إن تنمية أي شيء يعني تطويره ونموه وتقدمه حتى يغدو أفضل. فالبذرة التي تزرع تحتاج الكثير من الرعاية والأهتمام والعمل الدؤوب حتى تنمو وتكبر، إذن لابد للمرء أن يجدّ ليطور ما يريد تطويره ، والنفس أو الذات هي أسمى وأهم ما يجب تنميته وتطويره. لا شك أن الكل يود تنمية ذاته ، وأن يكون أفضل من ذي قبل لكن قلة من يسعون لذلك، ويسلكون السبيل الصحيح ليحصدوا ثمار تعبهم، ويصبحون أفضل من الأمس.
كيف أطور ذاتي؟
إنه السؤال الذي يطرحه الكثيرون، وإن اختلفت الصيغة إلا أن البحث مستمر في كيفية أن يكون المرء أفضل، والاجابة على هذا السؤال تفتح خيارات ايجابية كثيرة أمام أعيننا؛ فالإجابة الأولى تكمن في أن تنام مبكراً وتصحو مبكراً؛ فالأشخاص المتميزون والذين يسعون للأفضل هم أعداء للسهر، وأصدقاء لساعات الصباح المبكرة . تلك النسمات الصباحية كافية لتمد الجسد بالقوة والصحة؛ فالتنفس الجيد العميق صباحاً ينشط الجسم والدورة الدموية ، وينعش روح المرء ومن ثم ينال بركة الصباح التي دعا النبي – صلى الله عليه وسلم – بها لمن يشهدها.
وفي طريقك لتطوير ذاتك ستتعرض لبعض الفشل، ان لم يكن الكثير منه ، وهذا النهج الطبيعي الذي يدركه الناجحون دوماً ؛ فالنجاح - كما قيل- لا يأتي إلا اذا سبق بسلسلة من الفشل، ومن تلك التجارب الفاشلة تؤخذ الخبرة والعبرة، ويعرف الطريق إلى النجاح بوضوح. وإنك لتحتاج في رحلتك لتطوير ذاتك التطوير المستمر للمهارات الشخصية عن طريق الإلتحاق بالدورات أو ورشات العمل أو العمل التطوعي. إذ إن الأخير يصقل الشخصية بشكل كبير، ويجعله يحتك بفئة كبيرة من الناس، فيكتسب الخبرة والمهارات اللازمة لخوض غمار الحياة. وبما اننا في عصر التكنولوجيا والحاسوب فيجدر بالساعي نحو التطوير الذاتي اتقان مهارات استخدام تلك التكنولوجيا، وتعلم الكثير من البرامج التي ترفع من كفاءة عمل المرء لدى أصحاب العمل . كما أن محاولة تعلم لغة جديدة واتقان اللغة الأم أمر هام جداً. فعلى الاقل ينبغي أن يتقن المرء لغتين سوى لغته الأصلية، إحداهما اللغة الإنجليزية لسيادتها وانتشارها العالمي .
إن من يسعى لتطوير ذاته حقاً يتربط ارتباطاً وثيقاً بالكتب، ويجعل القراءة عادة يومية يمارسها بشغف ودافع عميق منه؛ اذ لابد ان يقرأ المرء الكثير من الكتب لبناء ثقافة واسعة لديه . فعلى الأقل ينبغي قراءة كتابين شهرياً، كل كتاب يحوي 200 صفحة أحداهما عن تخصص الشخص ، والآخر عن موضوع آخر، وذاك لتحقيق التوسع والعمق في التخصص والشمولية فيما سواه .
الاسم : سالمة محمد عبدالله
الفرقة الثالثة
شعبة اللغة العربية