جماعة المسلمين: هم من اجتمعوا على الحقِّ الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وسمُّوا أهل السنة والجماعة؛ لانتسابـهم لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، واجتماعهم على الأخذ بـها: ظاهرًا وباطنًا، في القول، والعمل، والاعتقاد. ودلَّ على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلا بـمثل حذو النعل بالنعل، حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانيةً كان في أمتي مثله، إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة»، فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «ما أنا عليه اليوم وأصحابي». فكان الصحابة رضي الله عنهم أول جماعة تجمعت في الإسلام، وكان تجمعها على النبي صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم، وقد أقرَّ النبي صلى الله عليه وسلم تجمعهم هذا وما اجتمعوا عليه، ولذا فلا شرعية لجماعة المسلمين إلا بـمتابعتها للجماعة الأولى وهي جماعة الصحابة. فظهر بـهذا أن للمسلمين جماعة واحدة، وليست جماعات متعددة
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجمع الله هذه الأمة على الضلالة أبدًا» وقال: «يدُ الله على الجماعة فاتبعوا السواد الأعظم؛ فإنه من شذَّ شذَّ في النار»