ادارة الذات من المنظور الاسلامى
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺘﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻣﺔ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻟﻬﺎ ﻫﻮﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻴﺰﺓ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﻨﺎﻭﻝ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻨﻈﺮﺓ ﻋﻘﺪﻳﺔ، ﺗﻔﺮﺽ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ، ﻭﺑﺎﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻧﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻗﻄﻌﻨﺎ
ﺷﻮﻃﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻓﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺕ. ﻓﺒﺪﺍﻳﺔ ﻧﺴﺄﻝ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ؟ ﻭﻫﻞ
ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻌﻲ ﻹﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺪﻑ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ؟
ﻭﻫﻞ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺷﺨﺼﻴﺘﻨﺎ ﺗﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﻫﺪﻱ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ؟
ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻘﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺯﺍﺩﻫﺎ ؟ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻻ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ
ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻭﻓﻖ ﺭﺅﻳﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻣﻨﻀﺒﻄﺔ .
ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻖ ﻧﺒﺪﺃ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻧﺪﻳﺮﻫﺎ. ﻭﻟﻨﺴﺄﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻧﺪﻳﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺬﺍﺕ ؟ ﻫﻞ
ﻧﺪﻳﺮﻫﺎ ﻟﻠﻪ ﺃﻡ ﻷﻧﻔﺴﻨﺎ؟ ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻀﻊ
ﻧﺼﺐ ﺃﻋﻴﻨﻨﺎ ﺍﻟﻬﺪﻱ ﺍﻟﺮﺑﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ " ﻗُﻞْ ﺇِﻥَّ ﺻَﻼﺗِﻲ ﻭَﻧُﺴُﻜِﻲ ﻭَﻣَﺤْﻴَﺎﻱَ ﻭَﻣَﻤَﺎﺗِﻲ ﻟﻠﻪ ﺭَﺏِّ
ﺍﻟْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ * ﻻَ ﺷَﺮِﻳﻚَ ﻟَﻪُ ﻭَﺑِﺬَﻟِﻚَ ﺃُﻣِﺮْﺕُ ﻭَﺃَﻧَﺎ ﺃَﻭَّﻝُ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ " ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ: ﺍﻵﻳﺎﺕ .163-162
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ يسأل الانسان نفسه وﻳﻌﺮﻑ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺪﻳﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺿﻮﺀ ﻋﺒﻮﺩﻳﺘﻪ ﻟﻠﻪ، ﻧﻨﺘﻘﻞ ﺑﻪ ﺇﻟﻲ ﺑﻌض
ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻬﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻓﻴﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﻓﻨﻴﺔ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺕ:
١- ﺍﺻﻄﺤﺎﺏ ﺍﻟﻨﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳﺆﺩﻳﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ- ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ- " ﻓﻼ ﺗﻌﻈﻦ ﺇﻻ
ﺑﻨﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﻤﺸﻴﻦ ﺇﻻ ﺑﻨﻴﺔ، ﻭﻻ ﺗﺄﻛﻠﻦ ﻟﻘﻤﺔ ﺇﻻ ﺑﻨﻴﺔ .
٢- ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻓﺎﻟﻮﻗﺖ ﻋﻨﺼﺮ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻌﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻳﻘﻈﺔ ﺗﻜﻠﻴﻔﻴﻪ.
٣-ﺃﻥ ﻳﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺫﺍﺗﻪ ﻧﺤﻮ ﻫﺪﻓﻪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ، ﻭﺃﻥ ﻳﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﺎﺗﻪ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ
ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﻨﻪ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻑ، ﻭﺃﻥ ﻳﺤﺬﺭ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺘﻐﺎﻝ ﺑﺎﻻﺧﺘﻼﻑ ﻭﻓﺮﻋﻴﺎﺕﺍﻷﻣﻮﺭ.
٤-ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ ﺇﻋﺎﻗﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻦ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻷﻫﺪﺍﻓﻪ.
٥-ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ فيبدأ بالكليات وينتهى بالفرعيات .
٦- ﺃﻥ ﻳﺘﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﻮﺍﻫﺒﻪ، ويوجهها فى الطريق الصحيح .
٧- التخلص من داء التسويف .
٨- ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺮﻛﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺍﻷﻋﻤﻰ، ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻣﺘﻤﻴﺰﺍً ﻋﻦ ﺃﻗﺮﺍﻧﻪ، ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩ ﻟﻼﻧﻄﻼﻕ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ .
٩- ﺃﻻ ﻳﺘﺮﺧﺺ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻨﺪ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﻟﺬﺍﺗﻪ، ﻓﺎﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻨﺎﻕ ﺍﻟﻤﺘﺮﺧﺼﻴﻦ، ﻭﻟﻴﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ
ﺣﻴﻞ ﺑﻴﻦ ﻫﺪﻓﻪ ﻭﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺑﻔﻌﻞ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻭﺗﻮﻗﻒ ﻫﺪﻓﻪ ﻓﻠﻴﻌﻠﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻴﻌﻮﺽ ﺧﻴﺮ ﻣﻨﻪ .
١٠-ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ .
١١- تقسيم ادارة الذات وترتيب الاولويات وفقا لقدراته وميوله .
١٢- ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺕ من حين لاخر .
* ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﺈﻥ الانسان ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻋﻠﻤﺎً ﻳﻘﻴﻨﻴﺎً ﺃﻧﻪ ﺑﺈﺩﺍﺭﺗﻪ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﻓﻬﻮ
ﻣﻴﺴﺮ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﻘﺪﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﺨﻴﺮ، ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻓﻴﻪﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻔﻼﺡ .
الاسم : اسلام محمود امين عبدالعظيم
مجموعة : ١
شعبة : لغة عربية