هل البشر أفضل من الملائكة أم الملائكة أفضل ؟؟؟
ذكر القرطبي في تفسيره :
اختلف العلماء أيهما افضل الملائكة أو بنو آدم على قولين : فذهب قوم إلى أن الرسل من البشر
أفضل من الرسل من الملائكة ، والأولياء من البشر أفضل من الأولياء من الملائكة ، وذهب
آخرون إلى أن الملأ الأعلى أفضل .
احتج من فضّل الملائكة بأنهم { عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون } ،
{ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } ،
وقوله تعالى : { لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون } ، وقوله:
{ قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك }
وفي البخاري : يقول الله عز وجل:[من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ] وهذا نص
احتج من فضل بني آدم بقوله تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير
البرية } بالهمز من برأ الله الخلق .
وذكر النسفي في تفسيره:
خواص البشر وهم الأنبياء عليهم السلام أفضل من خواص الملائكة ، وهم الرسل منهم كجبريل
وميكائيل وعزرائيل ونحوهم ، وخواص الملائكة أفضل من عوام المؤمنين من البشر ، وعوام
المؤمنين من البشر أفضل من عوام الملائكة ،
ودليلنا على تفضيل البشر على الملك ابتداء أنهم
قهروا نوازع الهوى في ذات الله تعالى مع أنهم جبلوا عليها فضاهت الأنبياء عليهم السلام
الملائكة عليهم السلام في العصمة وتفضلوا عليهم في قهر البواعث النفسانية والدواعي
الجسدانية فكانت طاعتهم أشق لكونها مع الصوارف بخلاف طاعة الملائكة لأنهم جبلوا عليها
فكانت أزيد ثوابا .
وفي تفسير الآية الكريمة { وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا } قال ابن كثير : أي من
سائر الحيوانات وأصناف المخلوقات ، وقد استدل بهذه الآية الكريمة على أفضلية جنس البشر
على جنس الملائكة.
وذهب الألوسي في روح المعاني إلى أن مسألة التفضيل مختلف فيها بين أهل السنة فمنهم من
ذهب إلى تفضيل الملائكة وهو مذهب ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، واختيار الزجاج على
ما رواه الواحدي في البسيط ومنهم من فصّل فقال : إن الرسل من البشر أفضل مطلقاً ، ثم
الرسل من الملائكة على من سواهم من البشر ، والملائكة ، ثم عموم الملائكة على عموم
البشر ،
وهذا ما عليه أصحاب الإمام أبي حنيفة عليه الرحمة وكثير من الشافعية والأشعرية ، ومنهم
من عمم تفضيل الكُمل من نوع الإنسان نبياً كان أو ولياً ، ومنهم من فضل الكروبيين من
الملائكة مطلقاً ثم الرسل من البشر ثم الكُمل منهم ثم عموم الملائكة على عموم البشر .
وقال الزركشي في البرهان في علوم القرآن :
قوله [ الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ] فإن مذهب أهل السنة تفضيل البشر وإنما
قدم الملك لسبقه في الوجود .
وقال ابن القيم في بدائع الفوائد :
والجمهور على تفضيل البشر ، والذين فضلوا الملائكة هم المعتزلة والفلاسفة وطائفة ممن
عداهم .
وفي العقيدة السفارينية للسفاريني :
وعندنا تفضيل أعيان البشر ... على ملاك ربنا كما اشتهر
قال ومن قال سوى هذا افترى ... وقد تعدى في المقال واجترى
وأورد عبد الواحد التميمي في اعتقاد الإمام ابن حنبل :
إن بعض النبيين أفضل من بعض ، ومحمد صلى الله عليه وسلم أفضلهم ، والملائكة أيضا
بعضهم أفضل من بعض ، وإن بني آدم أفضل من الملائكة ، ويخطئ من يفضل الملائكة على
بني آدم .
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
المصادر:
- تفسير القرطبي، 1/239
- تفسير النسفي، 1/264
- تفسير ابن كثير، 3/72
- روح المعاني، 15/119
- البرهان في علوم القرآن، 3/239
- بدائع الفوائد، 1/70
- العقيدة السفارينية، 1/90
- اعتقاد الإمام ابن حنبل، 1/306