التسلية يوم العيد........تجارب وأفكار

تحقيق- سالي مشالي

يرتبط العيد في أذهاننا بذكريات طفولتنا، وإدخال البهجة والسرور على قلوب الأطفال في العيد، لا يسعدهم هم فقط وإنما يسعد الكبار أيضًا، فصوت ضحكاتهم يخترق قلوبَنا ويجعلُنا نستعيدُ طفولتَنا والبراءةَ التي نفتقدها.



إنَّ تقديم أفكار جديدة لإسعاد أطفال الأسرة والعائلة يحتاج إلى الابتكار لإمدادهم بذكريات سعيدة يعيشون عليها مدى الحياة، وهم يشعرون بالامتنان لنا؛ لأننا أمددْناهم بهذا الزاد، والذي سينهلون منه هم أيضًا ليعطوا أبنائهم في المستقبل لحظاتٍ سعيدةً ممتعةً ولا تُنسى.



يقول عبد الله بدوي (محاسب): أحرص كل عام في الأعياد على جمْع أبناء إخواني وأخواتي، والذين يبلغ عددهم اثنَي عشر، فأستعيرهم لمدة ثلاث ساعات ينتظرها كلُّ الأبناء بكل تشويق؛ لأنني أبتكر لهم في كل مرة فكرةً جديدةً أو مكانًا جديدًا نذهب إليه، وأحيانًا أُشركُهم معي في اختيار الفكرة فنتناقش فيها، وتكون فرحتهم غير عادية عندما نبدأ في تنفيذها..
العيد الماضي مثلاً اصطحبتُهم إلى قاعة بولينج، والتي لم يكن أيٌّ منهم مارسَها من قبل، فكانت متعة اكتشاف الجديد أهم ما ميَّز اليوم، وعوَّضت الصغار الذين لم يُشاركوا في اللعب بالذهاب إلى إحدى الحدائق وركوب "المراجيح"، وإن كان تشجيعهم لإخوانهم في البولينج قد أسعدهم في حد ذاته.



ومع التجديد والرياضة كان اختيار جمال أمين (طبيب) والذي يقول: العيد الماضي أخذت أبنائي إلى قاعة للعب "البينج بونج"، وطبعًا لم يكن أحدُنا يتقنُها، فكنا نضحك مع كل لعبة فاشلة، وينطلق الصغار لجمع الكرات الطائشة وهم مستمتعون.



تسجيل الاعترافات

ويضيف جمال السيد (محامٍ): يبدو أن مهنتي أثَّرت على حياتي، فهوايتي المفضَّلة كل عام تسجيل اعترافات أطفال العائلة بالشقاوات التي فعلوها طوال العام، وتسجيل أحلامهم التي يتمنَّون تحقيقها في العام القادم، وأحتفظ بهذه الشرائط وعندما نتجمَّع لتسجيل شريط جديد، نسمع شرائط الأعوام الماضية؛ مما يُثير زوابع الضحك والتعليق على ما قال الأطفال في العام الذي سبق، ويظل الأبناء ينتظرون لحظة التسجيل بمنتهى التشوُّق.



وقامت داليا محمد (ربة منزل) بإعداد مفاجأة لأبنائها وأبناء الأقارب والجيران، عندما اتفقت مع فرقة مسرح عرائس إسلامية للحضور إلى المنزل وتقديم مسرحياتهم، والتي بها جزء تفاعلي بين العرائس والأطفال، كما أنها تقدم معانيَ طيبةً وتوجيهاتٍ سلوكيةً وإيمانيةً في قالب محبَّب إلى الأطفال الذين يحبون سماع "كلام العرائس"، وكان من أسباب سعادة الأطفال وأسرهم في العيد الماضي.



ومع المسرحيات كان النشاط الذي نفذته سحر سعيد (طالبة)؛ حيث تقول: قمت بتدريب كل مجموعة من أبناء أخواتي على أداء مسرحية مختلفة عن مسرحية أبناء خالتهم؛ حيث يقومون يوم العيد بتمثيلها في بيت جدَّتهم أمام العائلة والجيران، وكان هذا النشاط مما ينمِّي مهاراتهم ويُسعدهم ويُسعد الكبار أيضًا.



هدية للأب

وتعتبر أماني السيد (مدرِّسة) أن جديدَها العيد الماضي مع الأبناء كان أنها اتفقت معهم على شراء هدايا لوالدهم؛ كمفاجأة منهم له في العيد، وعرفانًا بالجهد الذي يقدمه لهم طوال العام، فتقول: قمت بالاتفاق مع كلٍّ منهم على المبلغ الذي يستطيع دفعه، ونزلنا قبل العيد، فاختار كل واحد منهم الهدية التي على ذوقه، وعندما عُدنا قمنا بلفِّها على شكل هدية، وانتظر الأولاد بشوق يوم العيد حتى يُقدِّموا لأبيهم هديته والتي أسعدته جدًّا وتركت أثرًا طيبًا على الأبناء أنفسهم.



ويحرص محمد عبد الخالق (طبيب) كلَّ عيد على تجهيز فيلم كرتون جديد ليتجمَّع حوله الأولاد، فتقلّ ضوضاؤهم بعض الشيء، ويظلُّ هذا الفيلم مرتبطًا في أذهانهم بتجمُّع العيد وفرحته، ويراعي محمد أن يكون لهذا الفيلم مضمونٌ إسلاميٌّ أو أخلاقيٌّ، فيحقق المتعة والاستفادة في الوقت ذاته.



وعلى نفس طريقة محمد يقوم وليد سيد (مهندس) بتجميع الأولاد حول برنامج للكمبيوتر، فيشرح لهم كيف يستخدمونه ويستفيدون منه، ويقول: أستفيد من تجمّ