ما معنى الحديث النبوي الشريف الذي فيما معناه يقول (لا صلاة لمنفرد خلف الصف) صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهل إذا وجدت في صلاة الجماعة شخصا يقف خلف الصف منفردا ولا يوجد له في الصف الأول مكان فهل أتقدم أنا مثلا للأمام بجانب الإمام وهو يقف مكاني، وماذا يجب أن أفعل إذا دخلت الصلاة متأخراً ونحن بالعمل مثلا لدينا مصلى صغير وعدد المصلين محدود وأحيانا كثيرة يكون متخلف واحد خلف الصف، فماذا يجب أن نفعل مع هذه الحالة؟ وهل معنى الحديث أنه لا صلاة لمنفرد خلف الصف ترك الصف الذي أمامه وهو يعلم أن به مكانا له؟ أم لا صلاة لمنفرد خلف الصف بمعناه الصريح؟ ولكم جزيل الشكر وأفادنا وأفادكم الله بعلمه وأثابكم خير الثواب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا معنى هذا الحديث المسؤول عنه، وذكرنا مذاهب العلماء في المسألة مستوفاة في الفتوى رقم: 130775 .
وفيها بينا ما يختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وهو أن الوقوف في الصف واجب وأن هذا الواجب يسقط بالعذر، فمن وجد مكاناً في الصف وصلى وحده خلف الصف لزمته الإعادة لتفريطه، ومن لم يجد مكاناً في الصف فإن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها، فليصل خلف الصف وحده، ولا إثم عليه وصلاته صحيحة، وهذا القول قول وسط وفيه جمع بين الأدلة وإعمال لجميع النصوص الواردة في المسألة.
وعلى هذا القول فلا يلزمك أن تتقدم للوقوف بجوار الإمام، ولا أن تتأخر أو يتأخر غيرك للوقوف مع هذا الذي لم يجد مكاناً في الصف، بل إذا قدم المصلي فلم يجد مكاناً في الصف فإنه يصلي وحده خلف الصف؛ لأن هذا هو ما يقدر عليه، وقد قال تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ... {16}، وقال صلى الله عليه وسلم: وإذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم. وصلت أم سليم خلف الصف حين لم يكن لها مكان في صف الرجال كما بيناه موضحاً في الفتوى السابق ذكرها فلتراجع للفائدة.
والله أعلم.