بـسـم الله الـرحـمـن الـرحـيـم
كيفيه تطوير الذات
أيـهـا الإخـوٍة وٍ الأخـوٍات
سوف نتكلم في هذه الدروس عن كيفية تطوير الذات ،.. أعني به لو إنسان قال لك : أنا لا أعرف أن أبتسم ، فتقول له : حاول أن تبتسم ، فيقول لك : والله أنا حاولت فلا أستطيع أن أبتسم ..
ماهي الطريقة التي تجعله يستطيع أن يفعل ذلك .؟
وواحد آخر يقول : أنا لا أستطيع أن أتحدث مع الذي أمامي حسب ذهنه وقدراته ، كيف نعلمك أن تصل إلي المرحلة التي تقيس ذكاء الذي أمامك وتعطيه الكلام الذي يستحقه والذي يصلح لمثله ..
سنتكلم أيضاً عن المهارات فى الكلام ونحو ذلك ..
بعض الإخوة يحضر هذه الدورات سواء في المسجد أو في المراكز التدريبية وهو قد وضع فى نفسه أنه لا يمكن أن يتغير ، إنني سأتكلم مثلاُ عن أنه مما يبغض الناس فيك كثرة الغضب ثم سأذكر سبع طرق
لأجل التغلب علي الغضب ..لا أريد واحداً من الحاضرين يقول : صحيح لكن أنا لا يمكن أن أترك الغضب أبداً أنا أصلاً أبي غضوب وأمي غضوبة وأخواتي غضوبات وجيراننا غضوبين والسائق غضوب
وأبت وعمي غضوبين وتقريباً الولد الذي في بطن زوجتي غضوب ويبدأ يسد عليك الباب .. إذاً لماذا حضرت ؟! ..
وأحياناً تقول لبعض الإخوة - لابد - إن من الأخلاق السيئة مثلاً فرضاً يعني في الطعام إنك تفعل كذا وكذا مثلاً ..فيقول المسلم : أنا تعودت أنا لا أستطيع أن أغير هذا ..
إذاً ياأخي لماذا حضرت وأتعبت نفسك وجئت بالسيارة .؟ ..أريد أيها الإخوة لكل من يحضر معنا أن تكون عنده القدرة علي تغيير نفسه وعلي تطويرها ..
أذكر أني ألقيت هذه الدورة في الرياض ألقيتها فى مركز تدريبي لمدة ثلاثة أيام ففوجئت بالدورة التي بعدها .. نفس الدورة ألقيتها بعدها بشهر ..ففوجئت ببعض الإخوة وهو أخ ، قد تخرج من كلية الطب
وهذا الأخ حضر الدورة الأولي وحضر الدورة الثانية ومعه نفس المذكرة التي وزعناها فى المرة الأولي وجلس يسمع نفس الكلام .. فناديته وقلت له : يازيد تعالي .. أنت حضرت عندي الدورة الأولي .؟
قال : بلي ، قلت : مالذي جاء بك فى الدورة الثانية مع أنك تدري أنني سأكرر نفس الكلام بدليل أننا وزعنا عليكم نفس المذكرة التي نشرحها ..
فقال : والله ياشيخ بعد الدورة الأولي كل من أعرف من زملائي ..إخواتي .. جيراني .. كل من أعرف قالوا لي : يازيد أنت تعاملك معنا متغير إلي الأحسن .. يقول : فقلت : ماداموا قد لاحظوا علي هذا
التغيير للأحسن فينبغي أن أحسن أكثر .. فجئت لأجل أن أثبت معك هذه الأمور .. وفعلاً كنت ألاحظ منه الإهتمام جداً يكتب كل صغيرة وكبيرة حتي الأمثلة الواقعية يحاول أن يشير لها حتي يتذكرها لو أراد
أن يحكيها لأحد .. إذاً أيها الإخوة والأخوات ينبغي لنا عندما تستمع إلي شئ يكون فيه نوع من التنبيه علي أخطاء عندنا ينبغي أن يكون عندنا الشجاعة لأجل تطوير أنفسنا ..
فبعض الناس الآن قد يحضر خطبة جمعة حول بر الوالدين ، ورغم ذلك يبقي عاقاً لوالديه ليس لأنه يجهل حكم عقوق الوالدين كلا بل إنه يعلم أن عقوق الوالدين محرم ويعرف الطريقة التي يتوب بها من
عقوق الوالدين لكنه مع ذلك ما عنده عزيمة ليكسر الحواجز بينه وبين بر الوالدين ويدخل إليه ..
كذلك بعض الناس يحضر خطبة جمعة عن أكل المال الحرام وهو يأكل مالاً حراماً أو يحضر خطبة جمعة عن غض البصر ، وهو يطلق بصره فى المحرمات إلي غير ذلك من الأمثلة التي فيها نوع محرم ،
فإذا حضرت خطبة عن غض البصر وتعلمت فضله ، أو حضرت خطبة عن تحريم معاكسة الفتيات وتعلمت ما يتعلق بذلك أو حضرت أي خطبة حول بعض الأمور التي فيها نوع خلل فلماذا لا تعدل من نفسك .؟
قد يقول الرجل هنا أنا مقتنع بأنني بحاجة إلي تعديل نفسي لكن أنا ما أقدر علي ذلك ، إذاً فما الفائدة من حضورك هذا .؟
أنا أريدك أن تكون بطلاً بحيث تستطيع أن تطبق كل مهارة تتعلمها ، نعم أيها الإخوة عندنا أحياناً مهارات وقدرات لم يفلح أحد في إكتشافها ولم نكتشفها نحن الآن ..
تقرؤون فى بعض الأحيان مقابلة مع بعض المغنين يسألونه كيف بدأت الغناء وكيف فعلت كذا ، ومن ضمن الأسئلة التي يسألونه إياها .. كيف بروزك إلي الوسط الفنى .؟
فيجيب قائلاً : كان الفضل لله تعالي أولاً ثم للمطرب فلان الذي اكتشفني وهذا موجود بكثرة فى المجلات التي تعمل مقابلات مع هذا أو ذاك كيف إكتشف ذلك المطرب .؟
مر بهذا الشاب يردد أغنية ، فقال هذا والله صوت حسن كرر هذه الأبيات أعطني هذه الأغنية تعالي معنا إلي الإستديو وضع له بعض المحسنات وجد إن نبرات صوته تجعله صالحاً لأن يكون مغنياً فشجعه إلي أن جعل منه مغنياً ويكون عليه وزره ووزر من ضل به إلي يوم القيامة ...
لكن المقصود أن هناك قدرات أهل الباطل يكتشفونها فى أصحابهم بينما أهل الحق لا يزالون لم يستطيعوا أن يكتشفوا ذلك ..
وأعطيكم الآن مثالاً ، الآن البرنامج الذي ظهر منذ فترة وصار عليه ضجة ستار أكاديمي هذا البرنامج إنما أنشئ لأجل إكتشاف قدرات كامنة فى أقوام لإنتاج مغنيين وأنتم تعرفون أن المغنيين بدأوا يموتون واحد إثنان ثلاثة فمشكلة لابد أن تبحث الأمة عن مغنيين جدد حتي لا يموت هذا الفن ، وقد بدأوا وهم يقيمون مثل هذه البرامج لأجل أن يكتشفون مغنيين جدد ..
وأنا أسأل السؤال ، الآن ياجماعة لو أقمنا مثل هذا البرنامج لاكتشاف أناس عندهم قدرة علي الإقناع ألم نجد .؟ بلي ، سوف نجد ..
وكذلك لو أقمنا مثل هذا البرنامج وجمعنا مائة من الشباب ووضعناهم في بيت وقلنا له : هيا ، إن كان هؤلاء عندهم مسابقات فى الفن والغناء أنتم عندكم مسابقات فى إلقاء الكلمات وبدأنا نشجعهم علي هذا وعملنا معهم لقاء كل أسبوعين - مثلاً - لقاء مع داعية من الدعاة والله لاكتشفنا قدرات عند شبابنا لم يستطيع أحد أن يحركها ..
في يوم من الأيام أقبل رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم يسأله مالاً ، ومعلوم أن النبي صلي الله عليه وسلم من منهجه أن لا يعطي الشخص الذي أمامه حل مباشرة ، وإنما يجعله يشعر أن الحل من عنده هو لا من عند الرسول صلي الله عليه وسلم ..
فالمقصود من هنا أنه كان يعطي منهجاً فأقبل عليه هذا الرجل يوماً فقال يارسول الله : أنا فقير ، فقال له النبي صلي الله عليه وسلم :"هل عندك شئ فى البيت .؟" فذهب الرجل إلي بيته وبحث فوجد نعلين
قديمين فأحضرهما وجاء بهما إلي الرسول صلي الله عليه وسلم فأخذهما رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال : " من يشتري هذين النعلين .؟" فاشتراهما رجل من الصحابة بدرهمين ، فأخذ النبي صلي الله عليه وسلم الدرهمين وأعطاهما للرجل وقال له : " اشتر حبلاً وفأساً "..
لماذا يارسول الله .؟ اذهب اشترهما ثم نفهمك القضية بعد ذلك فذهب الرجل واشتري فأساً وحبلاً وجاء إلي النبي صلي الله وجلس ..
هذا الرجل عنده قدرات لكنه لا يستطيع أن يكتشفها ،فقال له النبي صلي الله عليه وسلم :" خذ هذا الفأس وهذا الحبل وإذهب إلي المكان الفلاني وقطع الحطب واربط الحطب بهذا الحبل واحضره عندي "، فذهب الرجل وقطع الحطب وجاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم وجلس ، فقال النبي :" من يشتري هذا الحطب .؟" فباعه بدرهم أو درهمين ،ثم ناول النبي صلي الله عليه وسلم المال للرجل ، فقال له :" خذ درهماً اشتر به طعاماً لأهلك ولولدك ودرهماً اشتر به نعلاً بدلاً من نعلك "..
وبذلك قضي النبي صلي الله عليه وسلم لأسرة كانت مشكلتها الفقر قضي علي هذه المشكلة واكتشف الرجل أن عنده قدرة لكنه معطل لها غير مستغل لها ، إذا نحن عندنا قدرات نستطيع أن نفعلها .. بعض الناس عنده قدرة علي أن يجذب الناس إليه وبعض المدرسين عنده قدرة علي التأثير علي الطلاب وبعض الموظفين عنده قدرة علي التأثير فيمن حوله وبعض الإخوات عندها قدرة ، كذلك بعض الأزواج عنده القدرة علي التأثير في زوجته وأولاده ..
بعض الناس يستعلم عن هذه المهارات فيقول : هذه المهارات وهذه الفنون التي سوف نتكلم عنها وهذه القواعد التي تجعلك تحسن التعامل مع الناس ما فائدتها وما ثمرتها .؟
فائدتها أولاً : إنك ستستمتع بحياتك ..
أيها الأحباب أي متعة أعظم من أن تشعر أن الناس كلهم يحبونك .؟
إذاً فأنت تستطيع أن تجذب الناس إليك بالتعامل من غير أن يعلموا ما وظيفتك وما قدراتك مجرد ابتسامتك فى وجوههم استطعت أن تجذب الناس إليك وتجعلهم بين يديك .. وهذا ما كان يفعله النبي صلي الله عليه وسلم مع أصحابه استطاع صلي الله عليه وسلم أن يجرهم ويجذبهم إليه بمثل هذا التعامل الحسن ..
أخي ما الذي يمنعك من أن تبتسم .؟ أريدك إذا جلست فى مجلس يوماً طبقها من الليلة ، إذا كنت مدعواً علي العشاء وأريدك إذا دخل واحد من المدعوين وأراد أن يسلم دقق في الناس وهم يسلمون ستجد أن الناس أنواع فمنهم من لا يريد أن يبتسم فتجده يسلم عليك ، ويقول : حياك الله وهو مقطب الجبين ..
وستجد عند التعامل مع الناس أن القليل منهم هو الذي يستطيع أن يكلمك عن التلقي بك مع أنه يستطيع أن يفعل ذلك وهو يفعله أحياناً عندما يشعر أن الذي أمامه بينه وبينه مصلحة،فالإبتسامة فقط لهذا الذي يرجو منه مصلحة ، أما غيره فلا توجد مصلحة ، فلا يرجو ولا يريد منه شيئاً وهذا مع الأسف واقع عند المسلمين وعند غيرهم أيضاً ...
وانظر إلي ما يقوله الصحابي الجليل جرير ابن عبدالله البجلي رضي الله عنه يقول : ما حجبني رسول الله صلي الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم في وجهي ..
*** إسـلام خـالـد بـن الـوٍلـيـد :-
وهذا الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه يحكي قصة إسلامه ، فيقول : أقبلت إلي المدينة ، لأجل أن أدخل فى الإسلام ، فلما رآني رسول الله صلي الله عليه وسلم مقبلاً من بعيد ، تبسم فلم يزل متبسماً حتي وقفت بين يديه ، فانظر إلي التأثير .. ( أحبتي فى الله .. لو لم تكن هذه الحركة أثرت فى خالد ابن الوليد هل كان سيذكرها فى القصة ..
فالواحد منا دائماً لا يذكر إلا الأشياء التي أثرت فيه فلم يقل خالد مثلاً : وجعلت الريح تحرك ثوبي ، لم يقل مثلاً : وكان النبي صلي الله عليه وسلم يحرك عمامته يعدلها .. هذا ما أثرت فى القصة لم يقل : نظر إلي وهو يكلمني لانه قد اعتاد أن ينظر إليه الناس وهم يكلمونه لكن لأن التبسم علي خلاف ما يفعله الناس لذلك أثر فيه .. خالد بن الوليد كافر لم يسلم بعد وكان سبباً في هزيمة المسلمين فى أحد وكان يعذب المسلمين في مكة كل ذلك قبل الإسلام ومع ذلك أول ما رآه النبي من بعيد تبسم في وجهه صلي الله عليه وسلم ..
فلماذا لا تستخدم هذه المهارات عن التعامل مع الناس .؟
*** تـفـاوٍت الـمـهـارات :-
وانظر إلي تفاوت الناس فى مهاراتهم تجد أن أمر ظاهر عندنا جميعاً ، فالآن قد يأتيك اثنان من الخطباء كل واحد منهما أخذ يعد في بيته خطبة عن صلة الرحم وأقبل : ففتح كتاب الشيخ ابن حميد " خطب الجمعة " عن صلة الرحم ، صور الخطبة علي الآلة التي عنده البيت ، ثم طلع ليخطب خطبة الجمعة عن الرحم فى نفس اليوم تجد أن الخطيب الأول وهو يخطب عن صلة الرحم الناس منهم من يبكي ومنهم من يستعبر ومنهم من خفض رأسه متأثراً ومنهم من فتح عينيه وشده معه ، إلي أن انتهي من الخطبة ..
والخطيب الثاني خطب والناس منهم من يتثاءب ومنهم من ينظر إلي الساعة يريد أن ينتهي الخطيب ومنهم أناس جلسوا يخططون علي الفرش مربعات ومثلثات ومنهم من جلس ينظر إلي اللمبات والكشافات ، ومنهم من ينسي ويخرج جواله ويقرأ الرسائل ويدخله ثانية ، ومنهم النائم لماذا هذا .؟ لماذا اختلفوا .؟ بسبب القدرة في الإلقاء القدرة علي الإلقاء ..
ومثل هذا مدرس فى مدرسته يخرج ليمشي فى الممر أو بعد الصلاة فتجد أن أربعة طلاب أو خمسة طلاب يمشون معه ، ومدرس آخر قد يمشي يهش الذباب عن وجهه وماحوله أحد فهذه مشكلة .. وضع مثل هذا فى الولائم فأحياناً لو كان هناك عرس وأقبلت أنت إلي العرس ، تلاحظ أن بعض الناس يأتي ويسلم ثم يذهب ويجلس وحده فى مكان فتري واحداً قد جلس عن يمينه ، ثم جاء واحد آخر وجلس عن شماله ، ثم ثالث قد وقف أمامه ثم رابع وخامس لماذا هذا .؟ هل هذا مغناطيس يجذب الناس إليه ...
كيف استطاع أن يصل إلي هذه القدرات .؟ مع أنه أحياناً قد يكون عنده نوع من المعصية حتي لا يقول بعضكم : ياشيخ هذا قبول يضعه الله لمن يشاء ومسألة قبول يضعه الله لمن يشاء ، هذا يذكرني ببعض الناس ، إذا قلت له ياشيخ : ماشاء الله عليك والله إنك لخطيب جيد ، علمني كيف استطيع أن أخطب خطبة جيدة مثلك فيخاف من أن تأخذ الجو عليه ، أو تغطي الجو عليه ، فيقول لك : هذه قدرات يضعها الله رب العالمين ، حتي يغلق الباب عليك ، كذلك بعض معبري الأحلام ممن يعبرون الأحلام ، إذا جئت لتسأله وتقول له : يا أخي كيف تعبر الرؤيا .؟ أعطني الأسس والقياسات التي تقيس عليها ، كيف تعلم أنني عندما أسلم علي امرأة فى المنام فهي دنيا .؟ كيف تقول أنني لو سبحت فى بحر فمعناها أنها فتنة كيف تعلم .؟ علمني ، من الممكن يعلمك أسبوع أسبوعين وقد تعبر أحياناً ممكن إلي ستين بالمائة لكن بعضهم يسد الباب ويقول : هذه فطرة من الله عز وجل يضعها فى الإنسان فكذلك هذا الذي يقول لك يا أخي هذا يحبه الناس ، لأن هذا قبول يضعه الله ..
فهل طالب العلم العالم الزاهد الذي يأتي ويجلس وحده فهل هذا فاسق فاجر الله لا يحبه ، ولهذا لم يجلس معه أحد فالمسألة ياجماعة قدرة علي أن يجذب الناس إليه ..
*** دعـوٍة ـإلـي الـصــلاة :-
ذكروا أن رجلاً كان ذاهباً يوماً إلي المسجد ليصلي الظهر وفي أثناء الطريق رأي رجلاً واقفاً علي نخلة يخرص رطباً ويجمع الرطب والإقامة للصلاة قريبة بعد قليل ، فتضايق هذا الرجل الذاهب لصلاة الظهر ، فقال : أعوذ بالله لهذه الدرجة الدين ما يساوي شئ عندك أنت يا فلان واقف علي هذه النخلة ، والإمام يقيم الصلاة بعد قليل ، فغضب صاحبنا وقال : يا هذا أنت ما سمعت الأذان ، قال : نعم سمعت الأذان فقال صاحبنا : انزل ياحمار ، فقال الرجل : أنا حمار أنا سأعلمك أني حمار وأخذ عسيب من النخلة ونزل فجري صاحبنا إلي المسجد وخاف أن يضرب فلما جاءت صلاة العصر طبعاً صاحب النخلة هذا نزل وصلي في بيته وتناول الغداء ونام له ساعة ، أو ساعة ونصف وطلع مرة أخري ليكمل خرص الرطب ، وبينما هو يعمل وإذا بصاحبنا خارج ليصلي العصر ووجد هذا الرجل علي النخلة نفسها يقطع ويخرص هذا الرطب والإقامة قريبة لصلاة العصر ، فجاء إليه واستعمل مهارات معه فجاء إليه وقال : السلام عليكم ، وهو مشغول بهذا الرطب ، فقال له : عسي أن تكون الثمرة طيبة هذه السنة ، فقال الرجل : الحمدلله ، فقال صاحبنا : الله يبارك لك ويوفقك ويرزقك ويجزيك خيراً عن وقفتك فى هذه الشمس ويجعلك يارب مبارك فى ذريتك وعيالك ويعظم الله الأجر فقال الرجل فى سرور : الله يجزيك خيراً آمين آمين ..
فقال الرجل : ربنا يجعلك تربح إن شاء الله .. ثم قال الرجل : ولكنك مع هذا التعب وهذه الشمس واليوم حار قليلاً أظنك ما دريت وما علمت أنه قد أذن لصلاة العصر والإقامة بعد قليل ، عسي الله أن يجعلك فى الجنة والنعيم أنت ووالديك ، فقال الرجل : والله جزاك الله خيراً والله ما انتبهت إلا الآن ، وألقي ما بيده ، ثم جاء وسلم علي صاحبنا وقال : والله جزاك الله خيراً علي أنك ذكرتني بالصلاة ، والله يا أخي أنت أحسن من واحد جاءني الظهر ويقول لي : صل يا حمار والله لو أدري من هو لأضربنه ..
أخي انظر الي الفرق فالغاية التي يسعي لها صاحبنا فى الحالتين واحدة ، إنك تنزل وتصلي ، لكن المرة الأولي سلك طريقاً وعراً فتورط في هذا الطريق وتوقف فى منتصفه ..
بعض الناس ياجماعة يحرص علي اكتساب المال ، بينما لا يحرص علي اكتساب الرجال ، مع أن كسب الناس هو طريق فى الحقيقة لكسب المال ، أليس كذلك .؟
أعطيكم مثالاً : الآن لو دخلت إلي بقاله ، أول ماجئت لهذه البقالة تقول : السلام عليكم صديق أنا أبغي واحد لبن ، فيقول لك : اذهب إلي الثلاجة وخذ ماتريد من اللبن ، ذهبت أنت إلي الثلاجة وفتحتها ولم تجد لبناً فناديت عليه قائلاً : صديق هذه الثلاجة كلها عصير ، أين الثلاجة التي فيها اللبن .؟ فيقول لك : أنت لا تري في هذه ابحث فى الثانية ..فجئت أنت إلي الثلاجة الثانية وفتحتها فوجدت مثلاً اللبن تاريخه قديم ، فقلت له : صديق أنا ما أبغي لبناً كهذا ، أنا أريد الثاني ، فيقول غاضباً : أنت ما تري ، ثم يأتي عندك ويصرخ فيك : أنت ما بتشوف بالله عليك هل ستشتري منه .؟ أظنك لن تشرب اللبن إلي أن تموت .. وممكن تبغض اللبن ، وقد يسد نفسك عن اللبن فانظر إلي سوء تعامله الذي قد يجعله يفسد المال ..
لكنك لو دخلت وقلت : السلام عليكم صديق .. هل في لبن .؟
فقال : نعم .
قلت له : أين .؟
قال لك : مكانك وجاء وأخرج لك اللبن ثم أحضر الكيس ووضع فيه اللبن وقال لك : تفضل وابتسم ، أخذت اللبن وأخرجت الخمسة ريالات ،فقال لك : لا لا خلي علينا خلي علينا ، فتصبح تأتي وتشتري دوماً من هذه البقالة ..لقد استطاع هذا الرجل أن يكسب الناس فاستطاع تبعاً لذلك أن يكسب المال ، لذلك تجد بعض الناس ممن عنده قدرة علي التفاوض والتلطف مع الناس ، يعمل مندوب مبيعات ناجح مع أنه قد يكون غير متخرج من جامعة ، لكنه إذا جاء وهش وبش فى وجهك وتلطف ..
أحياناً بعض الناس يفتح البقالة ويجلس ويبيع بشكل عجيب ، كل هذا لأن عنده قدرة مغناطيس يستطيع أن يجذب الناس إليه
السؤال المهم الآن هو : هل هذا المغناطيس فقط يضعه الله عز وجل .؟ هل لا تستطيع أنت بسعيك أن تستنزله من الله ، وأن تجعل الله تعالي يوفقك إليه
بل وبممارسة مهارات معينة تستطيع أن تصل إلي مثل هذا الحال إن شاء الله
لكيفية تطوير الذات وهناك طرق اخرى
عرف إدارة الذات بأنها القدرة على استخدام مواردك الشخصية . ومن أهم الموارد الشخصية التي يجب على الإنسان أن يديرها بفاعلية هي كما بالخريطة الذهنية الموضحة بالشكل في الاعلى.
التفكير: و هو قدرتك على التفكير في الموضوعات المطروحة بوضوح وإبداع . وهناك مبدأ أن جميع الأمور يتم انجازها مرتين ، يوجد انجاز ذهني أولى ، يليه انجاز مادي . وطبقا لمدى عدم التزامنا بالتماشي مع هذا المبدأ و تحمل المسئولية عن المرحلة الأولى، فإننا نقلص فرص النجاح .
الشعور : وهو قدرتك على التواصل مع فريق العمل من خلال " إدارة مشاعرك ". تساعدنا المشاعر ، شانها شان التفكير، على أن نتكيف وسط العالم الذي نعيش فيه و كذلك مع بيئة العمل . وقد تكون المشاعر غير مناسبة عندما ننقلها من مكان لأخر من أمثلة ذلك ، حمل المشاعر من المنزل إلى العمل و العكس .
الارادة : وهى المحرك للسلوك الانسانى ،و تعرف بقدرتك على تحفيز نفسك لاتخاذ تصرف ما ، فالإرادة الإنسانية أمر مدهش ،و يطلق عليها في بعض الأحيان التحفيز الذاتي. وعلى الرغم من اهمية التفكير الواضح و إدارة المشاعر فإنهما لا يكفيان وحدهما ، إذا يرتبط تمتعك بالفاعلية ان تكون قادر على تحفيز نفسك .
التطوير الشخصي: وهو قدرتك على تعزيز مواردك الشخصية ، وتزويد نفسك بالمعرفة و المهارة التي تساعدك على إدارة نفسك وفريق العمل . وتصبح أكثر قدرة على تحقيق أهدافك بفاعلية .
ولا يتساوى معظم الأفراد في تلك القدرات الشخصية ، فالبعض على مستوى جيد جدا من التفكير ولكن لا يستطيع ترجمة الأفكار إلى أفعال و البعض مرتبط بشكل قوى بالمشاعر و يعانى تشويش في الأفكار و البعض يندفعون في تصرفاتهم قبل أن يفكروا في الأمور و ربما وصل آخرون لمستوى جيد من التفكير و الشعور و الإرادة ولكنهم لا يستطيعون التحرك لإضافة اى تطور شخصي آخر . والإنسان المتوازن هو الذي يحاول تنمية هذه الموارد بشكل متساوي
بادر بمسئولية تطوير ذاتك..درب نفسك بنفسك"خطة تطوير ذاتك يجب أن تصنع وفقاً لاحتياجاتك و أهدافك..
هناك 3 مراحل أساسية تأتي قبل بناء الخطة: (الخطوات التالية ستحتاج منك إلى ورقة وقلم)
المرحلة الأولى: تعرف على احتياجاتك و حددأهدافك
اسأل نفسك: ماذا أفعل في هذه الحياة؟
صنف اهتماماتك إلى أبواب
مثال: اهتماماتي في الحياة هي:
-علاقتي بربي
-عائلتي
-عملي
-قراءاتي
-...الخ
اكتب الأهداف التي تريد أنتحققها في كل مجال لفترة محددة من الزمن
مثال:
-في عملي أريد أن أصبح مديرالتسويق في خلال سنة من الآن.
-في مجال علاقتي بالله أريد أن أحفظ 6 أجزاء منالقرآن في خلال سنة من الآن.
-أريد أن أتقن اللغة الإنجليزية في عام.
-أريدأن أفقد الوزن الزائد و أصبح 60 كجم بحلول العام القادم.
المرحلة الثانية: اعرف نفسك
لكي تعرف نفسك أكثر قم بالتالي..
-استرخ و تذكر كافة النشاطات التي قمت بها في حياتك..تذكر بداية من طفولتك و حتى الآن
-اكتب هذه النشاطات على الورقة
مثال:
قد تكون تلك النشاطات هواية, لعبة لعبتها في صغرك, عمل تطوعي قمت به, مشروع دخلت فيه, وظيفة سابقة أو حالية,...الخ
-صف باختصار ما قمت به في كل نشاط..استخدم أفعالاً تصف نشاطك مثل (صممت, كتبت, نظمت, أدرت, تفاوضت, شرحت, حسنت, ربحت, أنجزت,...الخ)
-اكتشف المهارات التي استخدمتها أو تعلمتها في كل نشاط و اكتبها على الورقة (مهارات اتصال, كتابة, تنظيم, تخطيط, حل مشاكل,....الخ)
-صف نفسك فيجمل
مثال:
-أنا جيد في إقناع الناس, اكتسبت ذلك بالخبرة.
-أنا أملك مهارة تحليل الأحداث.
-تعلمت العمل الجماعي من لعبي لكرة القدم.
-أنا جيد في الكتابة, دائما أراسل أصدقائي.
-أناأستطيع تحقيق الأهداف الفردية, دائماً ما أفوز في المنافسات.
-أنا جيد فيالتخطيط, تعلمت ذلك من ذهابي للمعسكرات.
-و هكذا
المرحلة الثالثة: قيم نفسك
لتقييم نفسك في سوق البشرية قمبعمل التحليل التالي:
نقاط القوة: من الممكن أن تعرفها من مهاراتك.
نقاط الضعف: أظن أنك تعرفها.
الفرص المتاحة: فرصتك تأتي من الشيء الذي يميزك عن باقي الناس, ما هي ميزاتك الخاصة؟
التهديدات: إذا قام كل شخص بتطوير نفسه و جلست أنتفي مكانك فإنك لن تبقى في نفس مكانك بل ستهبط إلى أسفل!
الآن حان وقت لبناء خطة تطوير ذاتك
تعتمد أغلب خطط التطوير على التغلب على نقاط الضعف..بيد أن قضاء الوقت و استهلاك الطاقة في تحسين نقاط الضعف يؤدي إلى نجاح متوسط و ليس باهر..
الاتجاه الحديث هو التركيز على نقاط القوة, و هو البناء على ما أنت فعلاً جيد فيه و بالتالي فإن نقاط ضعفك ستختفي أو تصبح عديمة الأهمية.
حتى الآن..قمت بتحديد أهدافك لفترة محددة من الزمن (مثلاً سنة من الآن)
اسأل نفسك كيف سأقوم بتحقيق كلهدف؟
وزع كل هدف على ال12 شهرا في السنة
مثال:
-كنت تريد أنتحفظ 6 أجزاء من القرآن في خلال سنة من الآن..إذن في كل شهر ستحفظ ½ جزء (حزب)
-كنت تريد أن تفقد وزنك الزائد و تصبح 60 كجم مع قدوم العام القادم..لنفرض مثلاً أنك الآن 80 كجم...في أول 4 شهور من السنة ستقوم بإنقاص كجم كل شهر, في ثاني 4 شهور ستقوم بإنقاص 2 كجم كل شهر, في ثالث 4 شهور ستقوم بالمثل, في آخر 4 شهور من السنة ستقوم بالحفاظ على وزنك في معدل 60 كجم.
-أردت أن تصبح ماهراً في اللغة الإنجليزية في خلال عام..من الممكن أن تبدأ أول 4 شهور من السنة بأخذ دورات في اللغة, في ثاني 4 شهور تركز على قراءة روايات و جرائد إنجليزية, فيثالث 4 شهور تأخذ محاضرات في المحادثة, في آخر 4 شهور ستقوم بالتطبيق و التمرين فيكل مكان.
خطوة أخيرة هي توزيع جدول كل شهر على ال4 أسابيع في الشهر و تقوم بهذه الخطوة في أول كل شهر.
مثال:
لحفظ حزب من القرآن كل شهر..ستقوم بحفظ ربع كل أسبوع.
و يمكنك التطبيق بالمثل على باقي الأهداف.
هذه مجرد خطةإرشادية, لكنك تستطيع تنظيم وقتك بالطريقة التي تعجبك.
هناك 4 مجالات خارج الجدول يجب تطويرها للوصول للأداء المثالي, تقوم بها مرة كل أسبوع و هي ليس لهاعلاقة بالأعمال التي وضعتها في الجدول..تذكر أنها إضافية و تعتمد على إبداعك وأفكارك. هذه المجالات هي:
*عقلك:قد تقوم بتطويره عن طريق قراءة شيء جديد, تعلم برنامج كمبيوتر,..
*روحك:قد يكون السمو بها عن طريق التأمل, الصيام, صلاة السنن,....
*جسدك:قد تقوم بتطويره عن طريق لعب رياضة, أكل طعام صحي, الاستيقاظ مبكرا,....
*حياتكالاجتماعية:زيارة صديق, الاتصال بقريب,...
تذكرأن تقوم بتغطية هذه المجالات مرة في الأسبوع و تقوم بتغييرها كل أسبوع أو كماتحب..يعتمد هذا على ابتكارك و راحتك.
بعض التوصيات:
-قم بعمل جدول غير محكم أو بمعنى آخر غير متخم حتى تجد متسعاً من الوقت لتطوير ال4 مجالات و أيضاً تحسباً للمفاجآت الغير متوقعة بالجدول (مشوار مهم, زيارة مفاجأة,...).
-تحقيق 85% من الجدول يعني الامتياز.
-ابدأ الأشهر الأولى بأعمال سهلة لتشعر بالإنجاز..بعدها يمكنك زيادة الكمية.
-تذكر أن تقيم نفسك بعد تحقيق الخطة التطويرية ( بعد سنة في مثالنا) و جدد الخطة للعام الجديد