يحاول كل شاب بمجرد بلوغه مرحلة الشباب إثبات ذاته وهذه الحال فطرية وغريزية لا يلام الانسان عليها بل ربما يلام على عدم تميزه وعدم إثبات ذاته بالطريقة الصحيحة .
إن الشاب لا يمكن أن ينهض ويتميز ما لم يعمل على إثبات ذاته بناء على ابداعاته وما يحقق من إنجازات ومما ينبغي معرفته أن الابداع حق للجميع لايقتصر على أصحاب الدراسات والشهادات ولا يختلف من تخصص لآخر ومحاولة إثبات الذات لا تكون إلا بتحقيق تفوق فعلي في الواقع وليس بمجرد الصراخ بأفضلية الذات , كما لا يمكن أن يكون بالتقليد الأعمى والسير وراء التقليعات والأوهام , بل هناك مجموعة وسائل تعين الشاب على إثبات ذاته وفي مقدمتها أعزائي الشباب التفتيش عن مواهبكم وميولكم وتفجيرها , فإن هذا هو بداية الطريق لتحقيق الذات إذ كيف يمكن للشاب أن يثبت نفسه في مجتمع من المجتمعات ويتميز به دون امتلاك مواهب متميزة تؤهله لذلك , وعندما يحدد الشاب ميوله ومواهبه ويربط ذلك بما يسعى اليه وما يطمح لتحقيقه بما يتوافق مع تلك المواهب , عند ذلك يبدأ طريق السعي والعمل والجد والاجتهاد للوصول الى الغاية , و ليبعد عنه أحلام اليقظة فإنها سراب خادع لا يحقق نجاحاً ولا يثبت ذاتاً .
كما يظن الشباب إن اثبات الذات لا يتحقق إلا عن طريق تحصيل الشهادات وكلما كانت تلك الشهادات تحتل مكانة في المجتمع كان تحقيق الذات بها أكثر وأسرع , والحقيقة أن هذا ليس صحيحاً , فليست الشهادات هي التي تحقق ذات الشاب , فقد يحقق ذاته وينجح في حياته من خلال عمل معين يجيده ويتقنه أو مشروع ينشئه ويديره أو غير ذلك .. ولست أقلل من أهمية التعليم والحصول على الشهادات , لكن أريد القول :
إنها ليست كل شيء , فحتى لو لم تتيسر للشاب فرصة الحصول عليها بإمكانه تحقيق الذات بالعمل الجاد البناء المدروس .