تنزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم في غار حراء بكلمة ( اقرأ ) ، فصدع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بالأمر ، فدعا إلى توحيد الله وعبادته وحده ، وإلى نبذ الشرك ، وكون جماعة تأتمر بأمره وتدعو إلى ما يدعو إليه ، وخاض – صلى الله عليه وسلم – معركة شرسة مع المشركين ، دارت حول أصول دعوته ، كما طالت هذه المعركة جماعته ، فاجتهد المشركون في إيذاء أفرادها ، وفي اضطهادهم ، وفي تعريضهم للفتنة في دينهم ، وفي صدهم عن الإيمان والارتباط برسولهم صلى الله عليه وسلم ، لكن الرسول ثبت وثبت معه صحابته ، ثم أكرم الله – تعالى – رسوله صلى الله عليه وسلم بأن مكنه في الأرض ، فهاجر إلى المدينة ، وأمر أصحابه بالهجرة إليها أيضا ، واجتمع في المدينة المهاجرون والأنصار ، وأصبحوا جماعة المسلمين ، وأنفذ فيهم رسول الله شريعة الله ، ثم اتسعت رقة التمكين حتى شملت الجزيرة العربية كلها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم توالى الخلفاء الراشدون بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فكانوا هم الأئمة الذين يقودون جماعة المسلمين ، ويحكمون فيها بوحي الله ، ثم جاءت الدولة الأموية ، وقاد الخلفاء الأمويون المسلمين ، وبرز دور العلماء المسلمين ، الذين هم ورثة الأنبياء ، فسدوا النقص الذي كان يقع فيه الخلفاء الأمويون ، ثم جاء من بعدهم الخلفاء العباسيون ، وتلاهم الخلفاء العثمانيون ، وفي كل الأحوال كانت جماعة المسلمين واحدة وكان يقودها ذلك الخليفة سواء كان أمويا أم عباسيا أم عثمانيا ، وكان العلماء يقومون بدور الموجه لهذه الجماعة ، المسدد لمسيرتها ، الجابر لنقصها .
صحيح أنه كان يستأثر بعض الأمراء أو الولاة بولاية من الولايات الإسلامية ، وقد يحصل بعضهم على نوع من الاستقلال الإداري في فترة من فترات التاريخ الإسلامي ، لكن المسلمين كانوا يبقون متصلين مع بعضهم ، غير متأثرين بهذا الاستقلال ، أو قل بهذا الاستئثار ، مجسدين حقيقة أنهم جماعة واحدة هي جماعة المسلمين ، وكان العلماء يزيدون من لحمة هذه الجماعة بكونهم نقاط اجتماع المسلمين وتجمعهم .
الاسم/نفيسة نوبى على التخصص/اللغة العربية
المجموعة رقم (1) الرقم التسلسلى ( )