خطاب العقل للعقل
خطاب إلى عقل كل من يبحث عن هذه الكنوز منذ سنين ولم يجد شيئاً ولا يزال الأمل يحيا في قلبه إلى كل من يصدق السحرة والدجالين وهم يستخفون بعقله ويأخذون ماله وهو لا يستيقظ ولا يفيق من هذا الوهم أقول له : اسأل نفسك سؤال واحداً وهو هل هذا الرجل الذي يطمعني في الكنز ويسرح بخيالي ويأخذ مالي هل استطاع أن يخرج كنزاً ولو لمرة واحدة في حياته ؟
وأقصد بهذا السؤال أن هذا النصاب لو كان استخرج كنزاً واحداً في حياته لما كان حالة هكذا بل لرأيت السيارات الفاخرة والعمارات والشركات و الأطيان وغيرها 00000000
ولكن ما هو إلا رجل استخف بعقل كل من يصدقون بأن الكنوز في كل مكان وبواسطة البخور يخرج هذا الكنز صاغراً ذليلاً لطالبه ومن هذا المنطلق تجده لا يتعب نفسه حتى في إخراج جنيهات قليلة ليشترى معك البخور المطلوب بل ولا يتعب نفسه ليحفر معك أو حتى ليحمل معك التراب 0
أخي العزيز كيف بك تصدق أن هناك رجلاً يقول أن هذا المكان به كنز يقدر بالملايين ثم يأخذ منك جنيهات قليلة مقابل الكشف ثم يتركك وينصرف وحتى لا يسأل عنك هل استخرجته أم لا وحتى أنه لم يشترط عليك بعد إخراج الكنز أعطني عدة آلاف من الجنيهات في الواقع لا يقول هذا لماذا ؟
لأنه على يقين تام بأن ما أخذه منك هو مكسبه فقط ولا يوجد شيء آخر يطمع فيه 0
ويقول الشيخ إبراهيم عبد العليم (فو الله لقد أصبحنا بهذه الأفكار أطفالا في أجسام كبار فنحن حينما كنا أطفال كان كل منا يحلم أن يجد خاتم سليمان أو مصباح علاء الدين أو الفانوس السحري الذي إن حكه أحد يخرج منه على الفور عفريتاً ضخماً يقول شبيك لبيك الدنيا ملك يديك فإذا طلب منه أي شيء فإنه يلبيه له في الحال فيأتي له بالأموال والمجوهرات أو يجعله ملكاً أو غير ذلك 0
وهذا كله كنا نصدقه ونحن أطفال ونحلم به لأننا كنا نعلم شيئاً ولم يكتمل عقلنا بعد ولما تقدم بنا العمر علمنا الحقيقة أن هذا كله من أساطير ألف ليلة وليلة ومع كبر السن تغير الحلم وأصبح كل منا يحلم بأن يجد حقيبة في أي مكان تكون مملوءة بالأموال لتحل له كل مشاكله 0
ولما تقدم بنا السن أكثر علمنا أن هذا كله وهم وبعدما اكتمل العقل إذ بكثير منا يعود أجهل وأصغر مما كان وأصبح يحلم هؤلاء بالزئبق الأحمر والجن الأزرق الذي سوف يجعله ملك العالم 0
فأفيقوا أيها المسلمون وإذا أرتم الغنى فاعملوا له ما عمله من غنى قبلكم من حلال وخذوا بالأسباب حتى تصلوا إليه فإن سنة الله عز وجل ماضية على أنه من جد وجد وأن لكل سعى نتائجه حتى لو كان الساعي كافراً 0
فنحن نرى الكفار وما وصلوا إليه من تقدم في الدنيا لأنهم أخذوا بالأسباب المؤدية إلى ذلك 0
ألا نكون نحن أحق منهم بإتباع الشرع و الأخذ بالأسباب ؟
ومع ذلك أقول لكم لا تخشوا من الفقر ولكن خافوا من فتح الدنيا عليكم فلقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم –(فو الله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم )رواه البخاري .
كشف الستار صــــــــ123-124