الفصل الثاني: الجن في اللغة
قال ابن دريد :الجن خلاف الإنس .ويقال جنه الليل وأجنه ، وجن عليه وغطاه في معني واحد : إذا ستره ،وكل شيء استتر عنك فقد جن عنك ، وبه سميت الجن والجنة والجن واحد.(لقط المرجان . جلال الدين السيوطي ص17)
قال الجوهري : الجان أبو الجن . .(لقط المرجان . جلال الدين السيوطي ص17)
قلت : لعله يقصد كما أن (آدم أبو البشر ) وآدم:اسم لشخص .
فكذلك (الجان أبو الجن ) و الجان:اسم لشخص.
وقال ابن عقيل الحنبلي إنما سمي الجن جناً لاجتنانهم واستتارهم عن العيون ، قال : والشياطين (هم) العصاة من الجن وهو من ولد إبليس ، والمردة أعتاهم وأقواهم.
ويقول الشيخ إبراهيم عبد العليم عبد البر (( كلمة الجن مشتقة عن جن الشيء أي ستره ، وكل شيء سُتر عنك فقد جن عنك، وجن عليه الليل أي ستره الظلام ، والجنين هو الطفل في بطن أمه ، لأنه مستور عن الرؤية ، والجنان هو القلب . الذي يستره فلا يراه أحد ، والجنون هو ستر العقل أي ذهب عقله واختفي ،والجن نوع من العوالم ،وسموا بذلك لاجتنانهم أي اختفائهم عن الأبصار لذلك نحن لا نراهم ،قال تعالي { {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } الأعراف27
وفي تفسير الجلالين ص 153 " الشيطان (يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ ) جنوده (مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ )للطافة أجسامهم أو عدم ألوانهم "
قال ابن عبد البر:الجن عند أهل الكلام والعلم باللسان منزلون على مراتب:-
1)فإذا ذكروا الجن خالصاً؛ قالوا "جني".
2)فإن أرادوا أنه ممن يسكن مع الناس؛ قالوا "عامر" والجمع {عمار}.
3)فإن كانوا ممن يعرض للصبيان؛ قالوا "أرواح".
4)فإن خبث وتعرض؛ قالوا "شيطان ".
5)فإن زاد على ذلك فهو "مارد".
6)فإن زاد على ذلك وقوي أمره؛ قالوا "عفريت". (لقط المرجان .جلال الدين السيوطي ص(16-17)