بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
العقل والدين
إننا عندما نتدبر ما جاء فى حديث شريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
( النساء ناقصات عقل ودين )
نجد أن البعض أخذ هذا الحديث على أنه
إهانه للمرأه وحط من شأنها ومنزلتها فى المجتمع وأنه اتهام لها بنقص العقل والدين .
لكن الحقيقه غير ذلك تماما لأن ذلك الحديث يشرح لنا طبيعة المرأه من ناحية التكوين ..
فالمرأه بطبيعة تكوينها تغلب عليها العاطفه .. وهذا ليس
بعيب .. ولكنه ميزه تناسب مهمتها فى الحياه .. لأنه مفروض بطبيعتها أن تعطى الحنان أكثر
.. ومن التفكير العقلى أقل .
إنها هى التى تحنو .. وهى التى تمسح الدموع .. وتضع مكانها الإبتسامه وهى التى تمسح تعب
اليوم وشقاءه عن زوجها وأولادها .. ولا يتم هذا بالعقل
ولكنه يتم بالعاطفه .
إن هذا لا يعنى طعنا فى فكر المرأه وذكائها .. وإن كان يعنى كشف عن طبيعتها .. ويهمنى
أن ألقى ضوءا على حدث هام كان للمرأه دور كبير فى
حسمه .. مما يدل على رجاحة العقل وحسن التصرف فكلكم يعرف قصة الحديبيه ودور
السيده أم سلمه رضى الله عنه فيها وقد رأينا أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أخذ برأى زوجته فى أمر من أشق الأمور وأشدها ولو كان عقلها ناقصا
.. نقص ذكاء أو نقص استيعاب .. مانزل نبى الله عليه
الصلاة والسلام على رأيها .. ولكن نقص العقل فى الحديث الشريف معناه أنها تفعل أشياء
يقف العقل عندها .. وإنما تفعلها بالعاطفه .
ولكى نفهم معنى الحديث الشريف .. لابد أن نعرف ما هو العقل .. ليفهم الناس من التسميه
مهمة العقل .. إن العقل مأخوذ من العقال .. وهو مقود
الجمل الذى لا يجعله يسير من غير هدى .. إنما يخضع لمشيئة راكبه ..
الجمل لو يترك على هواه من غير عقال .. لجرى هنا وهناك .. وكلما رأى عشب مثلا انطلق
إليه .. يسير يمينا ويسارا .. ولا يصل أبدا إلى المكان
يريد صاحبه أن يصل إليه ولكن مهمة العقال أن يكم حركة الجمل .. بحيث يسير فى
الطريق المرسوم .. الذى يوصله إلى الغايه المطلوبه .. فإذا
انحرف يمينا أو يسارا .. استخدم راكبه العقال ليجعله يسير فى الطريق السليم .. وهذه مهمة
العقل مهمته أن يكبح شهوات النفس ويجعلها تسير فى
الطريق المرسوم . أما الرجل فحياته عقلانيه أكثر من المرأه .. لأن مهمته هى السعى على
الرزق .. فلابد أن يرتب الأشياء ترتيب عقلى لا مكان فيه
للعاطفه .. فإذا لم يكن معه إلا بضعة جنيهات حتى أخر الشهر .. وجاء إبنه أو ابنته ..
وطلبا منه شيئا لا يعطيهما .. فإذا ألحا فى الطلب انفعل عليهما
وقد يضربهما لماذا ؟؟ لأنه حكم عقله بما هو مطلوب منه .. وأخذ الطريق الذى لا عاطفه فيه .
أما الأم إذا طلبا منها نفس المطالب ونزلت دموعهما .. ماذا يحدث ؟ ؟ إذا لم يكن معها المال
تقترض .. تذهب إلى الجيران لتشترك فى جمعيه تتحايل
بشكل أو بأخر حتى تأتى بما طلبوا ..
المهم أنها لا تفكر بعقلها تفكيرا كاملا بل تندفع بعاطفتها لإرضاء أولادها ..
ومثالا أخر لنفرض أن الأب عاد إلى بيته متعبا .. ويريد أن ينام ويستريح وإذا بطفله الرضيع
يبكى .. أول شئ يفعله الأب هو البحث عن مصلحته كما
يدله عليها عقله .. إنه يريد أن ينام .. ولديه عمل فى الغد فيذهب إلى حجره أخرى لينام
الأمر الذى لا يمكن أن تفعله الأم بأى حال من الأحوال مهما
كانت درجة التعب والإجهاد لديها .. وقس على ذلك مئات ومئات الأمثله
فهذه هى مهمة المرأه فى الحياه العاطفه أقوى من العقل ولولا ذلك لما استطاعت أن تتحمل
مشقة التربيه وصعابها .
أعتذر لكم فقد أطلت عليكم ...
(المرأه فى القرأن الكريم للشيخ الشعراوى رضى الله عنه )