أمة الله- مصر:
ما الوقت المناسب لتعويد طفلي على الصوم؟ وهل تختلف استجابة الصبي عن البنت؟ وكيف يتم تعويدهم؟
* يجيب عنها: مصطفى رشاد- الاستشاري التربوي في (إخوان أون لاين):
الأخت الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله حرصًا على طاعته في تربية أبنائك، وجعل من أبنائك من ينصر دين الله بنيتك في تربيتهم تربيةً صالحةً على طاعة الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم.
نعم أختي تختلف استجابة كل طفل عن نظيرة والسن الذي يبدأ الوالدان بتعليم أولادهما الصيام فيه هو سن الإطاقة للصيام، وهو يختلف باختلاف بنية الولد، وقد حددَه بعض العلماء بسن العاشرة.
ومع ذلك فينبغي أمر الصبي بالصيام حتى يعتاده بصيام نصف يوم أو ثلاث ساعات تدريجيًّا حتى يطيق الصيام بسهولة وبدافع داخلي منه.
ويمكن للوالدين تشجيع أولادهم على الصيام بإعطائهم هدية في كل يوم أو بتزكية روح المنافسة بينهم وبين أقرانهم أو من هو دون سنهم، ويمكن تشجيعهم على الصلاة بأخذهم إلى المساجد للصلاة فيها، وبخاصةٍ إذا خرجوا مع الأب وصلُّوا في مساجد متفرقة في كل يوم.
وكذلك يمكن تشجيعهم بمكافأتهم على ذلك، سواء كانت المكافأة بالثناء عليهم ومدحهم، أو بإخراجهم للتنزُّه أحيانًا، أو شراء ما يحبون، ونحو ذلك.
وللأسف يوجد تقصير عظيم من بعض الآباء والأمهات تجاه أولادهم في هذا التشجيع، بل تجد في بعض الأحيان الصد عن هذه العبادات، ويظن بعض هؤلاء الآباء والأمهات أن الرحمة والشفقة تقتضي عدم تصويمهم أو عدم قيام أبنائهم للصلاة، وهذا خطأ محض من حيث الشرع ومن حيث التربية.
وإننا لنشكر الأخت السائلة على اهتمامها بتربية الأولاد، وهذا يدل على خير في الأسر المسلمة، لكن كثيرين لم يحسنوا تفجير طاقات أولادهم الذهنية والبدنية، فتعودوا على الراحة والكسل والاعتماد على غيرهم، كما لم يُهتم بتنشيطهم على العبادة كالصلاة والصيام فتربَّى أجيال كثيرة على هذا فنفرت قلوبهم من العبادة بعدما كبروا، وصعُب على آبائهم توجيههم ونصحهم، ولو أنهم اهتموا بالأمر من بدايته لما حصل الندم في آخره.
ونسأل الله تعالى أن يعيننا على تربية أولادنا، وعلى تحببيهم في العبادة، وأن يوفقنا لأداء ما أوجب علينا تجاههم.