عن الذات الانسانية

من واجبات الإنسان ان يتحلى بالقناعة والثقة بالنفس وان يعرف قيمته الانسانية وما كرمه خالقه به وان يكون شعوره بذاته حسناً وراقياً لما له من تأثير على سلوكه واذا كانت افكار الانسان ومشاعره عن نفسه وذاته توحي له بأنه جدير بحب الناس وثقتهم وانه يتحلى بالصفات الحميدة والاخلاق الطيبة فان سلوكه يكون في العادة متفقاً مع افكاره ومشاعره وعلى العكس من ذلك اذا كان تفكير الانسان يشعره بأنه فاشل في الحياة وغير صالح في تعامله مع الآخرين وان الناس يمقتون بأنه فاشل في الحياة وغير صالح في تعامله مع الاخرين وان الناس يمقتون تصرفاته ويكرهون وجوده وعشرته فان ذلك يفقده الثقة بنفسه. وغالباً ما تنشأ الثقة بالنفس من خلال المؤسسات التربوية والتعليمية مثل البيت «المتمثلة بالوالدين» والمدرسة والتنشئة الاجتماعية ومن وسائل الاعلام بوسائل
ها المتعددة والمتطورة حديثاً ومن خبرات الانسان والاصدقاء ومن تجاربه في المواقف التي يتعرض فيها للفشل او النجاح للنقد او المديح للعقاب او الثواب والتربية الاسلامية والنبوية للمسلمين كانت اكبر عنوان على غرس الثقة وتهذيب الأخلاق وخلع ما رسخ من الأذى والفساد في النفوس.
والانسان كتلة من المشاعر والأحاسيس والحكمة الآلهية أوجدت في نفس الانسان الدوافع والانفعالات بآثارها المهمة والتي تصاحب النفس البشرية مثل الخوف والقلق والغضب والضحك والبكاء والسعادة والحزن والحسد والغيرة والندم وهناك علاقة وثيقة بين الدوافع والانفعالات.
والانفعالات تقوم بتوجيه السلوك فانفعال الخوف يدفع الى الهرب وانفعال الغضب يدفع الى العدوان والحكمة الإلهية اوجدت في نفس الانسان الدوافع واوجدت فيها الانفعالات التي يشهر بها الانسان، وردود الانفعالات تختلف من شخص الى آخر حسب ادراكه ومعرفته وسلوكه.
لذا يجب ان يكون لدينا نظرة سليمة تجاه الاشياء:
< لابد من معرفة الانسان لذاته ويعرف حقيقة نفسه ومن الخير أن يقدر ما بها من نواح للضعف واخرى للقوة وما بها من امكانيات خافية او مهملة والشقاء الذي يكابده الانسان يرجع الى انه لا يعرف ما يريد فمن اراد ان يتحكم في نفسه فليعرف نفسه ومن اراد ان يتوافق مع الناس ومع نفسه فليعرف نفسه.
< تعلم حل المشكلات التي تواجهك وحاول ان تحسمها فور ظهورها وان تتحمل مسؤولية حياتك وأخطائك.
< اتخذ لنفسك هدفاً في الحياة وهذا الهدف يحول دون تبديد طاقتك في امور عشوائية عقيمة لاتثمر وتحثك على أن تحيا حياة ناشطة.
< كن صريحاً مع نفسك ومع الغير بأمانة وشجاعة والبعد عن المواربة واللف والتكلف.
< ركز انتباهك في الحاضر ولا تكثر التحسر على مافات والتوجس مما هو آت ودرب نفسك بسرعة البت في الأمور والاعداد للمستقبل وهذا لايعني اغفال الخبرة الماضية بل نستفيد من خبرات الماضي والدروس والعبر التي مرت بنا بهدف تحسين ظروف حياتنا.
< الابتعاد عن لوم الآخرين والتذمر وسوء الظن وكثيرا ما نسمع الناس يتلامون في مقر العمل او مع آبائهم او مع رؤسائهم وسوء الحظ ولوم الاخرين يحد من طموحك وتصرفاتك ويمنعك من استخدام امكانياتك الحقيقة لذا يجب ان تتوقف عن لوم الآخرين.
< سامح واطلق سراح الماضي وانس الإساءة بقوله تعالى {والعافين عن الناس والله يجب المحسنين} سورة آل عمران آية رقم «134».
< ان الذات السلبية في الانسان هي التي تغضب بأخذ الثأر وتعاقب بينما الطبيعة الحقيقية للانسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.
وطالما ان الانسان باق على ظهر الأرض يستطيع بذل الجهد لاستثمار امكانياته المغمورة بداخله فالانسان يستطيع استغلال كنوز نفسه غير قابلة للفناء ومثل هذا الاستثمار النفسي يظل باقياً تستفيد منه الاجيال التالية اليس استثمار ارسطو وسقراط وأفلاطون وبيتهوفون وطه حسين والعقاد والرافعي وسيد درويش وغيرهم الكثير لمكنونات انفسهم ما يزال تراثاً نقطف من ثماره وننهل من ينابيعه بغير ان تنضب او تجف؟!
بارادة الانسان وقوة تحكمه وضبط ذاته يستطيع ان يظفر بحياة كريمة مفعمة بالتفاؤل والأمل والسعادة فالدهر ما بين غدو ورواح وضياء وظلام وهدوء وسكينة وصخب وضجيج لنسعد في كل لحظة من الحياة مع مختلف متناغضاتها لأنها هدية من الله سبحانه وتعالى وقبل ان تنقضي بالسبات والمنون.

وسمية المسلَّم