- فصل الأجهزة الكهربائية يوميًّا من الفجر إلى الصباح
- الأتربة العدو الأكبر للأجهزة فلا بد من تنظيفها
- أنبوبة الغاز تكفي شهرين بدلاً من أسبوع!
- استخدام عود كبريت واحد في وجبة غذاء كاملة!
- ترشيدك في استخدام المياه سيقنن من الميزانية!
- كارت محمول بـ25 جنيهًا يكفي طوال الشهر!
- 200 جنيه وأقل تكفي لميزانية اللحوم شهريًّا!
- زيت الزيتون والخل والتمر سبب بركة البيت
حوار: إيمان إسماعيل
"بفضل الله لم أمر بضائقة مالية قط منذ ما يزيد عن 35 عامًا، ولم أشعر في يوم أن هناك شيئًا ما ينقصني"!!، هل يعقل أن يقول شخص مثل تلك الكلمات، ونحن في عامنا الحالي الموافق 2010م؟ حيث وصل سعر الطماطم إلى 14 جنيهًا، في الوقت الذي فاق فيه سعر اللحمة الـ80 جنيهًا، فضلاً عن تضاعف أسعار الأدوات المدرسية، وفواتير الكهرباء، والغاز؟!
(إخوان أون لاين) التقى ربة أسرة مصرية، تعيش في ظل تلك الأسعار الطائشة التي تحاصرنا من كل جانب، إلا أنها أحكمت التفكير، فأجادت التصرف، فهي صاحبة خطة متكاملة وضعتها من خلاصة تجاربها الشخصية، ومشاهدتها لسلوكيات المحيطين بها، بالإضافة إلى وصايا سابقة لأمها؛ فاستطاعت التكيف والعيش بيسر وسط ذلك الغلاء الفاحش.
نجاح وصاياها تلك التي أغدقت بها على المحيطين من حولها من المعارف والأصدقاء والجيران، دفعهم إلى أن يقوموا باستضافتها في محاضرات عامة؛ لتحث ربات البيوت على اتباع إرشادتها وتجاربها الناجحة، حول كيفية إدارة ميزانية المنزل دون أعباء وديون؛ ولجأت مجموعة الزوجات اللاتي حضرن ندوتها إلى أن يقومن بكتابة تجاربها وطباعتها لتصبح كتابًا يغرق الأسواق، ويتهافت عليه الجميع، لينتهي بعد سويعات من توزيعه بالمكتبات.
هي فاتن محمد شُعير (59 سنةً)، زوجة المهندس ممدوح الحسيني، وهي خريجة كلية بنات جامعة عين شمس دفعة 1974م، وحاصلة على ليسانس آداب لغة إنجليزية، ودبلوم تربية، وعملت لمدة 10 سنوات 4 منها في القاهرة، والـ6 الأخرى، في المملكة العربية السعودية بالمدينة المنورة، ولديها من الأولاد 3، محمد "مهندس"، وأحمد "بكالوريوس تجارة"، وعبد الرحمن "مهندس معماري".
فـإلي نص الحوار:
* بدايةً ما هو دافعكم للاهتمام بقضية مثل إدارة مصاريف المنزل؟
** لأنه يحزنني غرق الكثير من الأسر في سلوكيات خاطئة، في ظل موجة الغلاء الفاحش، والتي تستنفد موارد كل بيت مصري بشكل كبير.
والأهم من ذلك هو أن مرجعيتنا القرآن والسنة والتي إذا ما طبقناها تطبيقًا عمليًّا على أرض الواقع ستكون بمثابة السحر الذي يأتي بنتائج باهرة، ويمحو آثار أي أزمات، والمهم هو التطبيق العملي والشامل لكلام الله عزَّ وجلَّ، والاقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم. فالله عزَّ وجلَّ حثَّنا على ذلك في قرآنه الكريم؛ حيث قال ﴿وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (الأعراف: من الآية31)، وقال أيضًا ﴿ِإنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27)﴾ (الإسراء)، ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)﴾ (التكاثر)، وقال ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29)﴾ (الإسراء)، فلا أحد يحب أن يضع نفسه في تلك المكانة أو أن ينطبق عليه ذلك الوصف السيئ أبدًا.
كما أن هناك العديد من الأحاديث التي تحضنا على عدم الإسراف وضرورة التدبير، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم "صوموا تصحوا"، وأيضًا قوله: "ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك"، وحديث آخر قال فيه: "المعدة بيت الداء"، والذي أثبته الطب الحديث الآن هو أن أي إنسان يكثر من الشراب والطعام يكون موطنًا للإصابة بالعديد من الأمراض.
وأيضًا أمهات المؤمنين كن حريصات على عدم إهدار نعمة الطعام إلى أقصى درجة، فالسيدة ميمونة رضي الله عنها، وأرضاها ذات يوم وجدت حبة من الرمان ملقاة على الأرض، فأخذتها ومسحتها في ثيابها، ثم أكلتها وقالت "والله لا يحب الفساد"، وذلك نابع من خوفها من أن تحاسب لا على نعمة بمقدار حبة أضاعتها.
تجارب شخصية
* تخصصك تربية ولغة إنجليزية وهي بعيدة عن التدبير المنزلي وإدارته.. فمن أين تلك الخبرة؟
** نصائحي وإرشاداتي في كيفية ترشيد الاستهلاك المنزلي هي بفضل الله أولاً وأخيرًا، ثم خلاصة تجربة شخصية لأكثر من 35 سنةً، فأمي ربتنا على تلك السلوكيات، وكانت تحثنا على شكر النعمة التي في أيدينا مهما صغرت، وكيفية استغلالها الاستغلال الأمثل، فنشأنا أنا وإخوتي على سلوكيات التوفير والتدبير اقتداءً بأمي.
ذلك إلى جانب توسُّعي في القراءة والبحث في ذلك الجانب كثيرًا، وتدويني الدائم لكل الملاحظات الشخصية، والتي أنهلها أيضًا من تجارب المحيطين بي.
* قبل أن نخوض في تفاصيل نصائحك.. من المعني بها الزوج أم للزوجة؟
** كلاهما بالطبع، إلا أن العبء الأكبر على الزوجة؛ لأن عليها عاملاً كبيرًا في إدارة المنزل وكل النفقات تحت تصرفها هي، فلا بد أن تضع في مخيَّلتها أن التدبير نصف المعيشة.
* وهل وصاياك تنطبق فقط على التدبير في الطعام والشراب فقط؟
** لا فهي شاملة لكل المناحي الأسرية، من كيفية التدبير في المأكل والمشرب بكل تفاصيله، مرورًا بكيفية تخفيض استهلاك الكهرباء والغاز إلى أكثر من النصف، انتهاءً ببعض النصائح في تدبير نفقات التعليم والعلاج.
الاقتصاد في النجف!
* فكيف إذًا يمكننا ترشيد الاستهلاك في الكهرباء؟
** خطتنا هنا شاملة لكل الأجهزة الكهربائية في المنزل من "ثلاجة" و"غسالة" و"خلاط" و"مكنسة" و"مراوح" و"تكييفات" و"إضاءات".
فعلى جانب الإضاءات، لا بد من اختيار النجف ذي عدد الشمعات القليل الذي يتراوح بين 3 شمعات إلى 6 شمعات على أقصى تقدير، ولا بد من استخدام اللمبات الموفرة للكهرباء، وإذا ما كنت أمتلك نجفة تحتوي على 6 شمعات أو أكثر، فبإمكاننا أن ننير 3 منها فقط، وإطفاء الأخرى عن طريق برمها للخارج؛ بحيث لا تصل لهم الكهرباء، كما يفضل استخدام "الأبجورات" ذات الـ15 أو الـ20 "وات"، لأنها توفر جيدًا في الطاقة، أما في ممرات المنزل فلا بد من استخدام اللمبات ذات الـ5 أو7 الـ"وات" لا أكثر، ولا أنصح باستخدام اللون الأحمر في اللمبات؛ لأنه غير موفر تمامًا للكهرباء.
الأتربة العدو الأول!
* وماذا عن كهرباء السخانات والثلاجات؟
** بالنسبة للسخانات فلا أنصح بتشغيلها 24 ساعةً متصلة- يعني طوال اليوم- فتدار فقط قبل استخدام الحمام بنصف ساعة فقط، وإطفاؤها بمجرد الانتهاء، وهكذا عند كل وضوء أو استخدام.
وأود أن ألفت النظر إلى شيء مهم، وهو أن الـ"ثلاجات" والـ"غسالات" والـ"تليفونات" العدو الأكبر لها الأتربة، فلا بد من تنظيف "سلوكها" جيدًا بفرشاة ناعمة، ثم مسحها بقطعة من القماش المبلل مرة شهريًّا، ويتم تمريرها على السلوك والموتور، حتى نحافظ على هذه الأشياء.
كما أن قفل الثلاجة وفتحها مرارًا وتكرارًا؛ يضعف من مدى صلاحيتها، ويعرضها للإصلاح كثيرًا، ويضعف من "موتورها"، فهنا يفضل وضع "كولمان" للمياه بالخارج، وأثناء تجهيز وجبة الغذاء مثلاً يفضل استخراج كل مكوناته من الثلاجة دفعة واحدة.
وأخصائيو الكهرباء أوصوا بضرورة فصل الأجهزة الكهربائية يوميَّا ساعتين على الأقل، وأرى أن أفضل ساعتين من صلاة الفجر إلى الساعة 8 أو 9 صباحًا، لأنها أفضل ساعة لا يتم استخدام الأجهزة فيها كثيرًا، كالثلاجة وغيرها، وحتى نجد كل شيء مثلج كما هو ومجمد؛ فلا بد من عدم فتحها مطلقًا خلال فترة إيقافها.
* وهل هناك إرشادات أخرى حول كيفية ترشيد نفقات الكهرباء في المنازل؟
** نعم، فعلى نطاق التكييفات يجب مراعاة عدم استخدامها مرارًا وتكرارًا، وحتى لو توافر في المنزل أكثر من تكييف لا بد من فتح واحد فقط وقت الذروة، على أن تتجمع فيه الأسرة بأكملها، ويتم استخدامه عند الضرورة فقط.
أما التلفاز المدار لمدة 24 ساعة متتالية، فهو تصرف خاطئ أيضًا، ويكبد فاتورة الكهرباء، ومن ثم الميزانية المبالغ الطائلة، كما أُحذِّر من وجود الفيش في الحائط دون إدارة الأجهزة، لأنها تستهلك كثيرًا من الكهرباء، والدليل على لك أننا عندما نترك شاحن المحمول في الحائط دون أن يتم وضعه في الـ"موبايل" بعد فترة إذا ما لمسناه سنجده ساخنًا، وهو دليل على اكتسابه للطاقة الحرارية من الكهرباء، وبالتالي يحمِّل فاتورة الكهرباء كثيرًا.
كما أنصح باستخدام المكنسة كل 15 يومًا لا أكثر؛ لأنها تعمل على تآكل وبر السجاد؛ ومن ثم تضعف من صلاحيتها، وتحمِّل الأسرة نفقات وأعباء جديدة خلال فترة قصيرة، فيستحب استخدام المكنسة يوميًّا بدلاً منها.
* وهل هناك خطة للتوفير في استخدام الغاز مثلاً؟
** بالطبع فهو يحمِّل ميزانية المنزل الشهرية جزءًا ليس بقليل، فأنصح بتشغيل السخان الذي يعمل بالغاز في الصباح الباكر فقط أثناء الوضوء لصلاة الفجر، ثم إطفاؤه بعدها، وتشغيله وقت الحاجة إليه فقط، وعن تجربة إذا ما تم تشغيل السخان الذي يستهلك الـ"أنبوبة" لمدة 24 ساعة متتالية، لن يكفي سوى أسبوع واحد، أما لو تم تشغيله وقت الحاجة فقط لصلح لمدة شهرين كاملين، وعلى ربة الأسرة أن تتخيل فارق الأموال التي ستدفع في الحالتين.
وكذلك في حالة الـ"بوتاجاز" الذي يعمل بالغاز، فيجب بمجرد غليان أي وعاء طعام، أن يتم نقله على لهب صغير فورًا، ويتم غلق الـ"بوتاجاز" بعدها، وذلك لتقليل اشتعال النار، والذي سيوفر بدوره من استهلاك الـ"أنبوبة" ويجعلها صالحة لمدة زمنية أطول، وكذلك مراعاة تغطية "الوعاء" أثناء الطهي أمر ضروري؛ لكي لا يتم سكب الزيت على الـ"بوتاجاز" وما سيتبعه من إهدار في أداوت تنظيفه، فضلاً عن أنه يعمل على طهي الأكل سريعًا، دون استهلاك غاز زائد.
وفي حالة الـ"بوتاجازات" التي ليس بها اشعال ذاتي، يفضل الحفاظ على المستعمل من عيدان الكبريت ووضعها في العلب الفارغة، بحيث إذا ما احتجنا إلى إشعال عين أخرى يتم استخدام عود الكبريت المستخدم، وليس عودًا جديدًا، وبتلك الطريقة سنتمكن من استخدام عود كبريت واحد في وجبة غذاء كاملة!.
عود كبريت!
* المواطنون لا يجدون العيش ولا يستطيعون تدبير نفقات اللحوم والخضروات فهل الالتفات لمثل تلك الأمور البسيطة من عود كبريت وغيره سيؤثر في الميزانية؟
** اتفقنا أننا نعامل الله، ونريد أن نقتضي بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبالنظر على أرض الواقع سنجد أنها أشياء بسيطة جدًّا، ولكنها عندما تجتمع بجوار بعضها البعض، ستوفر ما يزيد عن نصف الميزانية في الأشهر العادية!.
المياه والميزانية!
* كتابك حوى جزءًا خاصًّا بسياسة ترشيد المياه.. لماذا وهي مورد متوافر في أغلب المنازل وبدون مقابل مادي؟
** الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بأن نقتصد في الوضوء والاستحمام، ولو كنَّا على نهر جارٍ، فنحن نتعلم كيف نقتصد في نفقات حياتنا بأكملها، حتى لو شملت شيئًا نحصل عليه دون مقابل مادي، لأننا أولاً وأخيرًا نتعامل بمنهج الله، ونقتضي بالرسول صلى الله عليه وسلم.
كما أحب التنويه بأن هناك بلادًا وأممًا بأكملها محرومة من قطرة مياه واحدة؛ فيجب شكر الله على النعمة، والحرص عليها حتى لا نفقدها، وأهم شيء هو أن يسبق أي عمل النية.
* فكيف يمكننا ذلك؟
** الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه صحابي يسأله "كم يكفيني من الغسل"، فأجابه صلى الله عليه وسلم: فقال الصحابي: "ذلك لا يكفيني"، فرد عليه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: "لقد كفى من هو خير منك"، فنهتدي من هنا إلى ضرورة الاقتصاد في المياه أثناء الاستحمام، والوضوء، والبعد عن الإسراف والتبذير فيها، لأن ذلك مخالف لمنهجنا تمامًا.
وعند الوضوء يجب غلق المياه بعدما نكون قد غسلنا رجلنا اليمنى إلى أن نرفع رجلنا اليسرى، فلا أترك الماء يجري إلى أن أخفض رجل وأرفع الأخرى وهكذا، وكذلك في حالة غسيل "الأواني"، لا بد من غسلها جميعًا بالصابون مرةً واحدةً، ثم شطفها بالماء مرةً واحدةً أيضًا.
وإذا ما قمنا بتنظيف غرفة بإناء مياه به "فينيك" وصابون، وما زال صالحًا، لا أسكبه وأملء غيره، بل استخدمه في تنظيف غرفة أخرى.
كارت بـ25جنيهًا!
* المكالمات الهاتفية تكبدنا الكثير من الميزانية.. فماذا عن ترشيدها؟
** هناك قاعدة لا بد أن نحفرها في أذهاننا، وهي أن الهاتف للاطمئنان فقط، فليس للدردشة ولا تسلية الأوقات، وحتى المحمول لا بد من تقنين استخدامه تمامًا، فكنا منذ سنوات قليلة نحيا دونه، أما في أيامنا هذه فأندهش من أن هناك من ينفق من ميزانيته الشهرية على كروت المحمول ما يفوق الـ400 جنيه؛ حيث لا يكفي الكارت فئة الـ25 جنيهًا سوى يومين أو ثلاثة!!، فذلك إسراف وتبذير كبير لا بد من وضع إستراتيجية له.
فأنا أضع كارتًا بـ25 جنيهًا ويكفيني أن أتحدث به طوال الشهر، ويفيض منه للشهر القادم، أما على نطاق التليفون الأرضي فأنصح كل من لديه خاصية المباشر أن يقوم بإلغائها؛ لأنها أغلى من دقيقة المحمول بكثير.
* ولكن أحيانًا يكون هناك أشخاص نخجل أن ننهي الحديث معهم على الهاتف مثل الأم أو الأب؟
** أفضل أن يكون لدى كل أسرة خاصية الانتظار، حتى إذا وجدت أن الوقت قد طال تعطي لابنها إشارة بأن يرن على الهاتف، حتى تتمكن من الانسحاب من المكالمة الأخرى دون أن تتسبب في إحراج أمها ولا نفسها، وفي نفس الوقت هي تربي بذلك صديقتها أو أمها أو جارتها بأن أوقاتنا أثمن من أن نضيعها هباءً في التحدث في الهواتف، بالإضافة إلى أنه أوفر لها وللطرف الآخر.
* أليس من الممكن أن يقال عنا في تلك الحالة بخلاء؟ أو قليلو الذوق؟
** نحن نعامل الله عزَّ وجلَّ في المقام الأول، وهو من يطلع على نياتنا، وهنا تكمن عملية إخلاص العبد لله، وتوجيه كل تحركاته وأفعاله له وحده، فلا يعير أحدًا غير الله اهتمامًا ولا بالاً.
"رغيف العيش"
* مشكلة أغلب البيوت المصرية الآن إن لم يكن أجمعها تكمن في غلاء أسعار الطعام بكل أصنافه بشكل جنوني، فما هي خطتكم لمواجهته؟
** أولاً "رغيف العيش" لا بد من تقسيمه إلى 4 قطع، فمن الخطأ البالغ أن يوضع الرغيف بأكمله أمام الفرد؛ لأنه في حالة عدم استكماله بالكامل، سيتركه بشكل مشوه، ومختلط بدهون الأطعمة المختلفة، فضلاً عن رائحته التي لن تكون صالحة، وبالطبع لن يرضى أحد أن يستكمله مكانه، وسيكون مصيره سلة المهملات!.
وشراء الخبز المدعم بـ5 قروش من الفرن مفيد جدًّا على الجانب الطبي، ومفيد للمعدة، ويمنع الإمساك، وموفر للميزانية، أما الخبز الآخر فيكبد ميزانية الأسرة الكثير؛ حيث يتم استهلاك بما يعادل 5 جنيهات للخبز في الوجبة الواحدة، أي ما يعادل200 جنيه في الشهر، أما الخبز ذو الـ"5 قروش" فسيكلفنا 20 جنيهًا فقط في الشهر، والفارق واضح جدًّا.
* هذا على جانب الخبز الذي هو من أرخص المأكولات، فماذا عن اللحوم التي فاق سعرها الخيال؟
** كيلو اللحوم الذي وصل سعره إلى 80 جنيهًا، و100 جنيه، لا بد من ضبط ميزانيته بشكل خاص في كل شهر، فمع بداية كل شهر يجب إحضار ورقة وقلم مع الوضع في الاعتبار دخل الزوج، ويتم تقسيم الورقة إلى خانات، نكتب فيها بند الكهرباء، وبند الإيجار، وبند الصيانة، وبند كذا وكذا، ثم بند اللحم، ونرى كم يكفي من دخل زوجي لذلك البند وبناءً عليه أقسمه على 4 أسابيع.
وفي طريقة طبخنا للحمة علينا مراعاة سلق اللحمة لنكثر من الثريد، خاصةً أن السلق أفيد شيء للصحة، كما هو ثابت طبيًّا، كما أن الشربة المستخلصة منه سنستخدمها فيما بعد في إعداد الوجبات المختلفة، ونستطيع بذلك أن يكفينا كيلو اللحم يومين، وعلميًّا يقال إن جسم الإنسان في حاجة إلى قطعة لحمة تعادل 100 جرام مرتين في الأسبوع فقط، وليس يوميًّا!
فإذا ما اتبعنا إعداد كيلو لحم مرة واحدة فقط في الأسبوع بحيث تكفي لوجبتين، والمرة الأخرى نطهو فراخًا، وبالشوربة المستخلصة منهما نطبخ عليها ثاني وثالث يوم فسينتهي أسبوع كامل بذلك؛ حيث إن 1/2 كيلو اللحمة يعادل 40 جنيهًا، والفرخة تصل إلى 20 جنيهًا، وبذلك يكون معدل استخدامنا للحوم في الشهر كله 260 جنيهًا فقط، واليوم السابع نطهي أسماكًا، وهى أرخص أنواع اللحوم فالكيلو منها بـ10 جنيهات، أو يتم إعداد بطاطس "بيوريه" مع سلطة، أو كشري، أو قلي باذنجان مع خبز، أو إعداد مكرونة حمراء مع بيض، أو بطاطس محمرة مع سلطة، أو فول مع طعمية.
فتناول اللحوم يوميًّا أمر خاطئ تمامًا، لا بد من تقنينه قبل أن نجبر من قبل الأطباء على أن نكون نباتيين نتيجة الأمراض الكثيرة التي تداهمنا، فالأفضل أن نأكل نعمة الله لـ100 سنة، بدلاً من أن نحرم منها مبكرًا بسبب إفراطنا في الأكل.
"لحم بـ100جنيه في الشهر"!
* وهل يمكن تخفيض ميزانية اللحوم إلى أقل من ذلك إن كانت الميزانية لا تسمح؟
** يمكن تخفيضها إلى 100جنيه فقط في الشهر، من خلال اللحم المعصج، ونضع لكل كيلو لحم كيلو بصل، وقليل من الملح والفلفل، فهذا اللحم المعصج ستكفي لأربع وجبات، فمرة نعد معها مكرونة فرن تكفي لأربع صواني، وكفى بها فهى وجبة متكاملة بها بيض ولبن ولحم ودقيق وذلك المقدار يكفي لأسبوعين.
أما الكيلو الثاني فينصح باستخدامه كبوفتيك بالبيض والبقسماط، فكيلو البوفتيك يكفي لـ20 فردًا، فإذا كان عدد أفراد الأسرة 5 أشخاص، فيكفي لإعداد 4 وجبات، وبالتالي سيكفينا في الشهر 2 كيلو لحم فقط، ولن يكلفنا سوى 120 جنيهًا في الشهر.
كما أن إعداد كفتة الأرز من الأكلات الموفرة جدًّا، فكيلو اللحمة الجملي إذا ما وضع معه كيلو أرز، سيكون بمثابة 2 كيلو لحمة، ويكفي لـ4 وجبات في الشهر.
التوفير في الملابس
* لنترك الطعام ونذهب إلى الملابس والتي تضاعفت أسعارها أيضًا لحد كبير.. فكيف يمكننا ترشيد نفقاتنا فيها؟
** على نطاق البنطلونات التي تمزقت ركبتها لا يتم إلقاؤها في القمامة، بل لا بد من تركيب ركب جلد لها، وإذا ما تمزق بشكل كبير، نقوم بقصه كـ"شورت" للأطفال، بحيث تتداول الملابس بين الكبير والصغير وهكذا.
وكذلك إذا ما وجد "تي شيرت" سليمة ولكن أجرب أو تغير لونها قليلاً نقوم بشراء بنطلون فقط لها، بدلاً من شراء طقم كامل، والـ"تي شيرت" الصيفي النصف الكم إذا بليت نحولها إلى ملابس داخلية تحت الهدوم في الشتاء، وإذا دابت تمامًا، نقوم باستخدامها كفوطة للتنظيف في المطبخ، وفي حالة تفتتها تماما تقطع لأجزاء صغيرة، وتنظف بها دهون المواعين، وفي تلك الحالة سنوفر الكثير من ثمن السباكة، وثمن الصابون، بالإضافة إلى السهولة في التنظيف.
وفي سائر أنواع الملابس، يراعى عدم الاستسهال في شراء الجديد، فمن الممكن استبدال أزرار العباءة أو القميص بحيث تعطي شكلاً جديدًا، ونضيف عليها بعض شرائط الستان أو الأصناف الأخرى، ونحضر لها لون إيشارب لم يكن موجودًا لدينا من قبل، وبذلك سأكون لبست الجديد بأقل التكاليف.
* مع بداية موسم دراسي جديد تكون الأسرة في ورطة بم تنصحين أيضًا؟
** شرط هنا هو أن لا أنظر لغيري ممن قاموا بالحاق أولادهم بمدارس لغات أو خاصة، فحالتنا المادية هي الحاكمة، ولا بد من عدم إرهاق الزوج؛ حتى لا أعيش في شدة عصبية طوال الوقت، وأشق عليه.
وكذلك في كافة الأدوات المدرسية، من الشنط المدرسية والملابس المدرسية، والتي لا يشترط أن تكون جديدة، فمن الممكن إعادة تهيئتها وإصلاح ما فيها من عيوب بحيث تصبح جديدة، ونفس الحال ينطبق على الكشاكيل المستخدمة من الأعوام الأخرى وما تحويها من أوراق فارغة فمن الممكن جمعها في هيئة كشكول جديد، واستخدامها في حل المسائل أو لتدوين الملاحظات.
* وماذا عن الأمراض التي تدهمنا من وقت لآخر والتي تسحب من ميزانية الأسرة الكثير أيضًا؟
** يراعى هنا في حالة إصابة أحد أفراد الأسرة بأي من الأمراض، أن لا نهرول إلى المستشفى فورًا، فلا بد من توافر صيدلية في كل منزل، بها مخفض للحرارة، وبها أدوية أساسية لارتفاع درجة الحرارة، وللإسهال، وللإمساك، ونزلات البرد الشديدة، ويشترط أيضًا معرفة كل ربة أسرة بالإسعافات الأولية المطلوبة منها، فلا نلجأ إلى الدكتور إلا في حالة أن الأعراض خرجت عن مسارها الطبيعي.
ملاحظات ذهبية!
* هل تبقى شيءٌ آخر لاكتمال عملية تخفيض نفقات المنزل إلى أكثر من النصف؟
** نعم، فيجب على الأسرة مراعاة شراء احتياجاتها من تجار الجملة، وليس القطاعي لما فيه من توفير، فالأرز الذي تكلفته 4 جنيهات في المحلات العادية، يصل سعره إلى 2 جنيه و80 قرشًا من تجار الجملة، وكذلك العدس الأصفر يصل سعره إلى 7 جنيهات، وفول التدميس يصل إلى 2 جنيه، وفي القطاعي يصل إلى 6 و7 جنيهات، والأرز البسمتي يصل إلى 6جنيهات، وفي القطاعي سعره 12جنيهًا، ولو اشترينا شكارة سنوفر ما يزيد عن الـ50%.
كما أن تدميس الفول في المنزل موفر، وفقًا لإحصائية اقتصادية حديثة، والتي ذكرت أن شراء الفول من الخارج إذا قدر بجنية، فإنه يعادل 1/4 جنيه إذا ما تم تدميسه في المنزل، وهو يعني أننا نوفر ما يزيد عن 75%، وكثيرًا من ربات البيوت الذين لا يشعرون الآن بأزمة الطماطم، يعود السبب في ذلك إلى أنهن قمن بتخزين أقفاص كبيرة منها، وقمن بتعبئتها كصلصة في برطمانات.
وإعداد المربات في المنزل موفر جدًّا، فـ5 كيلو من الفراولة، تقدر بـ10 جنيهات، تصنع أكثر من 6 برطمانات مربى، وبذلك يكون حجم التوفير كبيرًا جدًّا، وكذلك إذا ما تم اعداد الزبادي في المنزل، كما أنصح بأن أي خبز متبقى نطحنه كبقسماط.
وهناك بعض الأصناف من الطعام، لا بد أن لا يخلو منها أي بيت، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول "نعم الإدام الخل فإنه كان طعام الأنبياء من قبلكم"، كما قال "وعليكم بالشفاءين العسل والقرآن"، كما يفضل أن لا يخلو أي بيت من زيت الزيتون، والذي يقي من أنواع السرطانات، مثل سرطان المريء، والقولون، والمعدة، والرحم، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "كلوا منه وأدَهِنوا، ففيه خير كثير".
كما أن الغسالة "الأوتوماتيك"، لا بد من أن يوضع لها صابون 3/4 الكوب فقط، كما يراعى عدم ملئها بالملابس، ومعجون الأسنان يوضع له قطعة معجون في حجم حبة العدس فقط، وبذلك تكفي الأنبوبة للفرد الواحد لمدة سنة.
والصابون الصغير يراعى لصقه بصابون كبير حتى لا يلقى في القمامة، أو تذويبه في قليل من الماء الساخن ووضعه في الليفة أثناء الاستحمام، أو وضعها في أرفف الملابس، بحيث يعطي رائحة جيدة، وزجاجة "الشامبو" إذا فرغت يوضع بها ماء وترج جيدًا، وكذلك الصابون المستخدم في غسل الأواني، ويراعى أيضًا كي الملابس في المنزل.
أنا مقتدر!
* ولكن هناك من سيقول أنا مقتدر ولدي وفرة مالية لما أضيقها على نفسي إلى ذلك الحد؟
** نحن مطالبون بالاقتداء بمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم مهما كان حالنا، وغلاء المعيشة يعيشها الغني والفقير ولكن بنسب مختلفة، ونحن خلفاء الله في الأرض، فما يكفيني من الرزق هو حقي فقط، أما الفائض فالله منحه لي لأنه حق الفقراء، والمساكين، والأقارب، وإخواننا في فلسطين، وسائر المحتاجين.
* وهل إقناع أفراد الأسرة بانتهاج كل ما سبق أمر يسير؟
** نعم بالقدوة لا بالتوجية، سيكون سهلاً ويسيرًا على الجميع اتباع تلك النصائح، والتي سيرون نتائجها المبهرة في ختام الشهر.
* وهل هناك شروط لنجاح تلك الروشتة المتكاملة؟
** لا بد أن يرضى الفرد بما قسمه الله له، والنظر إلى من هم دونه، فالله عز وجل هو الحكم العدل وحرم الظلم على نفسه، ولم يظلم أي مخلوق على وجه الأرض، فأعطى لأناس مالاً وأخذ منهم الصحة، والعكس، وآخرون رزقهم بعلم.
* رسالة أخيرة تحبين توجيهها لكل أسرة؟
** إذا ما قمنا بالتدبير وتنفيذ تلك الخطة، سيبارك الله في الأسرة والأولاد والزوج، ولكل المسلمين والمحتاجين، في مجتمعاتنا بركة واسعة، وعن تجربة لم أشعر يومًا بضيق في المعيشة أبدًا طيلة حياتي منذ زواجي إلى يومنا هذا على الرغم من اعتقال زوجي في محاكمات عسكرية 3 سنوات، ولكن كان الله يتولانا بشكل كبير، ولا بد على كل ربة منزل أن تتقي الله في زوجها، ومال زوجها، وتحسن في هذا المال، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.