المعنى الحقيقي لاجتماع المسلمين في موسم الحج
بقلم: عمر التلمساني (يرحمه الله)
نستروح أيامنا هذه عطر زمزم والحطيم.. وتخفق قلوبنا الرانية إلى أطهر بقاع الأرض بالحنين الواله، لصلاة أشرف معبدين في الوجود، وتصيخ آذاننا، واعية مستبشرة إلى ترانيم التلبية والتهليل، بين بطحاء مكة، أم القرى، والمدينة مثوى الحبيب المحبوب.. موسى عليه الصلاة والسلام يضرع إلى ربه أن يشرح صدره مبتهلاً: ﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25)﴾ (طه)، ومحمد عليه الصلاة والسلام يفاض عليه شرح الصدر في غير مسألة ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)﴾ (الشرح)، وتزدهي آمالنا الواسعة بلقاء الإخوة من المسلمين ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10)، ونسعد بالتطهر إذ نَهُمُّ بالحج، فندع المنهي عنه ولو تنزيهًا ونأخذ أنفسنا بالجد والتطهر وترك الشبهات، استعدادًا لزيارة بيت الله الحرام، طاهرين مهيئين لتلقي الرضا والرحمات والقبول ﴿أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ (البقرة: من الآية 197).
للحج مناسك تزار وترى وتؤدى، وللآمال العِرَاض بالقبول والغفران استشراف يؤرق المضاجع، ويؤجج الشوق ويبعث الحنين.. قلوب خاشعة وألسنة ذاكرة، وأعين دامعة، وتبتلات ضارعة، في منازل الوحي، ومطالع النور، وأمين الدعوة عليه الصلاة والسلام بين القرى رائح غدَّاء.
كل هذا رائع وجميل ومطلوب، وفيه من الخير ما إلى التهوين من شأنه سبيل، ولكن أهذا هو الحج؟ أهذه حكمته؟ أهذه هي روعته؟ أمن أجل هذا وحده، ونفعه عائد إلى صاحبه، يطالبنا العليم الخبير الحكيم بترك الأهل والمال والولد؟! ألهذا نغادر أوطاننا من أقصى الديار! ألهذا وحده نحتمل مشاق السفر، ووعثاء الطريق ووعرة السير، وغصص الغربة، وتعطيل المتجر والعمل؟! أمن أجل هذا يهيب رب القدرة بنبيه عليه الصلاة والسلام ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)﴾ (الحج)، ألهذا وحده استجاب العلي الكبير دعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، يوم أن ناداه: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنْ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ (الرعد: من الآية 37)، الأمر أجلُّ من كل هذا شأنًا، وأعمق غورًا، وأبعد أثرًا، وأخلد ذكرًا.
تعالوا أيها الإخوة المسلمون، أيها الأحباب المؤمنون، تعالوا نقف لحظات، متأملين متفكرين، بين أضواء قوله تبارك وتعالى ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ (الحج: من الآية 28)، ألا ترى تعميم المنافع أولاً، ثم تخصيص الذكر بعد تعميم؟! أليس من وراء ذلك شيء يراه من كان له قلب يقظ، وفهم وسيع؟!.
إن من أجلِّ هذه المنافع التي يسعى إليها المسلمون في الحج أن يجتمع زعماء العالم الإسلامي، حكامًا ومفكرين، صافية نفوسهم، خاشعة قلوبهم، بادية حسرتهم على حال أممهم اليوم، وبعدها عن حال أسلاف لهم سبقوهم إلى تلك البطاح.
أين هي عزة الحاكم المسلم الذي لا يرضى لنفسه ولا لأمته ضيمًا أو هوانًا.. أين هم من وحدة طالبها بها ربهم، ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52)﴾ (المؤمنون)، أين هم؟ وقد هانت الدراهم في عالم المادة والجحود والاستغلال، وكأنهم اليوم قصد الشاعر.
ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأذنون وهم شهود
أين هم من دين يهيب بهم إلى مراتب الرفعة ومنازل الجلال، حتى تدين لهم الدنيا بالرهبة والاتقاء؟!
أين هم من قوة سادت بفضلها عقيدتهم دنيا السلام، ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (25)﴾ (يونس).
تمزقت الوحدة، وضعفت القوى، وهان الشأن، وخفت الصوت الرنان، وعلت جعجعة السباب، وطحن الانحدار، وهم عن كل ذلك، ولا شك، مسئولون، يوم يذهب الذهب، ونعدم المتع، ويضيع السلطان.
ما بالكم يا حكام المسلمين لا تتجمع كلمتكم على الأخوة ونصرتها؟! ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10)، فكونوا حكامًا إخوانًا.
ما بالكم لا تغضون عن الشتائم ولا تأخذون بالصبر والصفح والتسامح، ولا تمرون باللغو كرامًا، ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ﴾ (القصص: من الآية 55).
ما بالكم لا تنصرفون إلى قضيتكم الكبرى، قضية دينكم، وتشتغلون بالقضايا الجانبية التافهة، التي يثيرها فيما بينكم خصوم الإسلام، والخسار في كل هذا عليكم وعلى المسلمين، وأنتم المتسببون؟!
الأستاذ عمر التلمساني
ما بالكم ميادين مهيئة لتجربة أسلحة الخصوم، وخصوم دينكم تستنفد أموالكم وتلهيكم عن مصالح شعوبكم، وتحصد أفراد أممكم في غير ما عناية سامية، ولا هدف كريم؟!
ما بالكم تجتمعون ولكلٍّ وجهة هو موليها، والمفروض فيكم أن تستقبلوا الخيرات؟! وتصدرون من القرارات ما لا ينفذ إلا فيما لا يعود على الإسلام بخير؟! وتظنون أنكم تحسنون صنعًا.
لقد شبت شعوبكم عن الطوق، وبلغت السعي، وأدركت الوعي فهي تقدر كل ما تخفيه الظواهر، ومهما تبطن تظهره الأيام، ﴿قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ﴾ (آل عمران: من الآية 29).
ما بالكم لا تضحون بذواتكم، وقد اشتراها الله منكم بأن لكم الجنة ولا تضحون بأموالكم وسلطانكم في سبيل من هيأها لكم، وأفاضها عليكم، بلا حول منكم ولا قوة.
ما بالكم لا تستعينون ببعضكم البعض، بدلاً من استعانتكم بمن هنا وهناك، وأنتم يد على من عاداكم، ويسعى بذمتكم أدناكم تولون وجوهكم حيث تبدد الأموال، ويخيب الرجال والآمال، ويعصف بأقدار الرجال!! أولئك الذين يبيتون لكم شرًا، وينوون بكم غدرًا، مآله الزوال والاضمحلال.
هذا أوان الحج قد أظلكم زمانه، هذا داعي الحج يهيئ لكم الفرصة الغالية فهبوا وتطهروا وتعاونوا على البر والتقوى، ولا تنابزوا بالألقاب، ولا يثيرها دعوى جاهلية يراكم الله منها هذا هو مؤتمر الحج فيمموه، هذا هو مؤتمر القمة حقًّا إن كنتم فاعلين.
اجعلوا موسم الحج مؤتمر السلام بينكم جميعًا، ثم اجعلوه مؤتمرًا للوحدة منها، ثم اجعلوه مؤتمر التضامن والنصر عاليًا رفيعًا، هناك تحبكم شعوبكم وتخلص لكم بل تفتديكم، فترسخ أقدامكم، وتسلم ذواتكم، بعيدًا عن الدروع والتجسس والمخابرات، فما لبشر حماية من قدر الله، ولو اعتصم في شعاب الجبال، وحتى لو كان في بروج مشيدة.
اعقدوا مؤتمر الحج، واسألوا بين زمزم المقام من شئتم من مسلمي الفلبين وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا والهند وجنوب إفريقيا وغيرهم ممن تشاءون، اسألوهم ماذا يفعل بهم، وكيف ينكل بهم فيشردون ويطيحون ثم يقتلون، لا لشيء إلا أنهم مسلمون، ثم تشاوروا فيما بينكم كأمراء مسلمين ماذا يجب أن يفعل الإخوة لكم في الله؟ وتساءلوا: هل ينجيكم من الله أن تقيموا علاقات سياسية بينكم وبين حكومات هاتيك البلاد، وهل يفعلون بالمسلمين عندهم ما تعلمون أو ما لا تعلمون، أم النجاة لكم من حساب الله أن تكونوا معهم على غير ما أنتم عليه اليوم من علاقات ومعاملات، إنكم كحكام مسلمين لستم مسئولين عن المسلمين في بلادكم، ولكنكم مسئولون جميعًا عن كل مسلم في أية بقعة من بقاع الأرض، ورحم الله المعتصم يوم أن نادته مسلمة في بلاد الروم: وامعتصماه، فلبى النداء على خيله البلق العناق أمانة، وضعها الله في أعناقكم يا حكام المسلمين، وحملكم مسئوليتها، وإنها لجسيمة خطيرة، وإنها يوم القيامة لنعمة وكرامة، وإلا فإنها لحسرة وندامة، اذكروا في موسم الحج أمجاد أسلافكم، ومواقف حكام المسلمين يوم أن دان لهم المعروف من الأرض في ذاك الزمان، وخلد التاريخ ذكراهم في أنصع صفحاته دينًا وإصلاحًا وعزًا واقتدارًا.
أما أن نضرب صفحًا عن مؤتمر كهذا ومؤتمر كذا بين حين وحين، وكأنها أسواق تقام ثم تنفض، تعالوا إلى مؤتمر الحجيج وحسبكم أن يعقد في العام مرة على تقوى من الله ورضوان، فيكفيكم عن النظام المشي حينًا والسعي حينًا، تعالوا إلى مؤتمر ترفرف فيه يد الله بالرحمة فوق رءوسكم، لتنجيكم من حمل أثقالكم وأثقال مع أثقالكم، تعالوا فأقيموا ليالي وأيامًا على مشارف التجرد والصدق والإخلاص، تحفكم قلوب المسلمين الحاجين، تدعو لكم بالنجاح والتوفيق، وتحفكم ملائكته بالرحمة والإرشاد.
هذا رجائي إليكم، ورجاء المسلمين، هذا أملي فيكم؛ بل أمل الملايين من المسلمين.. هذه أنَّة مكلوم الفؤاد مما صار إليه حال المسلمين في أخريات السنين، عودوا إلى كتابكم واجعلوه شرعة لكم، واذكروا كلمة مرشد الإخوان السابق الأستاذ الهضيبي رضوان الله عليه يوم أن قال: "أقيموا دولة القرآن في قلوبكم تقم على أرضكم"، ويا لها من كلمة حق صادرة من قلب ملأه الله باليقين، ولا نزكي على الله أحدًا.
إنها صراحة من مسلم لا يخشى في الله سلطانكم، كما أنه لا يستهين بأقداركم وله في مرشد الإخوان المسلمين الأسبق، الإمام الشهيد حسن البنا رضوان الله عليه له فيه قدوة طيبة سامية، يوم أن كان يخاطب أصحاب الجلالة والسمو والفخامة، ملوك وأمراء ورؤساء المسلمين، في صدق المؤمن، وصراحة الصادق، ولا خير فينا إذا لم نقلها، ولا خير فيكم إذا لم تسمعوها، فالدين النصيحة لله ورسوله أولاً، ثم لكم ثانيًا، ولولا أني أحب الخير لما واجهتكم بما قد لا يرضيكم، أيًّا كانت نتائج كلمة الحق تقال للحاكم.
فامشوا على الأرض هونًا، وقولوا خيرًا وقاربوا وسددوا، يرفع الله من شأنكم، ويدعم سلطانكم، ويلقي بزمام الأمور إليكم وينزلكم المنزلة التي يرضاها الله للصالحين من عباده، وإلا فلكم في الأندلس عبرة أية عبرة، والسعيد من اتعظ بغيره.
أما أنتم أيها الحجاج، زوَّار بيت الله وعُمَّاره، فاستأنسوا وتريثوا، وتعارفوا وتوددوا وتآلفوا وتحاببوا، ففي كل هذا منافع لكم، إن الله خلقكم ثم جعلكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا.
لا تجعلوا حجَّكم تمسحًا بالأركان في غيبة الوجدان، ولا تجعلوه هديرًا باللسان، والغفلة متلبسة بالجنان، تزاوروا في الله يغفر لكم ذنوبكم، وتدارسوا شئون دينكم، يفسح الله لكم، لموا شعثكم ووحدوا اتجاهاتكم، فعلى تضامنكم وترابطكم، وصدقكم ورجولتكم، ينزل حكامكم، استجابة لمطالبكم.
تعرفوا إلى مشاكلكم، وليذكر بعضكم بعضًا، إنكم أخوة في الدين، فرابطة الدين أقوى وأطهر من رابطة الدم والنسب، إن الأخوة في الدين تبيح الوراثة، والاختلاف في الدين يحرمه حتى بين الابن وأبيه.
إن المسلم إذا نزل في بلد مسلم آخر، تفنن في استغلاله، واستلاب ماله، والدين يمنع من ذلك ويحض على الإيثار ولو على الخصاصة، توبوا إلى الله واجعلوا الحج فرصة لتحقيق توبتكم، وارفقوا ببعضكم تقوى الروابط بينكم وتحقق الأخوة بينكم، وتثبيت القوة فيكم، وتعودوا كما كنتم سادة أعزة، ترهب الدنيا كلها جانبكم.
تعاهدوا في حجكم هذا على الوفاء، لا لأنفسكم فحسب، ولكن لأسركم وأممكم، حتى تصبحوا كالجسد الواحد، إذا ألمت بعضو منه نازلة، تداعت له سائر الأعضاء بالأرق والأنين.
إن خصوم دينكم يؤذيهم تجمعكم في حجكم، ويودون، بجدع الأنف، لو يدكون كعبتكم التي تولون إليها وجوهكم؛ حيث ما كنتم فخيبوا آمالهم، وردوا كيدهم إلى نحورهم، إنهم يكيدون لكم، ويتناولونكم شعبًا شعبًا حتى يفرغوا منكم، ولن تتبينوا حقيقة ذلك بأنفسكم إلا في حجكم، حيث يعرف كل واحد منكم خبر غيره، فيدلي به إلى مواطنيه، لتتقوا الخديعة والمكيدة.
استمسكوا في فترة الحج بحبل الله المتين، إنه فلاحكم وعزكم، فأنتم خير أمة أخرجت للناس إذا فقهتم، لا ترضوا بالدنية؛ فالتلبية اعتصام بالقوي المتين، ولا تركنوا إلى الذلة فبيت الله عزيز الأركان ولا تقيموا على ضيم، ففي ملابس الإحرام مظهر التجرد من المغريات، واطِّراح للدنيا بأسرها دبر الآذان.
طهروا نسككم ففي موقف عرفات أضواء القوة، ووحدة القيادة، والتزام الأمر.
وفوا المشاعر حقها، ففي الطواف صبر وتبتل وفناء، وفي ضحايا العيد رمز الصدق والوفاء، والله معكم ولن يَتِركم أعمالكم.. ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا﴾ (البقرة: من الآية 200)، وكونوا خير الفريقين ﴿فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ (200) وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أُوْلَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (202)﴾ (البقرة).
الحج وكل الفرائض مزرعتكم، فيها حرثكم، ومنها حصادكم ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20)﴾ (الشورى).
معان دارت بالخاطر، فجرت حروفًا على القرطاس، وآمال فسيحة تداعب النفس آناء الليل وأطراف النهار، فإن صادفت خصبًا في القلوب، فقد فزت بالمطلوب، وإلا فإعذار إلى الله، وعلينا أنفسنا لا يضرنا من ضل إذا اهتدينا، ما دام لله عاقبة الأمور، ﴿ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111)﴾ [النحل].
---------------
* نقلاً عن مجلة "الدعوة" العدد (6) – ذو الحجة 1396هـ / نوفمبر 1976م.