بسم الله الرحمن الرحيم
العمل الخيري رسالة إنسانية إسلامية ربانية تطوعية تصدر من محتسب (المحتسب: من يفعل الخير احتساباً يقصد به وجه الله تعالي ، لا ينتظر من وراء عمله جزاءً من الناس ولا شكوراً ، وديننا يحثنا علي فعل الخير ، قال تعالي" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (77) وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ… (78) "
ولاتُلامُ علي عدم الاستطاعة ، ولا تلمز القليل ولو كانت تمرة واحدة ، فما يدريك كم فيها من الذرات" فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ "
قال تعالي : (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ) "
وقال صلي الله عليه وسلم " فاتقوا النار ولو بشق تمرة "
( أ ) : ثواب العمل الخيري فى القران والسنة
وحول موقع العمل الخيري في القرآن والسنة نشير إلى أن العمل الخيري في القرآن والسنة جاء بصيغ شتى، بعضها أَمْرٌ به أو ترغيبٌ فيه، وبعضها نهيٌ عن ضده أو تحذيرٌ منه، بعضها مدح لفاعلي الخير، وبعضها ذم لمن لا يفعل فعلهم، بعضها يثني على فعل الخير في ذاته، وبعضها يثني على الدعوة إليه، أو التعاون عليه، أو التنافس فيه؛ ففي الدعوة لفعل الخير قال تعالى: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الحج: 77]، وقال: (وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ) [آل عمران: 115]. وفي قول الخير قال تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) [البقرة: 83]، وفي الحديث: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت”. وفي المسارعة إلى الخير قال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدِّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ) [آل عمران 133، 134]، وفي وصف بعض مؤمني أهل الكتاب: (يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ) [آل عمران: 114]، وفي وصف أهل الخشية من ربهم: (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) [المؤمنون: 61].
ويشير الدكتور القرضاوي إلى حرص الإسلام في دفع المؤمنين إلى التسابق على عمل الخير بقوله تعالى: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا) [المائدة: 48]. وأن يقوم فريق من الناس بالدعوة إلى الخير لقوله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ) [آل عمران: 104]، وقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “من دل على خير فله مثل أجر فاعله”. مع الحض على الخير: مثل إطعام المسكين؛ حتى لا يهلك جوعا، بقول الله تعالى: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الماعون: 1-3]، وقال في شأن الكافر الذي استحق دخول الجحيم: (إِنَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ* وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الحاقة: 33، 34]، وينكر الإسلام على المجتمع الجاهلي تركه لهذه الفريضة: (كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ* وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) [الفجر: 17، 18].
الاسم / أحمد محمود أحمد عمر
شعبة لغة عربية
الدبلومة العامة نظام العام الواحد