يقول الشيخ عبد الخالق العطار في كتابه (الحسد ) : (قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – ( العين حق ويحضرها الشيطان ) فكما أنه يوجد شيطان ساحر هو الغول والسلعة فإنه يوجد شيطان حاسد مثل الغول والسلعة وشيطان يصيب المحسود مثل الشيطان خادم السحر 0
ويؤكد هذا المعنى قول النبى – صلى الله عليه وسلم – (ستر ما بين عورة ابن آدم وأعين الجن بسم الله ) 0
وأعين جمع عين 0
فكما أن من الإنس إنسان يقال له حاقد حاسد عائن فيقال لمن فيه نفس الصفات من الجن حاقد حاسد عائن والعائن من الجن هو الشيطان الحاسد على وزن الشيطان الساحر والغول 0
ومن أحسن وأدق ما كتبه الإمام ابن القيم في تفسيره للمعوذتين صــ39 ما نصه : (والشيطان يقارن الساحر ويقارن الحاسد ويحادثهما ويصاحبهما لكن الحاسد تعينه الشياطين بلا استدعاء منه للشيطان لأن الحاسد شبيه إبليس وهو في الحقيقة من أتباعه لأنه يسعى ويطلب ما يحبه الشيطان من فساد الناس وزوال نعم الله عنهم كما أن إبليس حسد آدم لشرفه وفضله ،وأبى أن يسجد لآدم حسداً ،فالحاسد من جنس إبليس وأما الساحر فهو يطلب من الشيطان أن يعينه بل إن الساحر يعبد الشيطان ليقضى له حاجته والمقصود إن الساحر والحاسد كل منهما قصده الشر لكن بطبعه ونفسه وبغضه للمحسود والشيطان يقترن به ويعينه ويزين له الحسد و يأمر بموجبه و الساحر بعلمه و كسبه و شركه و استعانته بالشيطان )الحسد صـــــــ 56-57