(1) كلمة عمل: إننا لا نقصد بالعمل التطوعي تقديم المال أي العمل المالي المحض أو ما كان مشتركاً بين العبادة المالية والبدنية وإنما نقصد تقديم الفعل والقول، والفعل أحياناً يكون بالترك.
(2) كلمة تقديم المال في العمل الخيري سواء كان زكاة أو صدقة أو هبة أو عطية أو قرضاً.
(2) كلمة تطوع : ولا يدخل في العمل التطوعي الفروض والواجبات سواء كانت عينية أو كفائية، معينة أو مبهمة مضيقة أو موسعة، أداء أو قضاء أو نذراً.
وإنما ما ترد تسميته بالمستحب، والمندوب، والأدب، والفضيلة والنفل والتطوع.
والمستحب في الشريعة: ما طلب الشرع فعله لا على سبيل ألإلزام وهو ما يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه.
فهو مستحب: من حيث أن المشرع يحبه ويؤثره.
ومندوب: من حيث أنه بين ثوابه وندب ورغب فيه.
وفضيلة ونفلاً: من حيث أنه زائد على الفرض والواجب.
وتطوعاً: من حيث أن فاعله يفعله من غير أن يؤمر به حتماً.
فيمكن بعد هذه الإخراجات أن نصور العمل التطوعي بأنه:
كل جهد بدني أو فكري أو عقلي أو قلبي يأتي به الإنسان أو يتركه تطوعاً دون أن يكون ملزماً به لا من جهة المشرع ولا من غيره.
مثال ذلك: كتابة العقود، وتغسيل الموتى، إماطة الأذى عن الطريق، إعانة الرجل على دابته ورفع متاعه عليها، أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، أن تعين ضائعاً، إنقاذ الغرقى والهدمى والحرقى، إعانة في مهم كموت وعرس وسفر، كف أذاك عن الناس.
[ المحور الثاني ]
مشروعية الأعمال التطوعية ومكانتها في الإسلام
أولاً: العمل التطوعي في القرآن:
( أ ) قال الله تعالى:
" لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً " سورة النساء آية 114
فالأمر هنا: عمل تطوعي بدني سواء كان أمراً بصدقة أو أمراً بمعروف والسعي بالإصلاح بين الناس: عمل تطوعي بدني.
تفسير الآية:
يقول تعالى:
" لا خير في كثير من نجواهم " يعني لا خير في كثير من كلام الناس وأحاديثهم ومحاوراتهم.
" إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس "
الاسم/محمد عبد الباسط على محمد .الشعبة/حقوق