1- نبينا محمداً بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكوه وهو صراط الله المستقيم ومنهج دينه القويم ، يقول الله تعالى :"وأنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمَاً فاتَّبعوهُ وَلا تتبعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّق بكم عَن سَبيْلِه ذَلِكم وَصَّاكم به لعَلكم تَتَّقون"
فهذه دعوة إلهية إلى اتحاد الكلمة وتآلف القلوب
فليس من الإسلام في شئ ،بل ذلك مما نهى عنه ربنا عزوجل في أكثر من آية في القرآن الكريم منها قوله تعالى {ولا تَكونُوا مِن المشركِـين من الذِيْنَ فَرَّقُوا دِينَهُم وكَانُوا شِيَعَاً كل حِزب بِما لَدَيهم فَرحُون
2- التفرق ليس من الدين ، لأن الدين أمرنا بالاجتماع وأن نكون جماعة واحدة وأمة واحدة على عقيدة التوحيد وعلى متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول تعالى {إنَّ هَذه أمَّتُكم أمَّةً وَاحدَة وَأنا رَبُكم فَاعبُدُون} [الأنبياء :92] . يقول تعالى "وَاعتَصِمُوا بحبل اللَّه جَميعاً وَلا تَّفرَّقُوا" [آل عمران : 103] وقال سبحانه وتعالى {إنَّ الذينَ فَرَّقُوا دينهم وَكانُوا شِيَعَاً لستَ مِنْهُم في شَئ إنَما أمْرُهُم إلى الله ثُمَّ ينبئهم بِمَا كانوا يَفعَلُون} [الأنعام : 159] فديننا دين الجماعة ودين الألفة والاجتماع ، والتفرق ليس من الدين
3- فتعدد الجماعات هذه ليس من الدين ، لأن الدين يأمرنا أن نكون جماعة واحدة والنبي صلي الله عليه وسلم يقول : (المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضاً) ويقول : (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد) فمعلوم أن البنيان وأن الجسد شئ واحد متماسك ليس فيه تفرق ، لأن البنيان إذا تفرق سقط ، كذلك الجسم إذا تفرق فقد الحياة ، فلا بد من الاجتماع وأن نكون جماعة واحدة أساسها التوحيد ومنهجها دعوة الرسول ز ومسارها على دين الإسلام
، قال تعالى: "وأنَّ هَذَا صِرَاطي مُسْتَقِيمَاً فاتَّبعوهُ وَلا تتبعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّق بكم عَن سَبيْلِه ذَلِكم وَصَّاكم به لعَلكم تَتَّقون" [الأنعام:153] 4- فهذه الجماعات وهذا التفرق الحاصل على الساحةاليوم لا يقره دين الإسلام بل ينهى عنه أشد النهي ويأمر بالاجتماع على عقيدة التوحيد وعلى منهج الإسلام جماعة واحدة وأمة واحدة كما أمرنا الله سبحانه وتعالى بذلك . والتفرق وتعدد الجماعات إنما هو من كيد شياطين الجن والإنس لهذه الأمة، فما زال الكفار والمنافقون من قديم الزمان يدسون الدسائس لتفريق الأمة ، قال اليهود من قبل : {آمِنوا بالذي أنزلَ عَلى الذِيْنَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ واكفرُوا آخِرَهُ لَعَلهُمْ يَرْجعُون} أي يرجع المسلمون عن دينهم إذا رأوكم رجعتم عنه ، وقال المنافقون : {لا تُنْفِقُوا عَلى مَنْ عِنْدَ رَسُول الله حَتى يَنْفضُوا} {والذينَ اتخَذوا مَسْجدَاً ضِرَارَاً وَكفْرَاً وَتَفْريقاً بينَ المؤمنين
أقول : وفي الجملة فعلماء الإسلام وعلماء السنة في السابق واللاحق لايجيزون هذا التفرق ولا هذا التحزب ولا هذه الجماعات المختلفة في مناهجها وعقائدها ؛ لأن الله قد حرم ذلك وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم ، والأدلة كثيرة وقد سبق سردها في مواطنها .
5- ومثل قول رسول اللَّـه صلي الله عليه وسلم (إن اللَّـه يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا ، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأن تعتصموا بحبل اللَّـه جميعا ولا تفرقوا . . .) الحديث
ومثل قول رسول اللَّـه صلي الله عليه وسلم (أوصيكم بتقوى اللَّـه والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيراً ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل بدعة ضلالة
وقال تعالى : "ولا تَكونُوا كَالذينَ تَفَرَّقُوا وَاختَلفُوا من بَعد مَاجَاءتهم البَينَات
فإذا كان هذا في حق المعلمين الذين ليس لهم مناهج ولا برامج ولا بدع تقوم لخدمتها والدعوة إليها برامجهم ومناهجهم ثم عليها يوالون وعليها يعادون ويقبلون ويرفضون فكيف بالجماعات أي الفرق والأحزاب القائمة على هذه المناهج والبرامج وما يتبعها مثل جماعات التبليغ وحزب التحرير ، وحزب حكمت يار ، وحزب سياف ، وحزب الجمعية الإسلامية ، وحزب صبغة اللَّـه ، وحزب جيلاني، وحزب الترابي ؛ فكم لهذه الأحزاب من الأضرار والأخطار ؟!
وكم ترتب على وجودها وما هي عليه من بدع وتحزب من مضار ومفاسد انعكس ضررها على عقائد الأمة وأخلاقها بل وجهادها ؟!
بل كيف لو رأى رسولُ اللَّـه وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة والتابعون وأئمة الهدى مالك والأوزاعي والسفيانان والحمادان والرازيان أبو زرعة وأبو حاتم والبخاري ومسلم وابن خزيمة وغيرهم وغيرهم ، كيف لو رأوا هؤلاء وهم يتولون هذه الجماعات وقاداتها وفيهم
الاسم/اميمه فاروق زغلول
معهد العالى للخدمه الاجتماعيه