة فما تمسكت به امة الا ظهر سلطانها وقويت شوكتها ودامت دولتها وبلغت فى الرقى رغد العيش اقصى الغايات وارفع الدرجات وحذر الحبيب المصطفى من التفرقة فقال صلى الله عليه وسلم ما قاله ربنا ( ولا تنازعوا فتفشلوا )ونشكر الله تعالى فلا ننسى نعمه علينا ( واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداءا فالف بين قلوبكم فاصبحتم بنعمته اخوانا )
فدارت عجلة الزمان ونسى المسلمون ارتباطهم بزعيمهم سيد البشر محمد رسول الله عليه صلوات الله فتفرقوا شيعا وجماعات ونسوا قوله صلى الله عليه وسلم ( تفترق أمتى الى ثلاث وسبعون فرقة كلهم فى النار الا واحدة ما انا عليه وأصحابى ) صدق رسول الله عليه وسلم
لقد ذاقت الأمة وبال أمرها وعوقبت بشرأعمالها وتجرعت مرارة الذل والهوان والتفرق والانحلال كل ذلك نازل بنا وواقع علينا ونحن لا نفيق من سكرتنا ولا ننتبه من غفلتنا فها هو أحد ائمة الاصلاح وضع يده على اصل الداء فوصف الدواء للامة
(عودوا لمحمدكم تبقى لكم امتكم )