منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
مرحباً بكم في منتدى الدكتورياسرعبدالله للتأصيل الإسلامي







منتدى الدكتور ياسر عبدالله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الدكتور ياسر عبدالله

إسلامـــــــي - تربـــــــــوي - تعليـــــــمي - إجتماعــــــي- تكنولوجـــــــي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 اقتران اسم الله القريب باسمه المجيب.. حكم وأسرار

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
علاءمحمدحسين خلف الله
عضو ملكي
عضو ملكي
علاءمحمدحسين خلف الله


عدد المساهمات : 1622
تاريخ التسجيل : 16/05/2010
العمر : 43

اقتران اسم الله القريب باسمه المجيب.. حكم وأسرار  Empty
مُساهمةموضوع: اقتران اسم الله القريب باسمه المجيب.. حكم وأسرار    اقتران اسم الله القريب باسمه المجيب.. حكم وأسرار  Icon_minitimeالثلاثاء 26 يوليو 2011 - 23:53

بقلم: د. توفيق علي زبادي


قرن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بين اسمه القريب واسمه المجيب في مواضع، ولهذا الاقتران حكم وأسرار نعرضها في السطور التالية:

اقترانهما في القرآن:

قال تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) (البقرة: من الآية 186)، وقال تعالى على لسان صالح عليه السلام (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ)(هود: من الآية 61) أي: قريب ممن دعاه دعاء مسألة، أو دعاء عبادة، يجيبه بإعطائه سؤله، وقبول عبادته، وإثابته عليها، أجل الثواب.



وقربه تعالى نوعان: عام، وخاص.



فالقرب العام: قربه بعلمه، من جميع الخلق، وهو المذكور في قوله تعالى: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) (ق: من الآية 16).



والقرب الخاص: قربه من عابديه، وسائليه، ومحبيه، وهو المذكور في قوله تعالى: (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) (العلق: من الآية 19).



وهذا النوع، قرب يقتضي ألطافه تعالى، وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لمراداتهم (1)، والقرب هنا مستعار للرأفة والإكرام؛ لأن البعد يُستعَار للجفاء والإعراض.



وهنا تساؤل: لماذا قال لهم صالح عليه السلام: (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ الآية)؟!



لأنهم استعظموا أن يكون جرمهم مما يقبل الاستغفار عنه، فأجيبوا بأن الله قريب مجيب(2).



وقال سيد قطب- رحمه الله- والإضافة في "ربي" ولفظ "قريب" ولفظ "مجيب" واجتماعها وتجاورها.. ترسم صورة للحقيقة والألوهية كما تتجلى في قلب من قلوب الصفوة المختارة، وتخلع على الجو أنسًا واتصالاً ومودةً، تنتقل من قلب النبي الصالح إلى قلوب مستمعيه لو كانت لهم قلوب!؛ ولكن قلوب القوم كانت قد بلغت من الفساد والاستغلاق والانطماس درجة لا تستشعر معها جمال تلك الصورة ولا جلالها، ولا تحس بشاشة هذا القول الرفيق، ولا وضاءة هذا الجو الطليق(3).



اقترانهما في السنة:

عَنْ أَبِي مُوسَى أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ ، فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالدُّعَاءِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ قَرِيبًا مُجِيبًا يَسْمَعُ دُعَاءَكُمْ وَيَسْتَجِيبُ"(4).



علة الإبطاء في الإجابة:

قال ابن الجوزي- رحمه الله- رأيت من البلاء العجاب؛ أن المؤمن يدعو فلا يُجَاب، فيكرر الدعاء وتطول المدة، ولا يرى أثرًا للإجابة، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي احتاج إلى الصبر.



وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب.



ولقد عرض لي من هذا الجنس، فإنه نزلت بي نازلة؛ فدعوت وبالغت، فلم أر الإجابة، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده.



فتارة يقول: الكرم واسع والبخل معدوم، فما فائدة تأخير الجواب؟.



فقلت: اخسأ يا لعين، فما أحتاج إلى تقاضي، ولا أرضاك وكيلاً.



ثم عدت إلى نفسي فقلت: إياك ومساكنة وسوسته، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفى في الحكمة.



قالت: فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة.



فقلت: قد ثبت بالبرهان أن الله عزَّ وجلَّ مالك، وللمالك التصرف بالمنع والعطاء، فلا وجه للاعتراض عليه.



والثاني: أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة، فربما رأيت الشيء مصلحة والحق أن الحكمة لا تقتضيه، وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب، من أشياء تؤذي في الظاهر بقصد بها المصلحة، فلعل هذا من ذاك.



والثالث: أنه قد يكون التأخير مصلحة، والاستعجال مضرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي".



والرابع: أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك، فربما يكون في مأكولك شبهة، أو قلبك وقت الدعاء في غفلة، أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه.



فابحثي عن بعض هذه الأسباب لعلك توقنين بالمقصود، كما روي عن أبي يزيد رضي الله عنه:

أنه نزل بعض الأعاجم في داره، فجاء، فرآه فوقف بباب الدار، وأمر بعض أصحابه فدخل، فقلع طينًا جديدًا قد طينه، فقام الأعجمي وخرج.



فسئل أبو يزيد عن ذلك فقال: هذا الطين من وجه فيه شبهة، فلما زالت الشبهة زال صاحبها.



وعن إبراهيم الخواص رحمة الله عليه أنه خرج لإنكار منكر، فنبحه كلب له فمنعه أن يمضي، فعاد ودخل المسجد، وصلى ثم خرج، فبصبص الكلب له فمضى، وأنكر فزال المنكر.



فسئل عن تلك الحال فقال: كان عندي منكر، فمنعني الكلب، فلما عدت تبت من ذلك، فكان ما رأيتم.



والخامس: أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب، فربما كان في حصوله زيادة إثم، أو تأخير عن مرتبة خير، فكان المنع أصلح.



وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو، فهتف به هاتف: "إنك إن غزوت أسرت، وإن أسرت تنصرت".



والسادس: أنه ربما كان فقد ما تفقدينه سببًا للوقوف على الباب واللجأ، وحصوله سببًا للاشتغال به عن المسئول.



وهذا الظاهر بدليل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ.



فالحق عزَّ وجلَّ علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه، فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه، يستغيثون به، فهذا من النعم في طي البلاء (5).



الهدايات المستنبطة من اقتران اسم الله القريب باسمه المجيب:

1- أن الله قريب من كل من أقبل إليه، مجيب لكل من ناداه.

2- على الدعاة إرشاد الناس إلى ربهم مهما فعلوا من جُرْم، فإنه قريب منهم إذا دعوه، مجيب لهم إذا سألوه، تواب لذنوبهم إذا تابوا ورجعوا إليه.

3- إخفاء الدعاء والإسرار به لله سبحانه وتعالى: لأنه دال على قرب صاحبه من الله وأنه لاقترابه منه وشدة حضوره يسأله مسألة أقرب شيء إليه؛ فيسأله مسألة مناجاة للقريب لا مسألة نداء البعيد للبعيد، ولهذا أثنى سبحانه على عبده زكريا بقوله: (إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً (3)) (مريم)، فكلما استحضر القلب قرب الله تعالى منه وأنه أقرب إليه من كل قريب، وتصور ذلك أخفى دعاءه ما أمكنه ولم يتأت له رفع الصوت به، بل يراه غير مستحسن، كما أن من خاطب جليسًا له يسمع خفي كلامه فبالغ في رفع الصوت استهجن ذلك منه، ولله المثل الأعلى سبحانه (6).

1- من آداب الدعاء عدم الاستعجال: عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي- صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ: "لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ". قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الاِسْتِعْجَالُ قَالَ: "يَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِى فَيَسْتَحْسِرُ(7) عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاءَ"(8). وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ، وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ، إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ: إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا" قَالُوا: إِذًا نُكْثِرُ، قَالَ: "اللَّهُ أَكْثَرُ" (9).



1- كلما استجاب المرء لأوامر لله ورسوله، أجاب الله نداءه إجابة تليق بجلاله وكرمه وجوده، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75)) (الصافات)، أي كنا بما لنا من العظمة له ولغيره ممن كان نعم المجيبُ لنا، هذه صفتنا لا تَغير لها.



2- كلما تقرب العبد من الله بالطاعات المُرضية له المُفرحة له، تقرب الله من عبده تقربًا يليق بجلاله وعظمته، حتى تتحقق للعبد محبة الله سبحانه وتعالى، ويوفقه الله إلى كل ما يرضيه ويكون على مراده سبحانه.



3- الإكثار من الدعاء بـ"يا قريب يا مجيب": عن اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُقْبَةَ بَصِيرًا ثُمَّ رَأَيْتُهُ قَدْ عَمِيَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَصِيرًا، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ رَأَيْتُكَ بَصِيرًا، ثُمَّ عَمِيتَ، ثُمَّ أَبْصَرْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَبِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: "رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لِي قُلْ: يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ، يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ، يَا لَطِيفُ لِمُا يَشَاءُ فَقُلْتُهَا فَرَدَّ اللهُ عَلَيَّ بَصَرِي"(10).



وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الهوامش:

1- السعدي: 384

2- التحرير والتنوير: 11/ 288.

3- الظلال: 4/ 1907.

4- مسند الإمام أحمد: 4/ 403 قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط الشيخين.

5- صيد الخاطر: 69- 70.

6- بدائع الفوائد: 3/ 518.

7- يستحسر: ينقطع عن الدعاء

8- صحيح مسلم: باب بَيَانِ أَنَّهُ يُسْتَجَابُ لِلدَّاعِي مَا لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولُ دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي (7112).

9- مسند أحمد: 3/ 18- قال الشيخ الألباني: صحيح.

10- شعب الإيمان الرجاء من الله تعالى (1054).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فاطمة جمعة
مشرف سابق
مشرف سابق
فاطمة جمعة


عدد المساهمات : 2437
تاريخ التسجيل : 08/08/2010
العمر : 34

اقتران اسم الله القريب باسمه المجيب.. حكم وأسرار  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اقتران اسم الله القريب باسمه المجيب.. حكم وأسرار    اقتران اسم الله القريب باسمه المجيب.. حكم وأسرار  Icon_minitimeالسبت 15 أكتوبر 2011 - 22:07


بارك الله فيك علاء

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اقتران اسم الله القريب باسمه المجيب.. حكم وأسرار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» اقتران الصبر بالتقوى....حكم وأسرار
» اقتران التوبة بالاصلاح فى القرآن الكريم............حكم وأسرار
» حكم وأسرار من قول الله تعالى(وعسى أن تكرهوا شيئا وهوخيرلكم)
» اقتران التعظيم لأمر الله عزوجل والشفقة على الخلق فى القرآن الكريم
» سر سبحان الله والحمد لله ولا الله الا الله والله اكبر.......

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الدكتور ياسر عبدالله :: العلوم الدينية :: العلوم الدينية :: فقه الأذكار وفن الدعاء-
انتقل الى: