بقلم: جمال ماضي
حقيقة سلامة الصدور
- هل سلامة الصدر عمل قلبي أم مظهر عملي؟: الاثنان معًا فهي في أصلها عمل قلبي لا يتحقق إلا في صورة عملية، يقول تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (البقرة: من الآية 83)، يقول أبو العالية: "قولوا لهم الطيب من القول وجازوهم بأحسن ما تحبون أن تجازوا به".
- وقولوا للناس حسنًا: يقول طلحة بن عمر قلت لعطاء إنك رجل يجمع عليك ناس ذوو أهواء مختلفة وأنا رجل فيَّ حدة وأقول لهم القول الغليظ، قال: لا تفعل! يقول تعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾ (البقرة: من الآية 83)، فدخل في (الناس) اليهود والنصارى فكيف بالمسلم؟.
- سلامة صدرك أولاً: أي تكون في تحقيقها بالنفس ثم مطالبة الغير بها، كان النبي يحب ألا يخدش سلامة صدره فيقول لأصحابه: "إني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر".
كيف احترس من عدوي إذا كان عدوي بين أضلاعي
ثمار سلامة الصدور
- ضمان السير في الطريق: لقوله تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾ (الأنعام: من الآية 153)، قيل للحسن: سبقنا القوم؟!! قال: إن كنت على طريقهم فما أسرع اللحاق بهم.
- المعيار هو الدين: وليس لهوى أو مطمع أو مصلحة، وقد ترجم هذا المعنى علي بن أبي طالب حينما قال لأبي بكر: "رضيك رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا، أفلا نرضاك لدنيانا".
- تقارب القلوب: يقول ابن عباس: القرابة تقطع والمعروف يكفر، وما رأيت كتقارب القلوب.
- الحركة الطاهرة الواعية: ليس كما يقول البعض: الأمان لي وعلى الناس الخراب، خرج النخعي مع الأعمش، فقال: إن الناس إذا رأونا قالوا: أعور مع أعمش، قال: وما عليك أن يأثموا ونؤجر، قال: وما عليك أن يسلموا ونسلم.
- الخلق السديد: بسلامة الصدر يرزق الإنسان الصدق والحلم والتواضع والبذل والرفق، يقول أبو عباد: ما جلس إليَّ رجل قط إلا خُيل إليَّ أني سأجلس إليه، وقيل: (من ثواب سلامة الصدر أن ترزق سلامة الصدر بعده).
- النجاة يوم القيامة: حين يتحقق الاستثناء الرباني: ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ (88) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (89)﴾ (الشعراء).
أفكار ذكية
- حسن القصد: (المحب لا يرى طول الطريق؛ لأن المقصود يعينه).
- التنافس في الخيرات: يقول الحسن رحمه الله: "من نافسك في الآخرة فنافسه، ومَن نافسك في الدنيا فألقها في وجهه".
- حبس القلب واللسان والحركة عن الهفوة: يقول ابن القيم: "فالخارج من الدنيا إما متخلص من الحبس وإما ذاهب إلى الحبس".
- عدم الشكوى: قيل لأحدهم لما شكا: أتشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم؟! وحكمة هارون الرشيد في ذلك: "داو جرحك لا يتسع".
- التغافل والتغاضي: عندما سُئل أحدهم عن سرِّ نجاحه في المعاشرة سنوات عديدة، قال: "كنت مع الناس على نفسي".
- الرد على الإساءة بالخير: شتم رجلٌ الشعبي فقال: إن كنت صادقًا غفر الله لي، وإن كنت كاذبًا غفر الله لك.
- دع الضمائر: "لا أسأل الناس عما في ضمائرهم، ما في ضميري لهم من ذاك يكفيني".
- المبادرة في قضاء الحوائج: ما أحسن ما وصف به أبو عقيل أحد كرماء عصره فقال: "حاجته إلى قضاء الحاجة أشد من حاجة صاحب الحاجة".