بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقسام التوحيد وأقسام الشرك
بيان أقسام التوحيد
وهي ثلاثة : توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات.
أما توحيد الربوبية : فهو الإيمان بأن الله سبحانه الخالق لكل شيء ،
والمتصرف في كل شيء ، لا شريك له في ذلك.
وأما توحيد الألوهية :
فهو الإيمان بأن الله سبحانه هو المعبود بحق لا شريك له في ذلك ،
وهو معنى لا إله إلا الله ، فإن معناها :
لا معبود حق إلا الله ، فجميع العبادات من صلاة وصوم وغير ذلك يجب إخلاصها لله وحده ،
ولا يجوز صرف شيء منها لغيره.
وأما توحيد الأسماء والصفات :فهو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم ،
أو الأحاديث الصحيحة من أسماء الله وصفاته ، وإثباتها لله وحده على الوجه اللائق به سبحانه
من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ؛
عملا بقول الله سبحانه :
" قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ "
[سورة الصمد : ] ،
وقوله عز وجل :
" لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ "
[الشورى : 11]
وقد جعلها بعض أهل العلم نوعين ، وأدخل توحيد الأسماء والصفات في توحيد الربوبية
ولا مشاحة في ذلك ؛ لأن المقصود واضح في كلا التقسيمين.
وأقسام الشرك ثلاثة : شرك أكبر ، وشرك أصغر ، وشرك خفي.
فالشرك الأكبر : يوجب حبوط العمل والخلود في النار لمن مات عليه ،
كما قال الله تعالى :
" وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "
[الأنعام :88]
وقال سبحانه :
" مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ
أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ "
[التوبة : 17]
وأن من مات عليه فلن يغفر له ، والجنة عليه حرام ،
كما قال الله عز وجل :
" إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ "
[النساء : 48]
وقال سبحانه :
" إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ"
[المائدة : 72] .
ومن أنواعه :
دعاء الأموات ، والأصنام ، والاستغاثة بهم ، والنذر لهم ، والذبح لهم ، ونحو ذلك.
أما الشرك الأصغر : فهو ما ثبت بالنصوص من الكتاب أو السنة تسميته شركا ،
ولكنه ليس من جنس الشرك الأكبر ؛ كالرياء في بعض الأعمال ، والحلف بغير الله ،
وقول : ما شاء الله وشاء فلان ، ونحو ذلك ؛
لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
" أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر فسئل عنه ، فقال : الرياء "
رواه الإمام أحمد ، والطبراني ، والبيهقي ، عن محمود بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه
بإسناد جيد ورواه الطبراني بأسانيد جيدة عن محمود بن لبيد عن رافع بن خديج
عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم:
" من حلف بشيء دون الله ففد أشرك "
رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
ورواه أبو داود ، والترمذي بإسناد صحيح ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك "
وقوله صلى الله عليه وسلم :
لا تقولوا : ما شاء الله وشاء فلان ، ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان "
أخرجه أبو داود بإسناد صحيح ، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
وهذا النوع لا يوجب الردة ، ولا يوجب الخلود في النار ، ولكنه ينافي كمال التوحيد الواجب.
أما النوع الثالث :
وهو الشرك الخفي ، فدليله قول النبي صلى الله عليه وسلم :
" ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال؟
قالوا : بلى يا رسول الله ،
قال : الشرك الخفي ، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر الرجل إليه "
رواه الإمام أحمد في مسنده ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
ويجوز أن يقسم الشرك إلى نوعين فقط :
أكبر وأصغر ، أما الشرك الخفي فإنه يعمهما.
فيقع في الأكبر ، كشرك المنافقين ؛ لأنهم يخفون عقائدهم الباطلة ،
ويتظاهرون بالإسلام رياء ، وخوفا على أنفسهم.
ويكون في الشرك الأصغر ، كالرياء ، كما في حديث محمود بن لبيد الأنصاري المتقدم ،
وحديث أبي سعيد المذكور. والله ولي التوفيق.
منقول من موقع الإسلام