لا ريب أنَّ توحيد الصفوف واجتماع الكلمة هما الدِّعامة الوطيدة لبقاء الأُمَّة، ودوام دولتها، ونجاح رسالتها، ولئن كانت كلمة التوحيد باب الإسلام؛ فإن توحيد الكلمة سرُّ البقاء فيه، والإبقاء عليه، والضمان الأوَّل للقاء الله بوجه مشرق وصفحة نقيَّة.
ولكي يمتزج المسلم بالمجتمع الذي يحيا فيه شرع الله الجماعة للصلوات اليوميَّة، وكان رسول الله شديد التحذير من عواقب الاعتزال والفرقة، وكان في حلِّه ترحاله يوصي بالتجمُّع والاتحاد، قال-صلى الله عليه وسلم-: "الشَّيْطَانُ يَهُمُّ بِالْوَاحِدِ وَالاثْنَيْنِ، فَإِذَا كَانُوا ثَلاثَةً لَمْ يَهُمَّ بِهِمْ".وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ لا يَجْمَعُ أُمَّتِي عَلَى ضَلالَةٍ، وَيَدُ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ، وَمَنْ شَذَّ شَذَّ إِلَى النَّارِ".