هل أختار العنوسة أم زوجا لا أرتضيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رياحين- القاهرة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا فتاة عمري 30 عامًا، الحمد لله شكلي مقبول، وأعمل بوظيفة جيدة، أكمل دراستي العليا وأعمل في مجال الدعوة، وأحب دعوتي جدًّا، ودائمًا ما كنت أدعو أن يرزقني الله بزوج صالح يعينني على حسن طاعته.. تقدَّم لي الكثير؛ ولكنهم من خارج الصف، وأيضًا غير ملتزمين تمامًا (مقصرون في الصلاة، ومدخنون، ولكنهم يريدون زوجةً ملتزمةً تحفظ لهم بيتهم وأولادهم).. ومنذ 9 أشهر تقدَّم إليَّ أخ ملتزم يصغرني بثلاثة أعوام، أُعجب بي جدًّا، وتمت الخِطبة، وكنا في قمة التفاهم، ولكن فجأة حدثت له مشكلة مادية وقرر إنهاء الخِطبة، رغم أني عرضت عليه مساعدته، ووعدته بأني لن أتخلى عنه، ولكنه أنهاها بتصرف غير رجولي، فلم يكلِّم أحدًا من أهلي أو يعتذر لهم).. فعلاً أنا حزينة جدًّا.. ليس فقط لفسخ الخِطبة، ولكن على أسلوب تعامله الذي لا يدرك معنى الوعد بالزواج..
والآن عدت إلى حيرتي من جديد، وعاد السؤال الصعب يلح عليَّ.. هل أقبل من هم على غير التزام، ولا أنتظر ثانيةً ذا الدين؟ أم أنسى حلم الزواج مطلقًا؟ كل ما أتمناه هو زوج صالح يعينني على حسن طاعة الله، وأن نربِّي أولادنا على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ونصرة الدعوة المباركة.. أسألكم الدعاء.. ولكم مني جزيل الشكر.



- تجيب عن الاستشارة: أسماء صقر- الاستشاري الاجتماعي في (إخوان أون لاين):

الأخت الفاضلة..

ما من فتاة إلا وتحلم بالزواج والسكن وعش الحب الذي سيجمعها وزوجها، ولكن على مدرجة الحياة قصص كثيرة، لا تُكتب نهايتها سريعًا، وأحيانًا لا تُكتب كما نحب.. وسؤالكِ أراه، "هل أتزوج بأيٍّ من كان لأني في الثلاثين، ولا أجد من يرضيني؟ أم أنتظر مغامرةً بألا أتزوج؟".. وإجابتي لكِ هي في نقطتين فقط.



الأولى: أن يكون المتقدم من داخل الصف، ليس مرجعًا خلقيًّا ولا دينيًّا، وانتماؤك لنفس الفكر لن يعني بالضرورة اتفاقكما كزوج وزوجة، كما أنه إن كان من خارج الصف فهذا لا يعني كذلك أنه غير مناسب، أو غير ملتزم، فلعل له من الصلة بالله والعمل الدعوي ما يجعله خيرًا من كثير ممن يعملون في الصف.



فافحصي الأمر من 3 جهات:

1- الدين.. التزام بالإسلام منهجًا ومرجعًا للحياة.

2- الخلق.. أن يكون رجلاً؛ أي متحملاً للمسئولية، وجادًّا وقويًّا وبارًّا بأهله وأهلك.

3- التوافق الشخصي والتكافؤ.. ثم التواؤم بين الأسرتين.



الثانية: القلق من الذي قد فاتكِ "يواصل الدق على قلبك من أن تجدي نفسك في النهاية وحيدةً بغير زوج ولا أطفال، وفوات قطار الزواج" كما يقول العامة.



لن أطالبكِ بأن تتغلبي على القلق، فإنه أمر فطري، ولكن استعيني عليه بيقينك أن الزواج رزق كباقي الأرزاق.. وأن تعلمي أنه لعلك تتخذين زوجًا من هؤلاء الذين تصفينهم بغير الملتزمين، فتفاجئين بحياة لم تتخيليها، ولا تستطيعين إدراكها مع شخص لن يشارككِ التقرب إلى الله ولا الدعوة ولا غيرها، وله أولويات غيرك، فيكون التنافر بينك وبينه، ثم تقولين "لا زواج خير من ذلك"، كهذا الأخ الذي يصغركِ بثلاثة أعوام، فإن كان قد تصرف بما لا يليق بك- ولا عذر له- في ألا يخرج من البيت كما دخله، فلا أعتقد أن السبب الحقيقي مادي، كما قال؛ ولكن تأكدي أن ما حدث كان خيرًا لكِ، فماذا لو ظهر منه هذا الوجه "غير الرجولي" بعد ارتباط حقيقي؟!.



إن شاء الله سيكون لك زواج سعيد وزوج صالح قريبًا، فأنت كما أراكِ أختًا ناجحةً في كل أمورها؛ من دراسة، وعمل، ودعوة، فبُورك لك في ذلك كله، وأتمَّ الله عليك نعمه بزوج صالح ترضين دينه وخلقه.



وحتى تجدي ذلك الرجل فاسعدي بما أعطاه الله لك، وارفعي عنك القلق بالدعاء والتماس الطاعات، وعلى رأسها الصلاة وبر والديك.