حذر الرسول صلوات الله وسلامه عليه من التفرق أشد التحذير، وبين أن الذي يخرج عن الطاعة ويفارق الجماعة يموت على ما كان عليه أهل الجاهلية من البعد عن الدين والحق، فقال(ص): «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات؛ مات ميتة جاهلية» رواه البخاري.
وواضح أن قوة المؤمنين في وحدتهم وأن ضعفهم في تفرقهم قال(ص): «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً» رواه البخاري.
ومن أجل أن يكون المؤمنون قوة واحدة، لابد أن يتآلفوا ويتعارفوا وأن تسري روح التعاطف والتراحم فيما بينهم، ليصبحوا كالجسد الواحد، فيشعر كل منهم بشعور الآخر، يفرح لفرحه، ويحزن لحزنه، ويشاركه في السراء والضراء، ويخف لنجدته، ويبادر بمساعدته مصداقاً لقول الرسول(ص): «مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».
ضرورة الوحدة الاسلامية
إن وحدة أمتنا واجبة وضرورة لمواجهة التحديات والتكتلات والأخطار التي تحدق بالأمة من كل جانب، ولو نظرنا إلى ما تملكه أمتنا الإسلامية والعربية من الثروة البشرية والمعدنية والبترول، والعقول والحضارة والعلم، والزراعة إلى غير ذلك من أسباب القوة والمنعة، لو نظرنا إلى ما تملكه أمتنا من هذا كله لكنا على يقين بأننا حين نتوحد ونتجمع نصبح أكبر قوة مؤثرة في العالم كله.
ومن أجل هذا أدرك أعداء أمتنا سرّ قوتنا، فراحوا يعملون على نشر مبدئهم «فرق تسد» فكانت الحدود المصطنعة، وكانت أساليب التفرقة المتعددة في الثقافة وفي نشر مبادئ الاختلاف بين الأمة لإحداث شروخ بين فصائل الشباب المسلم، وبينهم وبين الدعاة والأنظمة، ومحاولة تضخيم بعض الاجتهادات والخلافات الفقهية.
وإلى جانب هذا سعوا جاهدين في فصل الأمة عن دينها ودستورها لأنه يوحدها فقال أحدهم في بعض المؤتمرات: لا قرار لنا مادام المصحف في أيدي المسلمين.
أهمية الوحدة
إن الوحدة أساس كل خير في دنيا الناس وآخرتهم، وإن الفرقة أخطر الآفات التي تقضي على سعادة الناس، وترديهم في مهاوي التهلكة، وتجرهم إلى وحل المعصية، وتظل تفرقهم حتى تفصلهم تماماً عن الدين، وفي هذا المعنى يقول الحق تبارك وتعالى: )إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) ([6]).
أسماء سيدأحمد محمود حسن
شعبة انجليزى
دبلوم نظام العام الواحد