تصفيد الجن والشياطين في رمضان

تصفيد الجن والشياطين في رمضان.
صفدت: أي" شدت وأوثقت " 0
أخرج الترمذي وابن ماجة عن أبى هريرة رضي الله عنه عن رسول الله r0قال : (إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ).
وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله -" r "-: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الرحمة ،وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)متفق عليه
قال:بى هريرة رضي الله عنه أن النبي -" r"- قال: (أعطيت أمتي خمس لم تعطهن أمة قبلهم ، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك،وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا،ويزين الله كل يوم جنته ثم يقول :يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنه المؤنة و الأذى ويصيروا إليك ،وتصفد فيه مردة الشياطين لا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ،ويغفر لهم في ليلة ،قيل يا رسول الله ،أهي ليلة القدر ؟قال :لا ولكن العامل إنما يوفي أجره إذا قضى عمله )رواه أحمد
قال العلامة محمد بن مفلح رحمه الله تعالى : (الشياطين تسلسل وتغل في رمضان على ظاهر الحديث أو المراد مردة الشياطين كما في هذا اللفظ 0وكذلك جزم به أبو حاتم بن حيان وغيره من أهل العلم ،فليس في ذلك إعدام الشر بل قلة الشر لضعفهم ))0
قال :وقد أجرى الإمام أحمد هذا على ظاهره ،قال عبد الله بن الإمام أحمد :قلت: لأبى قد نرى المجنون يصرع في شهر رمضان ؟ قال :هكذا جاء الحديث ولا تكلم في ذلك 0
قال :فإن أصل أحمد أن لا يتأول عن الأحاديث إلا ما تأوله السلف ،وما لم يتأوله السلف لا يتأوله ))
قلت :إن ما قاله الإمام أحمد ردا على قول ابنه (نرى المجنون يصرع في شهر رمضان )هكذا جاء الحديث يحتاج إلى توضيح حيث أن صرع المجنون في رمضان لا يناقض الحديث بل يوافقه ويسير معه حيث ذكر الحديث أن الذي يصفد هم المردة من الجن والشياطين وليس كل الجن والشياطين أي أن المردة يصفدوا أما الضعفاء فيظلوا في حرية تامة وهذا يترتب عليه قلة الشر وليس انعدامه 0
وهذا الحديث السابق قد فتح علينا بابا عظيما في دراسة عالم الجن حيث أنه مكننا من معرفة قوة الجن الصارع بدون القراءة على المصروع حيث لو كلمت المصروع علمت منه قوة الجني الصارع 0
فكيف نعرف قوة الجني هل هو مارد أم عفريت أم أقل من ذلك ؟
قلت :أن معرفة قوة الجني الصارع أمر سهل يسير –إن شاء الله –وذلك يكون بمتابعة أحوال المريض خلال شهر رمضان ومعنى هذا أن الأمر يتطلب أن يكون المريض مر عليه أو حتى دخل عليه شهر رمضان ثم ننظر إلى :-
1-إن كان المريض في رمضان يعاني من أعراض الصرع، فهذا دليل على أن الجن من النوع الضعيف 0
2-إن كان المريض في رمضان لا يعانى من أعراض الصرع و كأنه لم يصاب بشيء فهذا دليل على أن الجني من النوع القوى مارد أو عفريت 0
وهذا الكلام ليس هراء بل هذا الكلام عليه دليل من السنة الصحيحة وهو قول رسول الله -" r "- : (إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن )) 0ومن هذا الحديث نفهم أن في رمضان تصفد مردة الجن والشياطين ،وبذلك لا يستطيعون مزاولة نشاطهم ومن هنا إذا كان المريض مصاب بجن مارد أو عفريت ،فإنه في رمضان خاصة يبدو طبيعي جدا ؛ لأن الجن المارد يكون مصفد في شهر رمضان كما أخبر بذلك النبي -" r"- 0ولكن بعد شهر رمضان يعود وتعود الأعراض كما هي 0
ومن هذا نفهم أيضا إذا كان المريض مصاب بجن ضعيف ،فإنه في رمضان يكون كما هو أو تقل الأعراض قليلاً إذا كان المريض يصوم ،ولكنها لا تختفي ،وهذا لأن الجن لا يزال يزاول نشاطه لأن الحديث ذكر التصفيد للجن المارد أما الجن الضعيف فإنه يظل موجود لا يصفد .
ولذلك فإننا في رمضان نسمع نباح الكلب أو نهيق الحمار وذلك لتصفيد،ت الشياطين، فكيف يكون ذلك في شهر رمضان مع أنه فيه ((تصفد مردة الجن والشياطين ))؟!أقول إن الحديث ذكر المردة أما الجن الضعيف فإنه يظل من غير تصفيد، فإذا رأته الكلاب أو الحمير أصدرت صوتها، وإذا كان صارعاً لأحد زاول نشاطه عليه حتى ولو في شهر رمضان.
وبذلك نصل إلى القول ،بأن الحالتين-وهما بيان قوة الجن- اللاتي ذكرناهما سابقاً عليهما دليل يقويهما ويثبتهما ،وليس كلام من باب المراء ،ولكن عليهما دليل من السنة الصحيحة ،وهو الذي ذكرناه وشرحناه .
وأضيف شيء آخر وهو من الممكن أن تلاحظه من كلام المريض أو كلام أهله عندما يحدثوك عن الذين سبق لهم محاولة العلاج خاصة إن كانوا من الدجالين والمشعوذين الذين يسألون عن اسم أم المريض أو يطلبون قطعة من ملابسه أو يضعون له البخور وغير ذلك مما سوف نذكره لا حقاً .
فإذا وجدت هذا الدجال بعدما تمتم بكلمات قال لا أستطيع أن أكمل العلاج أو قال أرسلوا إلى غيري ،أو قال إنه جن صعب جداً لا أقدر عليه ،وهذا كله لأن هؤلاء الدجالين يعاشرون الجن و في الغالب الجن الذي يقبل التعامل مع الدجالين يكون ضعيفاً أما الجن القوى فيرفض هذا التعامل ،وهذا الجني الذي يعاشر الدجال يستخدمه في معرفة أحوال هذا الجني الصارع وطرده إن استطاع هذا ولكن عندما يعلم أن الجني قوى يخبر الدجال بهذا فيخاف الدجال فيغادر المكان خوفاً على نفسه .