عنوان المشكلة: مصرة على العفة
صاحب المشكلة: بنت الإسلام من : مصر
المشكلة: السلام عليكم أنا فتاة مسلمة أبلغ من العمر 19 عاماً في المرحلة الجامعية وأنتم أدرى بهذه الفترة الحرجة وأنا فتاة من أسرة عادية ولكنى أعلم جيداً حدود الله ولكنى أواجه مشكلة مع نفسي وهى أنني لا أستطيع أن أضع حدوداً في التعامل مع زميلاتى فى الجامعة وزملاءى من خروج ورحلات جامعية وكل هذه الأمور التي بعد أن افعلها وينتهي اليوم ألومُ نفسي ألف مرة ومن الممكن أن يؤدى إلى ميل عاطفي لأحد من زملائي وأنا حساسة لدرجة كبيرة فقررتُ أن أنهى كل هذه الأمور بارتداء النقاب لأنه الحلُ الوحيد الذي سوف يعينني على نفسي ويضع الحدود رغماً عن أنفى لأني أطلب رضا الله عز وجل وأريد العفة ولكني أواجه مشكلة في ارتدائه من بعض زميلاتى يقولوا إنتى هتبعدى كده عننا ومش هتعرفينا فرديتُ عليهم المهم رضا ربنا ويوجد البعض الآخر يشجعنى على هذه الخطوة ولكن المشكلة الكبرى هي أمي وأختي (والدي توفاه الله) رفضوا ويقولوا هتجبيلنا مشاكل بالنقاب عايزة تلبسي خمار إلبسى إنما نقاب لا وأنا أخاف كل الخوف من أن أرتدي النقاب وبعد فترة أخلعه . وإني رأيت رؤىً كثيرة أعتبرها رسائل من الله لكى ألتزم وأترك أي معصية أو خطأ أفعله . أعتذر على الإطالة ولكني أرجو منكم سرعة الرد وجزاكم الله خيرا
الــــــــــــــــــرد:
يجيب على هذه الإستشارة الأستاذ محمود القلعاوى – داعية إسلامى .
الحمدُ لله رب العالمين .. والعاقبة للمتقين .. ولا عدوان إلا على الظالمين ..
أختى الفاضلة :- أهلاً وسهلاً بكِ وبكلماتك وبآلامِكِ وبأوجاعكِ .. أهلاً وسهلاً بك أختنا الفاضلة على صفحاتِ موقعنا الكريم موقع منارات للعلوم الشرعية .. الذى يُكرم أهله بالنصيحة والصحبة فى الله .. أعانكِ اللهُ على ما أنتِ فيه وكتبَ اللهُ عز وجل لكِ الهداية والتوبة الصادقة .. ويسَّر اللهُ لكِ سبل الخير .. إنه ولىُ ذلك والقادر عليه ..
______________________________________________
أختى الفاضلة .. رائعٌ ما أنتِ مقبلة عليه .. رائعٌ إقبالكِ على التوبة .. إقبالكِ على التغيير .. وقبلها شعوركِ بالذنب كل هذا رائع .. تقبَّل اللهُ منكِ وأعانكِ على توبتكِ .. ولكنْ أذكِّركِ بأن كل مَن يريد التغيير غالباً يجد مُعوقات .. بعضها حقيقى وبعضها ما هو إلا أوهام .. المهمُّ هنا ثبات الواحد فينا أحد هذه المعوقات وتجاوزها ..
______________________________________________
أختى السائلة :- قلتِ إنكِ كثيراً ما تسقطين .. وهنا أقولُ لكِ جددي توبتكِ لربك .. وأحسني حالكِ مع خالقكِ .. ومهما وقعتِ لابد من تجديد الحالِ مع الله عزوجل, وصدق الرحمنُ حين قال بكل رحمة :- ( قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) .. فالتوبة التوبة سيدتى .. كونى دائماً وأبداً مع ربكِ يكن معك .. احرصى على الصلوات وعلى قراءة القرآن وعلى الذكر والتسبيح ومجالس العلم بالمسجد والسير فى قضاءِ حوائج الناس .. كوني مع ربكِ على طول الخط يكن الله معكِ دائماً وأبداً ..
______________________________________________
أختى السائلة :- أمَّا موضوع النقاب .. فما دامتْ أمك ترفض الأمر فلا تعقى والدتك فالأمر فيه خلاف .. واحرصي على حجابكِ وستر جسدك ونفسك بالخمار .. فبِرُ والدتكِ هنا أهم .. واطلبى منها الدعاء بالهداية .. واستجلبى برضاها رضا الرحمن عليك .. واجتهدى أن تقنعيها باللين والرفق وبالحسنى .. وتذكرى أنَّ اللين ما دخل فى شيء إلا زانه وما رُفع عن شيء إلا شانه ..باللين سيدتى تأخذين كل شيىء لبسكِ لنقابك وقبلها رضا أمك وبهذا كله رضا خالقك .. نسأل اللهَ أن يرضى عنا جميعاً ..
______________________________________________
أختى الكريمة :- اذكِّركِ بخطورة الصحبة :- فاحرصى على صحبةٍ صالحة .. واهجرى كل صحبة طالحة وسيئة .. فالصاحب ساحب .. ساحبكِ إمَّا إلى الخير أو إلى الشر .. وهنا أذكرك بقول النبى صلى الله عليه وسلم :- ( لا تصاحب إلا مؤمناً ) نَعم صحبة المؤمنة الصالحة تذكرك بربكِ .. بصلاتكِ .. بصومكِ .. بالطاعة عموماً أمَّا الصحبة السيئة فتذكرك بكل ما هو غير نافع .. وما تعانيه مثالٌ على ما أقول .. فاحرصى أختى الكريمة على أن يكون لكِ صحبة صالحة تأخذ بيدكِ للجنة وليس صحبة سيئة تاخذكِ للنار والعياذ بالله ..
______________________________________________
أختى هيا أذكر لك بعضَ الأفكار التي تعينكِ على التخلص مما تُعانيه :-
- احرصي على أن تكون علاقتكِ بربك أحسن ما تكون ..
- احرصى على أن تجددي التوبة دائماً مهما حدث ونذكركِ بأن بابه مفتوح دائماً لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها..
- احرصي على الصلوات الخمس وختم الصلاة وصلاة السنن القبلية والبعدية .
- احرصى على أن تكون لكِ صاحبة صالحة تأخذكِ لربكِ وليس لشيطانِك .
- اشتركى فى أى جمعيةٍ تطوعية تشاركين زميلاتكِ أعمالاً تطوعية نافعة ومفيدة لدنياكِ وآخرتك .
- تقربى من أمك أكثر وأكثر واجعلى بِرها من أولويات حياتك ..
- امتنعى تماماً عن الخروج فى مثل هذه الرحلات المختلطة التى تُسبب لك كل هذا الإزعاج
- لا تجلسى منفردة بأي حالٍ من الأحوال .. فالشيطانُ من الواحد أقرب ومن الإثنين أبعد والثلاثة أبعد وأبعد ..
- اشغلى كل لحظة من حياتك .. واحذرى الفراغ فإنه السمُ القاتل .. والموت البطىء ..
- وأخيراً كونى مع ربكِ يكن الله عز وجل معك ..
انتظر رسالتك تخبرينى بجديدك .. وفقكِ الله لكل خير .. والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته