إنَّ للشهوات سلطانًا على النفوس، واستيلاءً وتمكنًا في القلوب، فتركها عزيز، والخلاص منها عسير، ولكن من اتقى الله كفاه، ومن استعان به أعانه. قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾[الطلاق:3] وإنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد مَنْ تركها لغير الله، أمَّا مَنْ تركها مخلصًا لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا أوَّل وهلة؛ ليُمتَحن أصادق في تركها أم كاذب، فإن صَبَرَ على تلك المشقة قليلًا استحالت لذة، وكلما ازدادت الغربة في المُحَرم، وتاقت النفس إلى فعله، وكثرت الدواعي للوقوع فيه عَظُم الأجرُ في تركه، وتضاعفت المثوبة في مجاهدة النفس على الخلاص منه.
نماذج لأمور من تركها لله عوّضه الله خيرًا منها
1- من ترك مسألة الناس، ورجاءهم، عوّضه خيرًا مما ترك، ورزقه عزة النفس، والاستغناء عن الخلق.
2- من ترك الاعتراض على قدر الله، فسلّم لربه في جميع أمره رزقه الله الرضا واليقين..
3- من ترك الذهاب للعرافين والسحرة رزقه الله الصبر، وصدق التوكل، وتَحَقُقَ التوحيد.
4- من ترك التكالب على الدنيا جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا راغمة.
5- من ترك الكذب، ولزم الصدق فيما يأتي ويذر هُدي إلى البر، وكان عند الله صديقًا.
6- من ترك المراء وإن كان مُحقًا ضُمن له بيت في ربض الجنة.
7- من ترك الغش في البيع والشراء زادت ثقة الناس به، وكثر إقبالهم على سلعته.
8- من ترك الربا، وكسب الخبيث بارك الله في رزقه، وفتح له أبواب الخيرات والبركات.
9- من ترك النظر إلى المحرمات عوّضه الله فراسة صادقة، ولذة يجدها في قلبه.
10- من ترك البخل، وآثر الكرم والسخاء أحبه الناس، واقترب من الله ومن الجنة.
11- من ترك الكبر، ولَزمَ التواضع كمل سؤدده، وعلا قدره، وتناهى فضله.
12- من ترك المنام ولذتة، وقام يصلي لله عز وجل عوضه الله فرحًا، ونشاطًا، وأنسًا.
13- من ترك التدخين، وكافة المسكرات والمخدرات أعانه الله، وعوضه صحة وسعادة