إيضاحات حول زكاة الفطر للشيخ عبد الخالق الشريف
بقلم/ فضيلة الشيخ عبد الخالق الشريف
إلى الإخوة الأئمة والوعاظ.. إلى الإخوة الكرام الذين يجمعون زكاة الفطر ويقومون بتوزيعها على مستحقيها..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وتجاوز عن سيئها ، والحمد لله الذي بلغنا رمضان.
نسأله – تبارك اسمه – أن يعيننا على الصيام والقيام.
إخواني الكرام
تحدث مشاكل متعددة حول زكاة الفطر نبين بعض الإيضاحات حولها:-
1) وقت إخراجها:
حيث انتشر بين الناس أن ذلك في أواخر شهر رمضان، بل الكثير أن يكون إخراجها بعد غروب شمس آخر أيام رمضان ، وللعلم فليس هناك نص نبوي كريم في ذلك وإنما هي استنباطات، ويترتب عليه أن الكثير ممن يستقبلون زكاة الفطر لا يسعفهم الوقت في إخراجها لمستحقيها.
وهنا نذكِّر الجميع برأي الشافعية في هذا الشأن حيث يجوز لديهم إخراجها من أول يوم في رمضان ويبنون ذلك على أساس أن زكاة الفطر تجب بسببين:
- صوم رمضان ، والفطر منه ، فإذا وُجد أحدهما جاز تقديمه على الآخر.
وعندما نأخذ بهذا الرأي فإننا نُيسِّر على مخرِج الزكاة ، وعلى المستحق بالاستفادة منها فيما هو في حاجة إليه.
على أن جامعي " صدقة الفطر " عليهم أن يقوموا بتوزيعها بنسَب زمنية إذا استجاب أكثر الناس لهم.
ولعل السبب الأساسي الذي أرجِّح به هذا الأمر ، أن بعض القائمين على هذا العمل ينشغلون عن الاعتكاف بمثل هذا الأمر والأولى أن ينتهوا من هذه الأعمال حتى يتمكنوا من الاعتكاف.
2) الأمر الثاني: أن بعض القوم بسبب قدومهم من سفر أو غير ذلك من الأعذار هل يخرجون " زكاة الفطر " بعد العيد؟
وخلاصة القول:
الحنفية : لا تسقط ولابد من الأداء ولو بعد يوم الفطر.
الشافعية : المستحب ألا تؤخر عن صلاة العيد ، والحنابلة قريبون من هذا الرأي.
المالكية : يجوز إخراجها بعد صلاة العيد ولا تسقط بمضي زمنها.
ولكنا نرشد إلى أهمية عدم تأخيرها ، لأن من حكمتها المنصوص عليها " أغنوهم عن الطلب هذا اليوم " أي يوم عيد الفطر.
3) الأمر الثالث: إخراجها نقداً.
وهذا ما يجوز عند الحنفية وأساس الدليل عندهم " أغنوهم عن المسألة في مثل هذا اليوم " والإغناء يحصل بالقيمة ، بل أتم خاصة في بيئة ليس فيها طحن ولا عجين بل إن أمر الخبز مدعوم من الحكومة وفي إخراجها نقداً مصلحة الفقير وهذا التعليل هو أساس الأمر ، وبهذا أفتى في عصرنا هذا الشيخ الألباني والدكتور القرضاوي والكثير من العلماء.
وهنا نذكِّر أن المذاهب الأخرى لم تتوقف عند النص بل أجازوا إخراجها أرزاً أو من قوت البلد وهذا مما لم يرد في نص الحديث.
ونتمنى من الجميع حسن تقبل الرأي الآخر ، وليعلم الجميع أن هذه الأمور الخلافية لن تنتهي وأن الأخوة والمحبة في الله من أسس وواجبات الإسلام.
4) أذكر إخواني أن العمل التطوعي في هذا المجال يجب أن لا يحرمنا من المحافظة على التراويح والاعتكاف.
وأن تؤدى الأعمال في وقت ما قبل المغرب أو بعد التراويح ، وإذا اضطررنا لننيب أحداً عن هذه السنن الهامة فليكن بالتبادل وليس على أفراد بعينهم وأن من تركته سنة التراويح أو قيام الليل فلا يغفل عن صلاتها في البيت قبل الفجر وليحرص على ذلك أو قبل الظهر.
وفقنا الله إلى طاعته ومرضاته.
Share |