أحمد سلامه مشرف سابق
عدد المساهمات : 1609 تاريخ التسجيل : 18/05/2010 العمر : 40
| موضوع: الدعاية الانتخابية في مصر.. موسم للرزق لا يخلو من تهديد الأحد 28 نوفمبر 2010 - 23:12 | |
| " الدعاية الانتخابية في مصر.. موسم للرزق لا يخلو من تهديد "
أمام منفذ صغير لبيع الادوات الكهربائية في سوق شعبية بالعاصمة المصرية جلس أكرم صاحب محل "الفراشة" يتطلع الى الزحام غير عابئ بالنشاط الدعائي والاعلاني المحموم حوله عشية الانتخابات البرلمانية في البلاد. وفيما اصطفت على بعد امتار قليلة مئات من المقاعد وأكوام الاقمشة المطبوعة والقوائم الخشبية اللازمة لنشاطه الذي ورثه عن ابائه فضل أكرم عدم المشاركة في هذا النشاط الدعائي الذي يدر على امثاله عادة عشرات الالاف من الجنيهات.
فاقامة "البوابات الدعائية" على نواصي الطرق والشوارع الرئيسية وتعليق لافتات وملصقات المرشحين عليها هي واحدة من أشهر وسائل الدعاية الانتخابية رغم التطور الهائل في وسائل التواصل مع المواطنين في السنوات الاخيرة.
ويقول أكرم من داخل متجره في شارع السوق الشعبي بمنطقة المنيب انه اعتاد في الماضي المشاركة في هذا النشاط لكنه تجنبه هذه المرة لانه واجه الكثير من المشكلات أهمها الخسارة المادية بسبب احتمال تمزيق او حرق البوابات المؤلفة من أعمدة خشبية واقمشة وأحبال على يد عابثين او خصوم انتخابيين.
ويضيف "أسوأ حاجة (شيء) البلطجية وفيه مرشحين هم انفسهم بلطجية... احيانا لا يسددون ما تم الاتفاق عليه (مقابل الدعاية) اذا خسروا في الانتخابات".
ويقول أكرم ان بعض المرشحين في الانتخابات لا سيما في المناطق الشعبية يستعينون أحيانا بأشخاص مأجورين للضغط على الخصوم أو على الناخبين بوسائل قد تصل للتهديد بالقوة من أجل التأثير على طريقة التصويت.
ورغم سعي أقرانه في نفس المهنة للاستفادة من فرص الاعمال في موسم الانتخابات الا أن اكرم رفض مبالغ تصل الى 12 الفا و25 الف جنيه مصري (ألفي الى أربعة الاف دولار تقريبا) من الربح المتوقع في موسم الانتخابات عملا بمقولة "هين قرشك ولا تهن نفسك".
وهناك اصحاب مهن أخرى يعتبرون الانتخابات موسما مميزا للرزق لكنهم تأثروا حديثا بأسباب أخرى لا علاقة لها بالعنف والبلطجة.
وفي وقت ما كان كتاب المعارضة والادب الساخر في مصر يتندرون بأن ما يستخدم من أقمشة لصنع اللافتات الدعائية خلال موسم الانتخابات يكفي لكسوة ملايين من الفقراء في البلاد.
لكن موسم الانتخابات هذا العام شهد ظاهرة جديدة في أسلوب الدعاية وهي الاعتماد على لافتات بلاستيكية مطبوعة بالكمبيوتر اصطلح على تسميتها (بانرات) بدلا من الاعتماد على لافتات القماش التي يعدها خطاط تقليدي يدويا.
وقال جمال بركات (57 عاما) وهو خطاط يدوي يعمل في منطقة المعادي بالقاهرة "أكيد في تأثير على المهنة من يفط (لافتات) الكمبيوتر .. الناس تحب تجامل المرشحين باللافتات الجديدة اللي (التي) ممكن يحط (يضع) صاحب اليافطة صورة للمرشح عليها مش زي (ليست مثل) اليفط القماش العادية."
وقال الخطاط أيمن جلال (35 عاما) ان سعر اللافتة البانر يتراوح بين 18 و20 جنيها للمتر. ورغم أن سعر لافتة القماش التقليدية اقل من ذلك بكثير لكنه أشار الى أن تراجع الاقبال عليها يرجع جزئيا الى تفاخر المرشحين المتنافسين والناخبين فيما بينهم من خلال البانرات.
والهتافات المميزة تعد أيضا من وسائل التأييد التي يتفاخر بها المرشحون الذين يدفعون بسخاء لجماعة "الهتيفة". وما على الهتيف الا أن يقود مجموعة من الاتباع للصياح بشعارات لصالح المرشح تمتدح خصاله وتعدد انجازاته كلما غدا او راح.
ويقول اشرف وهو واحد من هؤلاء ويمارس تلك الحرفة كل موسم انتخابي في محيط قريته بجنوب الجيزة ان ذلك لا يكلفه الكثير سوى اعداد مجموعة "منتقاة" من الشعارات يؤلفها بنفسه أو بمساعدة أصدقاء ليهتف بها أثناء تجول المرشح على منازل وتجمعات الناخبين.
ويضيف أنه ان لم يحصل على مال فقد يكون من مصلحته "معرفة كبار القوم والقرب منهم فمن الممكن أن تحتاج لواحد منهم في المستقبل".
واشرف اصبح لديه متجر دقيق "مدعوم" منذ بدأ ممارسة تلك الحرفة الموسمية ومن الصعب الحصول على رخصة لذلك النشاط من دون مساعدة شخصية كبيرة كما يقول.
وفي الاحياء الشعبية اصبح عمل هؤلاء "الهتيفة" يفتح الباب امام مجموعة أخرى هم قادة العربات الصغيرة ذات الثلاث عجلات (التوكتوك) للفوز بقطعة من الكعكة الانتخابية. وبدلا من نقل الركاب ينشغل العديد من قادة (التوكتوك) بحمل مكبرات الصوت ومعهم احد "الهتيفة" للمرور عبر الشوارع والازقة الضيقة التي يصعب على العربات والشاحنات الصغيرة دخولها.
وتصل قيمة الوردية "النوبة" الواحدة للتوكتوك وتستمر عشر ساعات تقريبا لنحو 100 جنيه .
| |
|